وراء الاقتصاد
كبح التضخم يسبب «بعض الألم» لأميركا
قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، إنه لن يتوقف عن رفع أسعار الفائدة حتى يصبح الاقتصاد تحت السيطرة.
ويواجه باول، تحدياً هائلاً في خفض أعلى معدل تضخم بالبلاد منذ 40 عاماً دون التسبب في ركود أو تقويض سوق العمل الأميركية التي لاتزال تتخبط.
ورغم أن أسعار الفائدة المرتفعة، والنمو البطيء، وظروف سوق العمل الضعيفة ستؤدي إلى خفض التضخم، فإنها ستجلب أيضاً بعض الألم للأسر والشركات.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تراجع المخاوف من الركود، حيث انتعشت سوق الأسهم، وانخفضت أسعار الغاز، وأضاف الاقتصاد وظائف أكثر بكثير مما كان متوقعاً في يوليو.
لكن كل ذلك يمكن أن يعطي مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» مزيداً من الأسباب للقلق من أن كبح التضخم ليس قريباً.
ويقول اقتصاديو ومحللو «وول ستريت»، إن «الاحتياطي الفيدرالي» يعمل على تحقيق ما يعرف باسم «الهبوط الناعم»، خصوصاً أن البنوك المركزية نادراً ما تتمكن من إطلاق دورات كاملة من رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم دون التسبب في ركود.
وأشارت صحيفة «واشنطن بوست»، إلى أن خطاب باول الأخير، قد يكون بمثابة تحذير للشركات والأسر من أن الاقتصاد لم يشعر بعد بالعواقب الكاملة لارتفاع أسعار الفائدة، فالمزيد من الزيادات في أسعار الفائدة في الطريق. ولخفض التضخم من أعلى مستوياته في 40 عاماً، يجب أن يعتمد «الاحتياطي الفيدرالي» على أداة قوية واحدة، هي أسعار الفائدة.
وقد تم تصميم إبطاء الطلب من خلال رفع كلفة مجموعة من القروض، مثل السيارات أو الرهون العقارية، ما دفع السوق العقارية، نحو التباطؤ، حيث يؤدي ارتفاع معدلات الرهن العقاري إلى تراجع الطلب على شراء العقارات.
وربما تراجع التضخم قليلاً في يوليو، حيث سجل 8.5% مقارنة بالعام الماضي - بانخفاض عن أعلى مستوى في الشهر السابق - حيث ساعد انخفاض أسعار الغاز على خفض التكاليف الإجمالية.
لكن قادة «الاحتياطي الفيدرالي»، يقولون إنهم بحاجة لرؤية أشهر من التحسن المستمر قبل معرفة ما إذا كان رفع أسعار الفائدة يعمل أم لا.
غير أن أسعار الفائدة لا يمكنها معالجة جميع التحديات التي يشعر بها الناس بسبب التضخم في حياتهم اليومية. ولا يمكن أن تؤدي زيادة أسعار الفائدة على القروض العقارية إلى بناء منازل جديدة أو إبقاء أسعار الغاز منخفضة.
وكان «الاحتياطي الفيدرالي» رفع أسعار الفائدة أربع مرات هذا العام، كان آخرها ثلاثة أرباع النقطة المئوية في يوليو.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news