شركات أوروبية تطالب بمساعدتها في مواجهة «أوميكرون»
أدت القيود الحكومية الجديدة في جميع أنحاء بريطانيا، وفي أجزاء أخرى من أوروبا، بسبب القلق المتزايد بشأن المتحور «أوميكرون» شديد العدوى، إلى الحد بشكل كبير من الأعمال في المطاعم والحانات وأماكن الفعاليات والمتاجر، ما أدى إلى دعوات عاجلة للحصول على مساعدة حكومية إضافية، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز».
وأعلنت الحكومة البريطانية عن مساعدات تقدر بنحو مليار جنيه إسترليني لقطاع الضيافة، مع منح بقيمة 6000 جنيه إسترليني لمرة واحدة، وخصومات عن الإجازات المرضية للموظفين. كما تعتزم الحكومة الفرنسية تقديم مساعدة تصل إلى 12 مليون يورو لوكالات السفر وقطاع الفعاليات والمطاعم وشركات الترفيه الداخلية، التي تكبدت خسائر تشغيلية كبيرة هذا الشهر. كما قررت حكومتا إسبانيا وإيطاليا أيضاً عقد اجتماع طارئ لمناقشة ما إذا كانتا ستتبنيان قيوداً جديدة.
وقال كبير الاقتصاديين في منطقة اليورو، كلاوس فيستسين: «نحن في مرحلة مختلفة الآن، حيث من المحتمل أن يكون الإغلاق أكثر كلفة». وأضاف: «حتى الآن، اعتدنا على عمليات الإغلاق التي يتبعها دعم من الحكومة، وأعتقد أن هذا سيكون هو الحال أيضاً، لكن الدعم سيكون بشروط أكثر وأقل شمولية من ذي قبل».
وسجلت بريطانيا أكبر عدد من حالات الإصابة بـ«كورونا» في أوروبا خلال الأيام السبعة الماضية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وهو ما دعا المنظمات التي تمثل أكثر من 100 ألف شركة في جميع أنحاء البلاد لمطالبة رئيس الوزراء، بوريس جونسون، بمزيد من الإعفاءات الضريبية والمنح.
وقد تردد صدى تلك المخاوف في بلاد أوروبية أخرى. ففي ألمانيا، تضغط الشركات على الحكومة لرفع الإجراءات الجديدة التي تجبر الزبائن على إظهار شهادة التطعيم أو الشفاء من المرض أخيراً. وفي هولندا، حيث أعلنت الحكومة إغلاقاً خلال عطلة نهاية الأسبوع، تجاوزت المكالمات الخاصة بطلب المساعدة 400 اتصال، وهو سبعة أضعاف الرقم الذي تم تسجيله في الأسبوع السابق.
وعلى الرغم من أن الزيادة الكبيرة في حالات الإصابة بالمتحور الجديد لم تؤد بعد إلى الإغلاق الصارم الذي تفرضه الحكومة الهولندية، إلا أن الشركات البريطانية تجادل بأن عدم اليقين خلال ذروة موسم العطلات يعرض بقاءهم للخطر، لافتين إلى أن قطاعات البيع بالتجزئة والضيافة والترفيه «تتأرجح على حافة الهاوية».
وكان قطاع الضيافة، الذي خسر في موسم العطلات العام الماضي، يعتمد على موسم حافل هذا العام. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «سميث وتيرنر فيلر»، التي تمتلك ما يقرب من 400 مطعم في بريطانيا، سيمون إيميني: «عدنا إلى ما كنا عليه في مارس 2020، وأن الشركة أغلقت مؤقتاً 20 مطعماً».
وفي هولندا، حيث يتم إغلاق معظم المتاجر والحانات والمطاعم والصالات الرياضية والرياضات الخارجية والأماكن الثقافية والمدارس حتى شهر يناير، يخشى بعض أصحاب الأعمال من عدم إعادة فتحهم أبداً.
كما ألغت فرنسا قائمة احتفالات نهاية العام، ومنعت السياح من دخول بريطانيا، في ضربة لقطاع التزلج، وفرضت الحكومة السويدية بعض القيود الجديدة، التي شملت السماح للعملاء الجالسين فقط بالخدمة في المطاعم والحانات. كما فرضت أيرلندا حظر تجول مبكراً اعتباراً من الساعة الثامنة مساءً. وتوقفت المطاعم في الدنمارك عن تقديم خدماتها بعد الساعة 10 مساءً، كما تم إغلاق قائمة من الأماكن ومساحات الفعاليات، بما في ذلك المسارح والمتاحف وحدائق الحيوان وقاعات الحفلات الموسيقية.
ومن المتوقع أن تستمر القيود التي تفرضها سويسرا، والتي تمنع الأشخاص غير المطعمين من الذهاب إلى المطاعم وصالات الألعاب الرياضية والمتاحف حتى 24 يناير. وأفاد تجار تجزئة بانخفاض بنسبة 37% في المبيعات عن عيد الميلاد 2019.