الفضاء.. حلبة منافسة بين مليارديرات أميركا
في وقت لاحق من العام الجاري، سيتنحى جيف بيزوس من وظيفته كرئيس لشركة «أمازون»، لكن كما هو متوقع من ملياردير جنى أرباحاً خيالية من قطاع التقنية، فإن هذه الخطوة تعني أنه يتطلع إلى تحقيق مكاسب أكبر محتملة، غير أنها هذه المرة من الفضاء الخارجي، الذي سيكون حلبة منافسة بين مليارديرات أميركا.
ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن بيزوس، الذي يعد أول شخص في العالم يقود مشروعاً تجارياً من الصفر ليصل به إلى خانة التريليون دولار، سيكرس مزيداً من وقته لسباق الفضاء بين منافسيه من رجال الأعمال الذين يأملون في توسيع حدود المجتمع والتجارة إلى ما وراء كوكب الأرض.
سياحة
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الشهر الماضي أكملت شركة «بلو أوريجين» الأميركية للسياحة الفضائية التي يملكها بيزوس، مهمتها الـ14 التي تستهدف إرسال السياح إلى الفضاء الخارجي للاستمتاع بمشاهدة الأرض من مسافات بعيدة.
وذكرت أن الشركة كانت أعربت عن اعتقادها في وقت سابق بأن السفر الرخيص نسبياً للبشر إلى الفضاء ليس بعيد المنال، حيث قال بيزوس: «إنني متحمس للغاية للتأثير الذي أعتقد أن هذه المؤسسات يمكن أن تحدثه».
وأكدت الصحيفة أن المنافسة في الفضاء الخارجي ستكون صعبة كما في قطاع تجارة التجزئة، كون الملياردير المنافس، مؤسس شركة «سبيس إكس»، إيلون ماسك، يتقدم على «بلو أوريجين».
السفر إلى المريخ
وأفادت «الغارديان»، بأن اصطحاب البشر إلى القمر وما بعده يعد جزءاً أساسياً من رؤى ماسك وبيزوس الذي تحدث في عام 2019 عن تريليون شخص يمكن أن يسكنوا النظام الشمسي، بعيداً عن موارد الأرض، فيما يعتقد ماسك أن بناء مستعمرة في المريخ يمكن أن تنقذ البشرية.
وقالت إنه على الرغم من الرحلة التجريبية الفاشلة أخيراً، التي انتهت بتحطم صاروخ «ستارشيب» الفضائي العملاق الذي تطوّره «سبيس إكس» الأميركية لدى هبوطه إلى الأرض، فإن «سبيس إكس» قادرة بالفعل على إعادة استخدام صواريخها «فالكون 9»، حيث يسعى ماسك للسفر إلى المريخ في أقرب وقت ممكن في عام 2024.
صناعة الفضاء
ونقلت الصحيفة البريطانية عن البروفيسور المتخصص في أعمال الفضاء في كلية وارويك للأعمال بالمملكة المتحدة، لويزوس هيراكليوس، أن «هناك بالفعل ثورة في القطاع الخاص نحو صناعة الفضاء، خصوصاً مع تضاؤل حماس الحكومة الأميركية للإنفاق الضخم على هذا القطاع»، موضحاً أن «شركات تجارية تمثل الآن نحو 80% من صناعة الفضاء العالمية البالغ قيمتها نحو 424 مليار دولار».
وأضاف هيراكليوس، أن «معظم الشركات الصناعية تركز على تكنولوجيا المعلومات، لكننا على وشك الدخول في حقبة جديدة بفضل جهود المليارديرات من رجال الأعمال، والتي تشهد بدء السياحة الفضائية والتصنيع في مجال الفضاء»، لافتاً إلى أن أحد مؤسسي شركة «غوغل»، لاري بيدج، يدعم شركة «بلانيتاري ريسورسيز» الناشئة التي تأمل التنقيب الفضائي.
تحول كبير
من جهته، بيَّن محلل الطيران في بنك «أوف أميركا ميريل لينش»، رون إيبستين، أن إجمالي قيمة صناعة الفضاء يمكن أن ينمو بمقدار تريليون دولار خلال العقد المقبل، مشيراً إلى نقطة تحول كبيرة في هذا المجال، حيث تتحد التحسينات التكنولوجية مع رأس المال، لجعل السياحة الفضائية قابلة للتطبيق بشكل متزايد.
وقال إن «المستثمرين الأثرياء يلعبون دوراً مشابهاً لدور الأسلاف الذين ساعدوا في نمو صناعة الطيران لتصبح صناعة عالمية».
الكلفة
تعمل شركتا «سبيس إكس» و«بلو أوريجين» حالياً، على تصميمات للهبوط على القمر بموجب عقود منحتها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» العام الماضي بقيمة مليار دولار، إلى جانب شركة «داينتكس» الأميركية، حيث غطت تلك العقود 10 أشهر فقط من العمل، لكن من المقرر أن تقوم «ناسا» بتقييم جهود كل شركة الشهر الجاري.
ومع ذلك، فإن الأمل في استمرار صناعة الفضاء هو خفض كلفة الوصول إليه، خصوصاً في الوقت الذي تلوح فيه أزمة المناخ بتهديد الوجود.