بفعل زيادة عمليات التصنيع وزيادة الطلب
142.8 مليار دولار سوق الروبوتات الصناعية العالمية 2032
نمت سوق الروبوتات بسرعة أكبر بفعل زيادة عمليات التصنيع وزيادة الطلب على البدائل الصديقة للبيئة وتراهن الشركات عليها بهدف زيادة الإنتاجية، في ظل التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة.
وذكر مركز " إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" ومقره أبوظبي أن قيمة سوق الروبوتات الصناعية العالمية بلغت نحو 48.5 مليار دولار 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى 142.8 مليار دولار تقريباً العام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب يزيد قليلاً عن 11.4% بين عامي 2023 و2032.
ووفقاً لنتائج مسح ماكينزي العالمي للروبوتات الصناعية لعام 2022، فإن الأنظمة الآلية من المتوقع أن تمثل 25% من الإنفاق الرأسمالي على مدى السنوات الـ 5 المقبلة، نظراً إلى ما يراه المديرون التنفيذيون في الشركات الصناعية من أهمية كبيرة لصناعة الروبوتات في زيادة جودة الإنتاج والكفاءة ووقت التشغيل.
وأشار " إنترريجونال" إلى أن صناعة الروبوتات تضم أكثر من 500 شركة تعمل على تصنيع منتجات مختلفة، تتمثل في 4 فئات: الروبوتات الصناعية التقليدية، والخدمات المهنية الثابتة كالمستخدمة في التطبيقات الطبية والزراعية، والخدمات المهنية المتنقلة كالتنظيف الاحترافي والبناء، والأنشطة تحت الماء، وأخيراً المركبات الموجهة الآلية (AGVs) لنقل الأحمال الكبيرة والصغيرة في اللوجستيات أو خطوط التجميع.
اتجاهات رئيسية
وأوضح مركز "إنترريجونال" أن عوائد صناعة الروبوتات في الفترة من 2016 إلى 2022 قد ارتفعت من 18.47 مليار دولار العام 2016، إلى 32.41 مليار دولار العام 2022.
وتنامى حجم الاستثمارات في صناعة الروبوتات على نحو كبير خلال السنوات القليلة الماضية من جراء زيادة الطلب على الصناعة، حتى إنه بحلول عام 2021، بلغ الاستثمار العالمي في مجال الروبوتات نحو 5.7 مليار دولار ، بمعدل نمو 38% على أساس سنوي.
وبحسب تقرير الروبوتات العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي للروبوتات، فإن الاستثمار في قدرات إنتاج السيارات الجديدة وتحديث المساحات الصناعية قد أدى إلى زيادة الطلب على الروبوتات.
ويستحوذ قطاع روبوتات الخدمة على الحصة الكبرى من سوق الروبوتات العالمية؛ حيث يمثل 72% من الإيرادات العالمية، مقارنة بالروبوتات الصناعية؛ إذ تنمو صناعة روبوتات الخدمات بصورة أسرع؛ حيث نمت عوائد صناعة روبوتات الخدمات من 12.59 مليار دولار في عام 2016، إلى 24.18 مليار دولار في عام 2022، وهو نمو بمقدار قرابة الضعف.
وبالنظر إلىسوق روبوتات الخدمات، نجد أن الروبوتات الخدمية التقليدية تستحوذ على الحصة الكبرى من السوق بنحو 92.77%، فيما تذهب الحصة المتبقية 7.23% لصالح سوق الروبوتات التعاونية والمعروفة باسم كوبوتس (Cobots).
وتعد الروبوتات المتنقلة والتعاونية (Collaborative Robotics) أسرع القطاعات نمواً في قطاع الروبوتات الصناعية، وهي روبوتات مصممة للعمل جنباً إلى جنب مع البشر وتتفاعل معهم بأمان وفاعلية، بشكل يسهم في زيادة الإنتاجية والسلامة في مكان العمل، وهي مجهزة بأجهزة استشعار وميزان أخرى تتيح لها إمكانية اكتشاف الوجود البشري وتعديل حركاتها. وقد اكتسبت صناعة الروبوتات التعاونية أو المتنقلة شعبية كبيرة على مدار العقد الماضي، حتى باتت موجودة في كل قطاع صناعي تقريبًا.
ويأتي سوق الروبوتات الصناعية كثاني أكبر قطاع في صناعة الروبوتات؛ حيث نمت عوائده من 5.88 مليار دولار في عام 2016 إلى 8.24 مليار دولار في عام 2022. ذلك النمو في سوق الروبوتات الصناعية قد تعزز بفعل نمو صناعة السيارات في العديد من الاقتصادات الناشئة؛ حيث بدأت الشركات تركز على أتمتة العمليات التشغيلية لتقديم منتجات عالية الجودة، وتوفير الوقت، وزيادة الإنتاجية، وخفض التكاليف، لمواجهة المنافسة في السوق.
ومع ارتفاع الطلب في صناعات أخرى كالأدوية والإلكترونيات الاستهلاكية والصناعات البلاستيكية؛ حيث تساعد الروبوتات الصناعية الشركات على تقليل الفاقد وإزالة احتمالية وقوع أخطاء بشرية.
وخلال السنوات الأخيرة، هيمنت منطقة آسيا والمحيط الهادئ على سوق الروبوتات الصناعية العالمية؛ حيث استحوذت على أكبر حصة من الإيرادات المتأتية من تلك السوق بنسبة 49% في عام 2022.
وتُعزى تلك الهيمنة إلى تنامي دور الصناعات التحويلية وارتفاع الأتمتة في كل من الصين والهند، واليابان، وكوريا، وتايلاند، وتزايد استخدام الروبوتات في التطبيقات الصناعية في تلك المنطقة من أجل تلبية الطلب المتزايد.
وقال "إنترريجونال": "تتمتع صناعة الروبوتات بإمكانات كبيرة تسير في اتجاه تصاعدي، بحسب المؤشرات، بيد أن الاستمرار في ذلك التوجه يتوقف على مدى قدرة الشركات الراسخة في صناعة الآلات وأجهزة وبرامج الأتمتة الصناعية على الاستفادة من الاتجاهات الاستراتيجية والتكنولوجية الجديدة، التي من المحتمل أن تصبح أكثر أهميةً خلال السنوات المقبلة".
ويُتوقع أن تكون الفرص الأكبر والمجال الأوسع للنمو لصالح روبوتات الخدمات الاحترافية والتي قد تظهر بشكل كبير في الفنادق المستقلة ومعدات توصيل المستهلك وروبوتات صيانة السكك الحديدية أو المطارات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news