«مايكروسوفت» تطلق سباقاً تقنياً بإضافة الذكاء الاصطناعي إلى محرك «بينغ»
لقد كانت بضعة أشهر صعبة على صناعة التقنية، إذ تم تسريح عشرات الآلاف من الموظفين، إضافة إلى خسائر تقدر بمئات المليارات في «وول ستريت»، وفضائح على أعلى المستويات في شركات الأموال المشفرة، ما أدى إلى اهتزاز الثقة بالسوق.
ولكن يوم الثلاثاء الماضي، كانت لحظة الثقة، فقد كشف مديرون ومهندسون، إضافة إلى مختبر أبحاث صغير يدعى «اوبن أي» في مركز المؤتمرات في مقر شركة «مايكروسوفت»، النقاب عن إطلاق تحديث جديد كبير، شمل محرك البحث «بينغ» Bing، ومتصفح «إيدج» Edge.
وأشارت «مايكروسوفت»، في مدونة لها على الإنترنت، إلى أن الشيء الأهم الذي حصل عليه محرك البحث والمتصفح التابعان لها، هو تقنيات الذكاء الاصطناعي التي ستمنح المستخدمين ميزات جديدة، وتسهّل عليهم عمليات البحث والتواصل عبر الإنترنت، والتي يعتقد كثيرون في هذا المجال أنها يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في مستقبل هذه التقنية. وبات «Bing» يمنح المستخدمين إجابات أكثر دقة حول الأسئلة التي يطرحونها، ويوفر لهم معلومات مفصلة وواضحة عن الأشياء التي يبحثون عنها، ويوجههم إلى المواقع أو الروابط المطلوبة في حال أرادوا معرفة معلومات عن وجهة سياحية معينة، على سبيل المثال. أما متصفح «Microsoft Edge» فحصل على العديد من الميزات، مع التحديث الأخير أيضاً، وتوافرت فيه خدمات دردشة جديدة، وميزات تساعد المستخدم على تنسيق ومقارنة البيانات والمعلومات التي تهمه. وأصبح الذكاء الاصطناعي بمثابة السحر لملايين الأشخاص قبل شهرين، عندما أطلق مختبر «اوبن أي» برنامج للمحادثة يطلق عليه «تشات جي بي تي»، وهو قادر على إجابة الأسئلة وكتابة الشعر، والتحدث عن أي موضوع تقريباً. وقدم «تشات جي بي تي» صدمة حماسية في خضم أكبر تقليص للوظائف في مجال هذه الصناعة منذ 15 عاماً. وتذكّر هذه الحماسة، بشأن تقنية «اوبن أي»، إضافة إلى الأعمال التي قام بها العديد من المنافسين، التي يتوقع ظهورها في الأسواق قريباً، المخضرمين في مجال تقنية الذكاء الاصطناعي بلحظات أخرى، قلبت «وادي السيليكون» رأساً على عقب، من لحظة وصول أول «آي فون» ومحرك بحث «غوغل» إلى دخول متصفح «نتسكيب»، الذي مهد الطريق إلى تسويق الإنترنت. ودخلت «مايكروسوفت» لعبة اللحاق بالركب في ما يتعلق بالمتصفحات، بينما خسرت التحول إلى «الحوسبة المحمولة»، التي جاءت مع «آي فون»، ويأتي محركها للبحث «بينغ» في المرتبة الثانية من حيث الشعبية مقارنة مع «غوغل»، لكن يمكن لـ«مايكروسوفت» أن تكون أول شركة كبيرة للتقنية، إذا كانت برامج المحادثة والتقنيات التي تقف وراءها على قدر التوقعات المرجوة منها. وقال المدير التنفيذي لـ«مايكروسوفت»، ساتيا ناديلا: «ستعيد هذه التقنية تشكيل كل فئة برمجيات نعرفها»، مضيفاً: «لقد بدأ اليوم سباقاً حول ما يمكن توقعه». وقدمت «مايكروسوفت» نسخة جديدة من «بينغ» لعدد محدود من الأشخاص، وسيكون كل مستخدم قادراً على تشغيل عدد محدود من الاستعلامات، كما أن بإمكانهم الانضمام إلى قائمة انتظار للدخول إلى الإصدار الكامل للخدمة. وتخطط الشركة لتوسيع الدخول لملايين الأشخاص إلى البرنامج، مع نهاية الشهر الجاري.
وقال ناديلا، في مقابلة إن «مايكروسوفت»، كانت تعمل «بوتيرة بالغة السرعة» من أجل دمج التقنية في منتجاتها. وعن طريق إطلاق أداة بحث جديدة، التي وصفها بأنها الأكثر استخداماً، سيرى العالم كيف يمكن أن تؤدي «عاداتهم اليومية» إلى «شيء سحري».