سفينة حاويات عملاقة تتسبب في توقف الملاحة بقناة السويس
تسببت سفينة حاويات عملاقة جانحة في وقف حركة الملاحة في قناة السويس اليوم، الأمر الذي كان له تداعياته على التجارة العالمية، إذ منع المسؤولون، السفن من دخول المجرى المائي وتوقعت شركة إنقاذ أن يستغرق تحرير السفينة أسابيع.
وتعوق السفينة «إيفر جيفن»، الآن حركة الملاحة في كلا الاتجاهين في القناة التي تربط بين آسيا وأوروبا، وتعد من أكثر ممرات شحن السلع والنفط والحبوب والمنتجات الأخرى ازدحاما في العالم.
وقالت هيئة قناة السويس،اليوم، إنها أوقفت حركة الملاحة في القناة مؤقتا، بينما استمرت أمس، ولليوم الثالث، جهود تعويم السفينة وتعمل ثمانية زوارق قطر على تعديل وضعها، بعد أن علقت عرضيا في الجزء الجنوبي، الذي يسمح بالمرور في اتجاه واحد بالقناة، صباح يوم الثلاثاء، بسبب رياح قوية وعاصفة ترابية.
جنوح السفينة
وأضافت الهيئة في بيان، إن «جنوح السفينة يعود بشكل أساسي، إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية، نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية. مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها».
وذكر الرئيس التنفيذي لشركة «بوسكاليس الهولندية»، بيتر بيردوفسكي، التي تحاول تعويم السفينة أن «من السابق لأوانه، تحديد المدة التي قد تستغرقها المهمة». وقال بيردوفسكي، لبرنامج يبثه التليفزيون الهولندي: «لا يمكننا استبعاد أن تستغرق المسألة أسابيع، حسب الوضع». وأضاف بيردوفسكي، إنه «تم رفع مقدمة السفينة ومؤخرتها على جانبي القناة».
حوت ضخم
وتابع: «الأمر يشبه جنوح حوت ضخم على الشاطئ. إنه وزن هائل على الرمال. قد نضطر إلى الجمع (في مهمتنا) بين تقليل الوزن عن طريق نقل الحاويات والزيت والمياه من السفينة بالإضافة إلى زوارق القطر وجرف الرمال».
وتتجمع عند طرفي القناة، عشرات السفن، ومنها سفن حاويات كبيرة أخرى وناقلات نفط وغاز وسفن لنقل الحبوب، مما خلق واحدا من أسوأ اختناقات حركة الشحن في سنوات.
وكانت هيئة قناة السويس، قد سمحت لبعض السفن بدخول القناة على أمل تحرير السفينة، لكنها أوقفت الآن حركة الملاحة كليا بشكل مؤقت اليوم.
عمليات الإنقاذ
وقالت هيئة قناة السويس في بيان: «تتم عمليات الإنقاذ الحالية، من خلال إدارة التحركات بالهيئة وبواسطة 8 قاطرات أبرزهم القاطرة (بركة 1) بقوة شد 160 طنا، حيث يتم الدفع من جانبي السفينة، وتخفيف حمولة مياه الاتزان لتعويم السفينة واستئناف حركة الملاحة بالقناة».
وأضافت الهيئة: «حركة الملاحة بالقناة، شهدت أمس، عبور 13سفينة من بورسعيد، ضمن قافلة الشمال، وكان من المستهدف إكمال مسيرتها في القناة، إلا أنه مع تواصل أعمال تعويم السفينة، كان لابد من التحرك وفق السيناريو البديل بالانتظار بمنطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة بشكل كامل بعد تعويم السفينة بمشيئة الله».
ويمر نحو 30% من حركة نقل الحاويات في العالم يوميا عبر قناة السويس، البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12% من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع.
ويقول خبراء شحن، إنه إذا لم يحل الاختناق في حركة الملاحة بالقناة خلال 24 إلى 48 ساعة، فقد تضطر بعض شركات الشحن إلى تحويل مسار سفنها لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح حول جنوب قارة أفريقيا، وهو ما يطيل مدة الرحلة أسبوعا تقريبا.