تجارب عالمية تبرز قدرات الصيرفة المفتوحة على تغيير قطاعات إقليمية بالكامل
قال عبد الله المؤيد، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ "بوابة ترابط"، أكبر منصة مرخصة ومتخصصة في توفير خدمات وحلول البنية التحتية للصيرفة المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن "خدمات الصيرفة المفتوحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وصلت متأخرة ببضع سنوات مقارنة بأوروبا، إلا أن هناك العديد من التجارب التي يمكن الاستفادة منها وتنفيذها في المنطقة. فخدمات الصيرفة المفتوحة هي نتيجة التعاون وربط البيانات المالية بين البنوك والمؤسسات المالية ومقدمي التكنولوجيا من الأطراف الثالثة بهدف تعزيز وتطوير الخدمات للعملاء.
فولكس فاجن
وأضاف: "قلة من الناس قد يتخيلون أن شركة سيارات قد تقود الطريق نحو التمويل الرقمي، وهذا ما فعلته شركة (VWFS)، فولكس فاجن للخدمات المالية، الذراع المالي لـشركة السيارات فولكس فاجن العملاقة في المملكة المتحدة، عندما دخلت في شراكة مع شركتي التكنولوجيا المالية Scrive و Onfido، لإنشاء حلول تمويل جديدة وفعالة لعملائها من خلال خدمة التوقيع الإلكتروني من Scrive وأنظمة التحقق من الهوية الرقمية من Onfido، مما جعل فولكس فاجن للخدمات المالية قادرة على تزويد الوكلاء وعملائهم في المملكة المتحدة بحلول لخدمات التمويل الرقمي. كما يمكن إجراء فحوصات التحقق عن بُعد من خلال الهوية و"صور السلفي" أثناء استخدام تقنية التوقيع للسماح بإضفاء الطابع الرسمي الرقمي على المستندات. وتتزامن هذه التطبيقات مع واجهة تطبيقات خدمات الصيرفة المفتوحة، مما يتيح نظامًا جديدًا يدعم عملية شراء السيارات وتمويلها.
وتشمل المنافع الرئيسية، تسريع الموافقات، والسماح لمتعهدي الاكتتاب أو المقرضين بتقييم المخاطر بدقة ومساعدتهم بعمق في اتخاذ القرارات.
ووفقًا لبحث أجرته Signicat، لتقديم خدمات الهوية الإلكترونية، يوضح مدى تقدم الخيارات الرقمية في أوروبا خلال جائحة Covid-19، يتوقع 68 % من المستهلكين الأوروبيين مواكبة رقمية للخدمات المالية بنسبة 100%. ومع ذلك، تخلى 63 % من عملاء البنوك في أوروبا عن الخدمات المصرفية الرقمية خلال 2020، حيث اتجه المستهلكون إلى حلول التكنولوجيا المالية الأكثر ذكاءً.
وينعكس هذا الاتجاه نحو تبني التقنيات المالية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حتى لدى أكبر الشركات العريقة. فيما يؤكد بنك الإمارات دبي الوطني أن أكثر من 40 % من عمليات فتح الحسابات الجديدة تتم عبر الهاتف المحمول، وقال بنك أبوظبي الإسلامي أن أكثر من 60 في المائة من عملائه يقومون الآن بخدمات الصيرفة الرقمية، لمواكبة وتيرة الابتكار، مما يعني أن البنوك والمؤسسات المالية يتوجب عليها توفير المرونة في خدمات الصيرفة المفتوحة لأنها وسيلة داعمة لهذه الشركات للبقاء في المقدمة.
هيئة صاحبة الجلالة للإيرادات والجمارك
وقال عبد الله المؤيد: "تعمل هيئة صاحبة الجلالة للإيرادات والجمارك، الهيئة الحكومية البريطانية التي تتعامل مع الضرائب، على تطوير وسائل يمكن من خلالها وفي وقت حقيقي استخدام البيانات المالية من الشركات الصغيرة، والأفراد العاملين لحسابهم الخاص لجمع الضرائب وتحصيلها. وتتمثل الفكرة في تبسيط عملية فرض الضرائب على الشركات الصغيرة والمتوسطة، من خلال أتمتة العمليات الضريبية عبر واجهات تطبيقات الصيرفة المفتوحة. وصرحت هيئة صاحبة الجلالة للإيرادات والجمارك - المملكة المتحدة، أن الهدف هو تبسيط العمليات واتمتتها للعملاء. ويستخدم حاليًا أكثر من مليوني شخص في المملكة المتحدة خدمات الصيرفة المفتوحة، وفي شهر فبراير، أبرمت الهيئة اتفاقية لصالح Ecospend، منصة صيرفة مفتوحة للمدفوعات بقيمة 3 ملايين جنيه إسترليني بهدف إحداث ثورة في نظام ملء الإقرارات الضريبية بأسلوب تقليدي وتبسيطها من خلال الأتمتة.
(سستاينبلي)
وأشار عبد الله المؤيد، إلى أن شركة (سستاينبلي) Sustainably، ومقرها إدنبرغ، المملكة المتحدة، والمدعومة من ريتشارد برانسون وفيرجن، تمنح من خلال خدمات الصيرفة المفتوحة للمتسوقين، إمكانية جمع فوارق مشترياتهم اليومية ومقاربتها بأقرب جنيه، والتبرع شهريًا بهذه الفوارق الرقمية المالية إلى مؤسسة خيرية يختارونها.
ويمكن استخدام التطبيق وربطه بحسابهم المصرفي من خلال واجهة برمجة التطبيقات. وحالياً، يعد تجميع الحسابات أبرز مثال على فعالية خدمات الصيرفة المفتوحة الذي يتيح للعملاء رؤية جميع عمليات حساباتهم المصرفية وأموالهم في مكان واحد، حيث يستفيد الملايين في جميع أنحاء العالم من هذه العملية.
ومع تطور خدمات الصيرفة المفتوحة عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سيصبح هذا الأمر شائعًا بشكل متزايد، ولكن من المهم ملاحظة التنوع الهائل واتساع نطاق حالات الاستخدام الممكنة من خلال خدمات الصيرفة المفتوحة من تمويل السيارات إلى العطاء الخيري، ومن حساب الضرائب ودفعها تلقائيًا إلى تبسيط تطبيقات الرهن العقاري.
ولا تعد خدمات الصيرفة المفتوحة مجرد خطوة رائدة في القطاع المالي إنما ستساهم في دعم تغيير القطاعات والشركات لعملياتها واسلوب عملها من خلال بيانات المستهلك والبيانات المالية المترابطة بشكل كبير والمتوفرة ويتم مشاركتها عبر هذه التقنيات.