اقتصاد العالم.. «بي إم دبليو» تمنح سياسة «الرخاء المشترك» في الصين لمسة فارهة
تستعد شركة صناعة السيارات الفارهة الألمانية «بي.إم.دبليو» لإنقاذ مشروعها المشترك المتعثر في الصين، من خلال شراء الأصول الإنتاجية للمشروع، وهو ما اعتبرته المحللة الاقتصادية، أنجاني تريفيدي، حركة ذكية من جانب الشركة الألمانية.
وكانت «وكالة بلومبرغ للأنباء» نقلت عن مصادر قولها إن فرع «بي.إم.دبليو» في الصين اقترب من التوصل إلى اتفاق لشراء أصول إنتاجية بقيمة 252 مليون دولار من شركة «بريليانس أوتو» الشريك الصيني الأساسي للشركة الألمانية. وتم تأكيد هذه الصفقة رسمياً الثلاثاء الماضي، خلال لقاء بين مسؤولي «بريليانس أوتو» لصناعة السيارات مع الدائنين.
وكانت شركة «هواشين أوتوموتيف غروب هولدنغ» الصينية المملوكة للدولة، وهي الشركة الأم لـ«بريليانس أوتو» بدأت دراسة عملية إعادة هيكلة شركة السيارات المفلسة منذ نوفمبر الماضي، بعد أن فشلت في سداد ديون بقيمة 6.5 مليارات يوان (مليار دولار).
وتقول المحللة أنجاني تريفيدي: «إن اتمام صفقة شراء (بي.إم.دبليو) للأصول الإنتاجية الخاصة بشركة (بريليانس أوتو) سيتيح للشركة الألمانية إنتاج سيارات أعلى جودة، وبكلفة أقل للسوق الصينية، وهو ما يتوافق مع تركيز الصين على (الرخاء المشترك)، والتوزيع الأكثر عدالة للدخول في مختلف أنحاء البلاد.
وتعتبر خطة معالجة فجوة الدخول بين المناطق الريفية والحضرية في الصين مهمة بالنسبة لشركات صناعة السيارات، إذ من المنتظر أن تؤثر هذه الخطة في كيفية حصول الصينيين على الدخل، وكيفية إنفاقه أيضاً، في حين تمثل السيارات أحد أكبر أوجه الإنفاق في الصين.
وبالتالي، فإن السعي إلى تطبيق سياسة الرئيس شي جين بينج لتحقيق «الرخاء المشترك»، قد يؤدي إلى إعادة النظر في كيفية تسعير السيارات في الصين، وبالتالي سيكون على شركات السيارات الكبرى، خصوصاً التي تنتج سيارات غالية الثمن مثل «بي.إم.دبليو» إعادة النظر في سياسة التسعير.
يذكر أن نحو 36% من سيارات «بي.إم.دبليو» الفارهة في الصين تُباع بأسعار تقل عن 250 ألف يوان، في حين أن 40% من سيارات الشركات المنافسة مثل «مرسيدس» و«أودي» تُباع بأسعار تبدو أكثر توافقاً مع السياسات الاجتماعية للصين، بهدف استقطاب مزيد من المتعاملين من الطبقة المتوسطة المتنامية في الصين.