6.5 مليارات دولار قيمة السوق العالمية لنمذجة معلومات البناء
أكد إبراهيم إمام، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك للمجموعة والرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ في "بلانرادار PlanRadar"، أن تطبيق التكنولوجيا كان له تأثير هائل على صناعة البناء على مدى العقد الماضي، ومن بين الحلول التكنولوجية التي أحدثت نقلة نوعية في هذا القطاع هو نمذجة معلومات البناء (BIM).
يُتيح استخدام نمذجة معلومات البناء (BIM) تعزيز التعاون المشترك وتحسين التواصل بين فرق العمل المختلفة في مشاريع البناء، بالإضافة إلى زيادة الكفاءة الإنتاجية وخفض التكاليف. وبلغت قيمة السوق العالمية لنمذجة معلومات البناء (BIM) في عام 2021 قرابة 6,5 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تزداد تلك القيمة بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 15.63٪ بحلول عام 2027.
وتشير التقارير إلى تسارع استخدام نمذجة معلومات البناء (BIM) في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية. وقد كانت بلدية دبي أول جهة حكومية في المنطقة تعتمد نمذجة معلومات البناء (BIM) لمعظم المشاريع الكبيرة في الإمارة مما يشير إلى زيادة الوعي بالمزايا التي تقدمها مثل:
تيسير عملية تقدير التكلفة
تستغرق عملية حساب تكاليف المشروعات الكثير من الوقت، ولكن باستخدام نمذجة معلومات البناء (BIM)، يُمكن تسجيل كافة التكاليف بالتفاصيل خلال مرحلة التخطيط حتى تكاليف أصغر المكونات، مما يُوفر للمصممين والمقاولين على معلومات تفصيلية عن التكاليف المتوقعة ويُساعد على تبسيط عملية حساب التكاليف بقدر كبير. ويساهم استخدام نمذجة معلومات البناء (BIM) أيضاً في مقارنة الإصدارات المختلفة من التصميم وتقدير تكلفة المشروع بناءً على البيانات الأساسية، حيث يتم حساب التكاليف تلقائياً حسب مدخلات المواد والموارد التي سيتم استخدامها.
تعزيز التعاون المشترك
ويُساهم استخدام نمذجة معلومات البناء (BIM) كمصدر للمعلومات، في تعزيز التعاون وتحسين عملية التواصل بين فرق العمل المختلفة في المشروع. ومن خلال توفير نمذجة معلومات البناء (BIM) على منصة مركزية في المشروع، يستطيع جميع المعنيين في المشروع من الوصول إلى المعلومات والبيانات في الوقت الفعلي والعمل دائمًا وفقاً لأحدث إصدار من التصميم وتجنب سوء الفهم الناتج عن سوء التواصل بسبب المعلومات المنعزلة. وباستخدام حلول الإدارة الميدانية مثل منصة PlanRadar، يُمكن للمشاركين في المشروع إثراء النموذج، وتزويده بمعلومات إضافية عن العيوب والمهام المفتوحة حتى في أثناء مرحلة البناء.
إدارة العيوب
تُعتبر العيوب مشكلة شائعة في أي مشروع بناء، وتؤدي غالباً إلى تجاوز الجدول الزمني والتكاليف، ولكن مع استخدام نماذج معلومات البناء (BIM) في عملية إدارة العيوب، يُمكن تسهيل عملية الفحص، وتحديد العيوب وحلها بشكل أسرع وأكثر شفافية. ومن خلال تحديد العيوب في التوائم الرقمية ثلاثية الأبعاد، يُمكن لفريق الفحص والتفتيش تزويد الفرق المعنية بمعلومات دقيقة حول نوع وموقع الخلل. علاوة على ذلك، تُساعد المعلومات الإضافية الواردة في النموذج على تقييم شدة الخلل وتأثيره على مناطق أخرى من المبنى بشكل أفضل.
تبسيط عمليات تشغيل المباني
يُساعد دمج نماذج معلومات البناء (BIM) مع برمجيات إدارة المرافق على تحسين عمليات التشغيل اليومية، ورفع كفاءة إجراءات الصيانة للمبنى طوال دورة حياته. ويستطيع فريق إدارة المنشأة تخطيط وأتمتة أنشطة الصيانة، والإصلاح، والاستبدال، وإنشاء مهام وتكليفها لفريق الصيانة مباشرة في التوأم الرقمي. بالإضافة إلى ذلك، يُوفر نموذج معلومات البناء (BIM) رؤى مهمة حول أداء الأنظمة المختلفة في المبنى ويُوفر محاكاة لتأثير التعديلات، والإصلاحات، والتحسينات، مما قد يجعله أداة مهمة لصانعي القرار.
الاستدامة
يُمكن استخدام نموذج معلومات البناء (BIM) لاختبار وتحسين التصاميم قبل مرحلة البناء للوصول إلى التصميم الأمثل من حيث توفير الطاقة من خلال تحليل بيانات استهلاك الطاقة، وتقليل نفايات مواد البناء من خلال حساب الكمية المطلوبة، مما يساعد على تقليل البصمة الكربونية وتأثير البناء على البيئة. مع تقدم التكنولوجيا والابتكار، سنرى المزيد من التطور في توظيف واستخدام نمذجة معلومات البناء (BIM)، والتقنيات القائمة على الحوسبة السحابية في صناعة البناء والتشييد. وسيؤدي ذلك إلى تعزيز التعاون المشترك والتنسيق لتنفيذ مشاريع عالية الجودة بشكلٍ أكثر كفاءة.