أسعار «الخام» ارتفعت 33% منذ بداية 2021

تمديد «تخفيضات الإنتاج» يصعد بأسعار النفط

العقود الآجلة لخام «برنت» زادت إلى 67.77 دولاراً للبرميل. أرشيفية

ارتفعت أسعار النفط أمس، ما يزيد على 1%، لتواصل المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة، بعد أن اتفقت «أوبك» وحلفاؤها على عدم زيادة الإمدادات في أبريل، إذ يترقبون تعافياً أكبر للطلب في ظل جائحة فيروس كورونا.

وزادت العقود الآجلة لخام «برنت»، تسليم مايو، ما يزيد على دولار إلى 67.77 دولاراً للبرميل، وتمضي على مسار تحقيق مكاسب نحو 2% في الأسبوع، فضلاً عن أن أسعار الخام مرتفعة 33% منذ بداية العام.

غرب تكساس

وارتفعت العقود الآجلة لخام «غرب تكساس» الوسيط الأميركي أكثر من دولار إلى 64.87 دولاراً.

وارتفع الخامان القياسيان أكثر من 4% أول من أمس، بعد أن مددت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء المجموعة المعروفة باسم «أوبك بلس»، تخفيضات إنتاج النفط إلى أبريل، ومنحوا استثناءات محدودة لروسيا وكازاخستان.

وقال كبير استراتيجي السوق لدى «سي.إم.سي ماركتس»، مايكل مكارثي، إنه «يظهر فقط المفاجأة في مدى انضباط (أوبك بلس)».

وفوجئ المستثمرون بأن السعودية قررت الإبقاء على خفضها الطوعي البالغ مليون برميل يومياً خلال أبريل، حتى بعد أن ارتفعت أسعار النفط على مدى الشهرين الماضيين.

أسعار الخام

وصعدت أسعار الخام منذ بداية نوفمبر، لكن الطلب الحاضر على النفط من شركات التكرير وغيرها من المستهلكين، لم يوازِ ذلك بعد، إذ يجري تداول شحنات إلى أسواق رئيسة مثل الصين بوجه عام بأسعار منخفضة في ظل تباطؤ المبيعات. ويراجع المحللون توقعاتهم للأسعار، لتشمل استمرار تقييد الإمدادات من جانب «أوبك بلس» ومنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة الذين يكبحون الإنفاق بهدف تعزيز عوائد المستثمرين.

تخفيضات الإنتاج

إلى ذلك، قالت الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، أمس، إن قرار منتجين كبار للخام بمواصلة تخفيضات الإنتاج في الوقت الذي ترتفع فيه الأسعار قد يهدد التعافي الذي يقوده الاستهلاك في بعض الدول. وقال وزير النفط الهندي، دارمندرا برادان، إن «قرار (أوبك بلس) بمواصلة تخفيضات الإنتاج، سيلحق الضرر بالمستهلكين في الدول المشترية للخام». وأضاف برادان: «كإحدى أكبر الدول المستهلكة للخام، فإن الهند تشعر بالقلق من أن مثل تلك التحركات من جانب الدول المنتجة لديها القدرة على تقويض التعافي الذي يقوده الاستهلاك وإلحاق الضرر بالمستهلكين بشكل أكبر، خصوصاً في سوقنا الشديدة التأثر بالسعر». وحثت الهند، التي تضررت بشدة جراء ارتفاع أسعار النفط، المنتجين على تخفيف تخفيضات الإنتاج ومساعدة الاقتصاد العالمي على التعافي من جائحة فيروس كورونا.

وقال برادان: «كنا نأمل حقيقة في أن تخفف أوبك و(أوبك بلس) تخفيضات الإنتاج إلى حد ما، آخذة في الاعتبار التعافي الهش للاقتصاد العالمي، لا سيما في الدول النامية». ويُشكل صعود أسعار النفط تحديات مالية للهند، حيث لامست أسعار البيع بالتجزئة للوقود الخاضعة لضرائب كبيرة في الآونة الأخيرة، مستويات مرتفعة قياسية، مما يهدد التعافي المدفوع بالطلب. وتستورد الهند، ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، نحو 84% من احتياجاتها النفطية، وتعتمد على إمدادات الشرق الأوسط لتلبية نحو ثلاثة أخماس الطلب. ورداً على طلبات الهند المتكررة بزيادة الإنتاج، قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أول من أمس، إنه «يتعين على الهند بدء استخدام النفط الذي اشترته بسعر زهيد خلال انهيار الأسعار العام الماضي». وأضاف: «سنواصل العمل مع بعضنا بعضاً.. نشاركهم (الهند) وجهة نظرهم في أن تجنب تقلب (في الأسعار) سيساعد كل من المنتجين والمستهلكين».

«جولدمان» يرفع توقعه لسعر «برنت» إلى 75 دولاراً

رفع بنك «جولدمان ساكس كوموديتيز ريسيرش»، توقعه لسعر خام «برنت» للربعين الثاني والثالث، خمسة دولارات للبرميل، بعد أن أبقت «أوبك» وحلفاؤها، اتفاقهم لخفض الإمدادات دون تغيير. وقال إن «انضباط منتجي النفط الصخري» على الأرجح وراء زيادة إنتاج المجموعة بوتيرة أبطأ.

وأضاف البنك، في مذكرة، إنه يتوقع الآن أن تبلغ أسعار «برنت» 75 دولاراً للبرميل في الربع الثاني و80 دولاراً للبرميل في الربع الثالث من 2021.

وتفاعل منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة، سريعاً مع مكاسب أسعار النفط في السنوات الأخيرة، ليفوزوا بحصة سوقية في الوقت الذي خفضت فيه السعودية ومنتجون آخرون كبار الإنتاج، بيد أنهم أحجموا عن تعزيز الإنتاج منذ تراجع الطلب بفعل الجائحة في العام الماضي.

وقال البنك: «استراتيجية إمدادات (أوبك) ناجعة بسبب عدم توقعها وفجائيتها. ونعتقد أنه من الواضح حالياً أن (أوبك بلس) في الحقيقة تنتهج استراتيجية سوق النفط التي تتسم بالشح، فيما يشير ميزان العرض والطلب المحدث لدينا، إلى أن (مخزونات) دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تنخفض لأدنى مستوياتها منذ 2014 بحلول نهاية العام الجاري».

وخفض البنك توقعه لإنتاج «أوبك بلس» 900 ألف برميل يومياً على مدى الأشهر الستة المقبلة، وقال إن الإمدادات من النفط الصخري وإيران وخارج «أوبك» ستظل غير مرنة بشدة على الأرجح تجاه الأسعار حتى النصف الثاني من 2021، مما يسمح لـ«أوبك بلس» بإعادة موازنة سوق النفط سريعاً. لندن - رويترز

تويتر