امبراطوريات التكنولوجيا تواجه تحديات رقابية
أصبحت إمبراطوريات التكنولوجيا الكبرى أقوى وأكبر في عام 2021. لكنها بدت أكثر عرضة من أي وقت مضى لقوى الرقابة الحكومية والتنظيم والمنافسة، بل والمزاج العام المعقد للمستخدمين. ومن المرجح أن تستمر هذه الظاهرة الأقوى للسوق والأضعف لشركات التكنولوجيا الكبيرة خلال العام 2022.
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن شركة "آبل"، التي تعد بالفعل أكثر الشركات قيمة في العالم، تقترب من الوصول إلى قيمة سوقية لا يمكن تصورها تبلغ 3 تريليونات دولار. وهو ما يعادل قيمة شركة "وول مارت" بنحو ثمانية أضعاف، أو أكثر من قيمة سوق الأسهم الألمانية بالكامل.
كما تعتبر أمازون مهمة للغاية في سوق العمل في الولايات المتحدة لدرجة أن أجر الشركة في الساعة دفع الشركات المحلية إلى زيادة معدلات أجورها، ما أدى إلى زيادة رواتب العديد من الأمريكيين الذين لا يعملون في أمازون. كما ان توقف "فيسبوك" وتطبيقاته الأخرى لفترة وجيزة مؤخرا، أظهر مدى اعتماد حياتنا وتجارتنا على شركة واحدة.
التكنولوجيا هي واحدة من أكثر القوى ذات الأهمية في العالم، وربما يكون مزيج الثروة والأهمية في الاقتصاد من الأعداد الهائلة من المستخدمين والتأثير العالمي لإمبراطوريات التقنية شيئًا لم نشهده من قبل. لكن في نفس الوقت الذي نمت فيه شركات التكنولوجيا الكبرى وباتت أكثر ثراءً وأكثر أهمية، هناك المزيد من الضغوط على إمبراطورياتهم.
حكومة الصين قلقة بما فيه الكفاية بشأن قوة نجوم التكنولوجيا في البلاد لدرجة أنها اتخذت إجراءات صارمة ضد بعض الخدمات الرقمية الشعبية. وفي لندن وبروكسل وسيول وواشنطن، يحاول المنظمون إقامة حواجز حماية جديدة للسيطرة على ما يرونه آثارًا ضارة لقوة شركات التكنولوجيا في حياتنا.
وبينما لا تزال شركات التكنولوجيا العملاقة تحقق أرباحًا وتنمو، إلا أن هناك علامات ضعف. منها تنحى جيف بيزوس عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة أمازون هذا العام واستقالة بعض رؤساء التكنولوجيا الآخرين أيضًا. كما يبدو مارك زوكربيرج قلقًا بشأن قدرة "فيسبوك" على البقاء على اتصال مع الشباب.