80 % ارتفاعاً في «بيتكوين» منذ بداية 2023
وسعت عملة «بيتكوين» المشفرة مكاسبها، بعد قفزة كبيرة أخرى الثلاثاء الماضي، حيث تجاوزت قيمتها 30 ألف دولار للمرة الأولى منذ يونيو.
ولاتزال «بيتكوين»، قصة النجاح الجامحة لسوق العملات المشفرة للعام الجاري، بعد أن ارتفعت أكثر من 80% منذ بداية العام، بعد انخفاضها بصورة كبيرة خلال العام الماضي، متفوقة بذلك على العديد من الأصول الأخرى.
كما اكتسب «مؤشر ناسداك 100»، وهو مؤشر لأكبر أسهم شركات التكنولوجيا، ما يقرب من 20% خلال تلك الفترة، وهو أداء قوي، لكنه بعيد كل البعد عن أداء «بيتكوين» التي عادت بقوة.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الارتفاع الأخير في سعر «بيتكوين» يبدو مرتبطاً جزئياً بالسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، التي تضمنت تسع زيادات في أسعار الفائدة خلال العام الماضي.
وكانت أسعار الأصول المشفرة، غرقت قبل عام عندما بدأ مجلس الاحتياطي رفع أسعار الفائدة، لكن المستثمرين يراهنون الآن على أن «الفيدرالي» سيوقف قريباً زيادات أسعاره، على الرغم من أن بعض المسؤولين في المجلس، كانوا يقترحون العكس، ما أدى إلى انتعاش كبير.
وتزامنت أكبر مكاسب «بيتكوين» أيضاً مع الاضطرابات في القطاع المصرفي الأميركي، حيث ارتفعت العملة المشفرة بأكثر من 45% منذ انهيار بنك «سيليكون فالي»، الشهر الماضي.
ولفت المدافعون عن صناعة العملات المشفرة إلى أن الارتفاع الأخير في سعر «بيتكوين» بمثابة إشارة إلى أن المستثمرين يحوّلون بعض أموالهم إلى عملات رقمية، على الرغم من وجود القليل من الأدلة على حدوث ذلك.
واعتباراً من الأسبوع الماضي، امتلكت «شركة مايكروستاتيجي» 140 ألف «بيتكوين»، التي تبلغ قيمتها نحو 4.2 مليارات دولار بالأسعار الحالية، متجاوزة القيمة السوقية للشركة البالغة 3.6 مليارات دولار.
واستغل أنصار «بيتكوين» ارتفاع الأسعار ليقولوا إن الأزمة المصرفية كانت تدفع المستثمرين إلى تحويل العملات التقليدية إلى عملات رقمية.
وأشاد أحد المديرين التنفيذيين للعملات المشفرة بإخفاقات البنوك، ووصفها بأنها «نهاية الدولار وفجر العملات المفرطة».
وبدأت الشركة التي تسوق «بيتكوين» للمستثمرين في وضع إشارات للبنوك في موادها الترويجية.
لكن على الرغم من الضجة، هناك القليل من الأدلة على أن الانهيار المصرفي الأخير قد ولّد دعماً واسع النطاق لعملة «بيتكوين» كبديل مالي.
وبدلاً من ذلك، كان الارتفاع في سعر «بيتكوين» مدفوعاً بمجموعة من الاتجاهات المالية التي ليس لها علاقة تذكر بالأسس الفلسفية للتكنولوجيا، كما قال المحللون.
وتشمل أسباب الزيادة التفاؤل المتزايد بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يوقف زيادات أسعار الفائدة مؤقتاً، فضلاً عن المخاوف المتزايدة بشأن أمان ما يسمى العملات المستقرة، وهو نوع من العملات المشفرة يهدف إلى الحفاظ على سعر دولار واحد.