تحويل محطات الفحم إلى الغاز الطبيعي باستثمارات تريليوني دولار

يمثل الغاز الطبيعي ركيزة أساسية لضمان أمن الطاقة وتحقيق الاستدامة البيئية، والاستثمار بقيمة 2 تريليون دولار يمكن أن يحوّل محطات الفحم إلى الغاز الطبيعي، مما يخفض الانبعاثات الكربونية العالمية بنسبة 15%، وفقاً لما أوضحه مجيد حميد جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال، وعضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة دانة غاز، ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الهلال التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها خلال كلمته في مؤتمر لجمعية رأس المال العالمي للطاقة في لندن (WECA).
وجاءت تصريحات مجيد جعفر خلال كلمته الرئيسية في افتتاح المؤتمر، أمام مئات من كبار التنفيذيين في صناعة النفط والغاز، إلى جانب أبرز المصرفيين والمستشارين في قطاع الطاقة، إذ يعد هذا المؤتمر حدث رئيسي لمجلس الطاقة، الشبكة العالمية الرائدة التي تضم أكثر من 100,000 من كبار التنفيذيين والمهنيين في قطاع الطاقة من جميع أنحاء العالم، ويهدف بشكل أساسي إلى ربط قادة قطاع الطاقة بمجتمعات التمويل والاستثمار اللازمة لدعم الصناعة عالمياً.

وأوضح جعفر خلال كلمته الرئيسية، أن التحول إلى الغاز الطبيعي، خصوصاً في الدول النامية يمنح العالم الوقت اللازم للانتقال إلى مصادر طاقة أكثر استدامة وأقل انبعاثًا للكربون، وهذا التحول يسهم في تحقيق انتقال عادل للطاقة، مع ضمان التوازن بين توافرها وتكلفتها واستدامتها، مما يعزز جهود التنمية المستدامة عالمياً.

وأضاف جعفر: "إن الطاقة والمناخ هما وجهان لعملة واحدة والتركيز على أحدهما دون الآخر يؤدي إلى الفشل، مؤكدا أن الإعلان الختامي لمؤتمر COP 28 في دولة الإمارات الذي انعُقد العام الماضي، ركز على الدور الأساسي للغاز الطبيعي كوقود انتقالي، ومع ذلك تستهلك الدول الغنية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) نصف استهلاك الغاز الطبيعي عالمياً، بينما تعاني الدول النامية من نقص في الوصول إلى هذا المورد الحيوي، وعندما لا تستطيع هذه الدول الوصول إلى الغاز الطبيعي لدعم نموها الاقتصادي، تلجأ إلى استخدام مصادر طاقة أكثر تلويثاً مثل الفحم، مما يزيد من الأضرار البيئية ويعمّق مشكلة أزمة الطاقة".

وأشار جعفر، أن أكثر من 7 مليارات شخص في دول الجنوب العالمي يطالبون بحقهم في طاقة مستقرة وازدهار اقتصادي، وهو ما يعتبره مليار شخص في الدول الغنية ضمن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حقاً مضموناً، وأنه مع استمرار وجود 800 مليون شخص دون كهرباء، واعتماد 3 مليارات نسمة آخرين على الحطب للطهي، تتضح الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات حاسمة لتحقيق التغيير.

وأوضح جعفر، أن الأسواق المالية الغربية في السنوات الأخيرة لم تقدم الدعم اللازم لقطاع الغاز الطبيعي، مما أدى إلى نقص في الاستثمارات وتفاقم أزمة الطاقة في الدول النامية، وهو ما يعيق التنمية العالمية ويدفع دولًا في آسيا وأفريقيا إلى الاعتماد على الفحم، مما يؤدي إلى زيادة الانبعاثات، وأشار أن الاستثمار السنوي الحالي البالغ 250 مليار دولار لا يغطي سوى نصف الاحتياجات الفعلية المقدرة بـ500 مليار دولار لضمان استدامة نمو إنتاج الغاز الطبيعي وتلبية الطلب العالمي المتزايد.

وأكد جعفر، أنه على مدار الـ15 عاما الماضية، لعب نفط الهلال دوراً حيوياً كبيراً في دعم الغاز الطبيعي وتقليل الانبعاثات وتعزيز الوصول إلى الطاقة، كما وأسهم إنتاجنا للغاز في منطقة الشرق الأوسط في تجنب أكثر من 50 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، من خلال استبدال الديزل بالغاز الطبيعي في توليد الكهرباء وتوفيره بأسعار معقولة لملايين الأشخاص، وساهم في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي وتحقيق انخفاض كبير في تكاليف الوقود للحكومات المستضيفة".

وأضاف: " نفتخر بأننا من المؤسسين على ميثاق إزالة الكربون لصناعة النفط والغاز، وهي مبادرة عالمية أُطلقت خلال مؤتمر COP 28 في الإمارات العام الماضي، بهدف تسريع الجهود للحد من انبعاثات الميثان وتحقيق مستقبل أكثر استدامة".

وأشار جعفر، إلى أن اعتماد الغاز الطبيعي كوقود انتقالي أساسي، يمكننا من خفض الانبعاثات، وتحسين جودة الهواء، وتوفير طاقة موثوقة للجميع، مع تعزيز التكامل مع المصادر المتجددة، وبهذا نساهم في بناء مستقبل عالمي للطاقة أكثر مرونة وعدالة يوازن بين النمو الاقتصادي وأمن الطاقة والاستدامة البيئية". وحققت نفط الهلال الحياد الكربوني في عملياتها منذ عام 2021، وذلك من خلال تخفيضات كبيرة في كثافة الكربون والعمل بشكل مستمر على إزالة الكربون من عملياتها. وقد انخفضت كثافة الكربون للشركة اليوم إلى 5.8 كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ، وهو ما يمثل ثلث المتوسط العالمي للصناعة.

الأكثر مشاركة