بحاجة إلى تمويل ودعم عالمي

التحديات البيئية تهدد الاقتصادات الهشة عالمياً

أسهمت التغيرات المناخية في رفع الكلفة الاقتصادية على الدول الهشَّة حول العالم ، بسبب تراجع الناتج المحلي وعدم استقرار الزراعة في هذه الدول، وفقاً لدراسة تحليلية حديثة أعدها مركز "انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" في أبوظبي.
وأكد "انترريجونال " نقلاً عن تقرير حديث لـ"صندوق النقد الدولي" أهمية اتباع نهج شامل لسياسات التكيف مع المناخ في الدول الهشة وضرورة تحديد أولويات هذه السياسات بعناية في إطار الاقتصاد الكلي من أجل تعزيز القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ.

وأظهر تقرير صندوق النقد الدولي عددا من التَّبِعات أبرزها: تفاقم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن التغير المناخ حيث من المتوقع، أن تكون خسائر الناتج المحلي الإجمالي الناجمة عن التغيرات المناخية أكثر حدةً واستمراريةً في البلدان الهشة والصراعات مقارنةً بالبلدان الأخرى.
وعلى المدى القريب، تُقدَّر الخسائر التراكمية في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 4% في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراع بعد 3 سنوات من الأحداث المناخية المتطرفة المدمرة، مقارنةً بنحو 1% في بلدان أخرى.
وتشير التوقعات إلى أن الزراعة التي تمثل أهمية بالغة لاقتصادات البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات، معرضة بشدة للصدمات المناخية؛ حيث تمثل القيمة المضافة لقطاع الزراعة ما يقرب من ربع الناتج المحلي الإجمالي في المناطق، لكن 3% فقط من المناطق المزروعة في تلك المناطق مجهزة للري.
ومن المتوقع أن تخسر المناطق الهشة 11% من إنتاجها الزراعي، وهو ما سيصبح أكثر شيوعاً مع زيادة تغير المناخ وتقلب هطول الأمطار.
ويمكن أن تؤدي ظروف الجفاف في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات إلى انخفاض نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي كل عام بمقدار 0.2 % في سيناريو انخفاض الانبعاثات و0.4 % في سيناريو الانبعاثات المرتفعة.
وبحلول عام 2060، سيكون نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في البلدان الهشة والصراعات أقل بنسبة 5% في سيناريو الانبعاثات المرتفعة مقارنةً بسيناريو الانبعاثات المنخفضة.
وذكر "انترريجونال" أن تقرير صندوق النقد الدولي قد أوضح أن التغيرات المناخية ستؤدي إلى تداعيات أهمها : زيادة محتملة في الصراعات الداخلية والخارجية وتشير التقديرات إلى أنه بحلول 2060، يمكن أن تزيد الوفيات الناجمة عن الصراع نسبةً إلى السكان في منطقة هشة ومتأثرة بالصراعات بنسبة 8.5%، وما يصل إلى 14% في البلدان التي تواجه زيادة شديدة في درجات الحرارة، حيث إن عدد الأشخاص الذين يتأثرون كل عام بالظواهر الجوية المتطرفة في المناطق الهشة، يبلغ 3 أضعاف عددهم في البلدان الأخرى، حيث يرتبط ما يقرب من 10% من النزوح الداخلي في المناطق الهشة والصراعات ارتباطاً مباشراً بالكوارث، ومن اللافت للنظر أن ما يقرب من 95% من اللاجئين، و86% من النازحين داخلياً، و20% من المهاجرين على مستوى العالم قد نشأوا في البلدان الهشة والصراعات.
وتُظهر بيانات مركز أبحاث وبائيات الكوارث، وقاعدة بيانات أحداث الطوارئ، أن عدد المتأثرين بالظواهر الجوية المتطرفة كل عام في المناطق الهشة والصراعات، يبلغ مقدارهم 3 أضعافهم في البلدان الأخرى.
 وعقب الأحداث المناخية المتطرفة، تزداد نسبة السكان الذين يعانون من نقص التغذية بشكل كبير في المناطق الهشة ، فيما يرتبط نحو 10% من النزوح الداخلي في تلك المناطق ارتباطاً مباشراً بالكوارث.
وأشار تقرير صندوق النقد الدولي  إلى أن التغيرات المناخية ستؤدي إلى اضطرابات في الزراعة البعلية أو المطرية، وهي الزراعة التي تعتمد عليها كثيراً الدول الهشة والمتأثرة بالصراعات، وهي الاضطرابات التي من الممكن أن تساهم في زعزعة استقرار الإنتاج الزراعي.
وأكد "انترريجونال " على الحاجة الملحة إلى تنفيذ الدول الهشة والمتأثرة بالصراعات، التي تتضرر من الأزمات المناخية، سياسات كلية للتكيف والاستجابة للتغيرات المناخية، حيث تفتقر معظم البلدان المتضررة من الصراعات إلى القدرة المالية على التأمين الذاتي ضد الكوارث، ومن الممكن أن تستخدم التأمين السيادي أداةً حاسمةً لتمويل مخاطر الكوارث، مما يؤدي لمعالجة الفساد وتحسين الشفافية والمساءلة في الحكومة، إلى بناء الثقة بين مواطني هذه الدول؛ كما يمكن أن يؤدي الفساد إلى سوء تخصيص الموارد، والاستجابة البطيئة للكوارث.

تويتر