ارتفاع كلفة السفر في الولايات المتحدة رغم «متحور دلتا»
شهدت كلفة السفر والعطلات ارتفاعاً لافتا خلال الصيف الحالي، خصوصاً مع عودة الطلب على مواقع الترفيه المحلية في الولايات المتحدة، ما يعني أن المسافرين غالباً ما يدفعون أكثر مقابل الرحلات الجوية والسكن في المنتجعات السياحية وتأجير السيارات، لكن موجة العدوى بفيروس «كوفيد-19» المرتبطة بمتحور «دلتا»، قد خيمت إلى حد ما على التوقعات بشأن بقاء التكاليف مرتفعة خلال بقية الصيف.
وعندما يتعلق الأمر بالسفر حالياً، فإن ثقة المستهلكين تتراجع، حسب استطلاع للرأي أجرته شركة أبحاث التسويق «ديستينيشن أناليست» مع 1200 شخص أميركي أسبوعياً، حول مشاعرهم عن السفر منذ مارس 2020 حتى التاسع من أغسطس الجاري.
ووجد الاستطلاع أن التفاؤل قد تراجع بنسبة 40% منذ أوائل يونيو، لكنّ 20% فقط من المستطلعة آراؤهم يشعرون بالتفاؤل، وهو أدنى مستوى منذ عام حتى تاريخه، فالأغلبية مازالوا يعتقدون أن تعثر قطاع السفر مستمر، لكن أقل من نصفهم يفكر في الطيران أو زيارة منطقة جذب سياحية داخلية.
وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن مؤشر أسعار المستهلك، وهو مقياس شهري للتغير في متوسط الأسعار المدفوعة للسلع الاستهلاكية، يُظهر أن أسعار تذاكر الطيران ارتفعت بنسبة 7% بين أبريل ومايو، بعد زيادة بنحو 3% في يونيو، لكنها استقرت بانخفاض 0.1%، في يوليو.
ونظراً إلى أن المسافرين يفكرون في التهديد الذي يمثله متحور «دلتا»، فإن كثيرين يلغون خططهم، وقالت شركة «ساوث ويست إيرلانز» الأميركية، إن حركة الأسعار كانت أعلى من مستويات يوليو 2019، لكنها غيرت توقعاتها لربحية الربع الثالث، لافتة إلى أن الشركة شهدت أخيراً تباطؤاً في الحجوزات القريبة وعمليات إلغاء لرحلات في أغسطس الجاري، التي يُعتقد أنهما مدفوعان بالارتفاع الأخير في الإصابات بفيروس «كورونا».
وفي حين توقع كثيرون عودة سفر رجال الأعمال في الخريف، فإن متحورات فيروس «كورونا» قد تعطل هذا الانتعاش، ما يضع مزيداً من الضغط النزولي على تذاكر السفر. وتخطط شركة «يونايتد إيرلاينز»، على سبيل المثال، لتشغيل رحلات أقل بنسبة 26% خلال الربع الثالث مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
وتماشياً مع أنماط ما قبل الجائحة، يتوقع تطبيق حجوزات السفر «هوبر» أن تتراجع أسعار تذاكر السفر الترفيهية في الخريف، كما توقع انخفاضاً بنسبة 10% في أسعار تذاكر الطيران المحلية، وهو رقم يتماشى مع مستويات عامَي 2018 و2019، وتتوقع أن يبلغ متوسط تذكرة الذهاب والإياب داخل الولايات المتحدة 260 دولاراً، مقارنة بـ288 دولاراً هذا الصيف.
في بعض الوجهات الترفيهية الشهيرة، لم تحقق الفنادق مستويات النشاط الوبائي فحسب، بل تجاوزت أرقام عام 2019، وأدى ذلك إلى دفع الأسعار إلى 141 دولاراً في المتوسط على المستوى الوطني لليلة في غرفة فندق، خلال الشهر الماضي، وفقاً لشركة «إس تي آر للتحليل»، مقارنة بـ 100 دولار في أغسطس الماضي و135 دولاراً في الفترة نفسها من عام 2019.
ومع ذلك، ظلت الأسعار في المدن الكبرى منخفضة، حيث بلغت في مدينة نيويورك ما يقرب من 205 دولارات في المتوسط مقارنة بـ240 دولاراً عام 2019، لكن الأسعار في هاواي، وفلوريدا كيز، وميرتل بيتش، ساوث كارولينا، فجرت المعايير السابقة للوباء، وعلى سبيل المثال كان متوسط أربعة أسابيع في أغسطس 2019 بفلوريدا 239 دولاراً مقارنة بـ408 دولارات هذا الشهر.
وبينما لاتزال الصفقات أوضح في أكبر المدن الأميركية، ينصح «هوبر» بالبحث عن تخفيضات إضافية بالأسعار في اللحظة الأخيرة، ما يشير إلى انخفاض الأسعار في المتوسط بنسبة 13% بعد أسبوعين من تسجيل الوصول.
الوجهات الشاطئية والمنتجعات
قال رئيس الأبحاث في شركة «إير دي ان إيه»، جيمي لين، إن الوجهات الشاطئية والمنتجعات هي «أنواع الوجهات التي تعد الإيجارات قصيرة الأجل رائعة في استيعابها»، مشيراً إلى أن إيجارات العطلات حوّلت العديد من المسافرين الجدد خلال الجائحة، الذين سعوا للحصول على مساحة أكبر والمزيد من وسائل الراحة، إلى إقامات أطول.