فجوة المعرفة المالية تشكل تحديا كبيرا أمام الأفراد لدخول أسواق المال
شهدت الأسواق المالية العالمية في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا من الأفراد الذين يسعون للاستثمار وتنمية ثرواتهم. ومع ذلك، فإن الفجوة في المعرفة المالية تبقى تحديًا حقيقيًا للكثيرين، مما يجعل من الضروري تعزيز الفهم حول أدوات التداول وآليات الأسواق. وتبرز أهمية التعليم المالي كأداة أساسية تمكّن الأفراد من اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة وواعية.
وتتطلب الأسواق المالية، بطبيعتها المتقلبة، فهماً دقيقاً لكيفية عملها ويُعد التعليم المالي حجر الأساس في هذا السياق، لأنه يقدم للمتداولين الأدوات اللازمة لتحليل الأسواق وإدارة المخاطر بفعالية. والموارد التعليمية المتاحة اليوم متنوعة وتشمل الدورات التفاعلية والكتب الإلكترونية وورش العمل المباشرة.
وفي هذا السياق، قال علي حسن، الرئيس التنفيذي لشركة إيفست: "نؤمن أن التعليم هو المفتاح لتمكين الأفراد من تحقيق النجاح في الأسواق المالية. ونهدف إلى توفير موارد شاملة تعزز من قدرات المستثمرين وتساعدهم على اتخاذ قرارات واعية ومسؤولة".
وأضاف: "نرى أنه في ظل تسارع وتيرة التطور في الأسواق المالية، يصبح التعليم المالي خطوة أساسية لأي مستثمر يرغب في تحقيق النجاح. والموارد التعليمية المتاحة، تفتح أبوابًا واسعة للمعرفة وتساعد المستثمرين على بناء مستقبل مالي أفضل"، لافتا أن إيفست أطلقت أكاديميتها التعليمية كجزء من رؤيتها لتعزيز الوعي المالي.
ويشكل التثقيف المالي، اليوم عقبة بالنسبة للمستثمرين والمتداولين حول العالم وضمن فئة الشباب بالتحديد. فقد كشفت دراسة دولية أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 2020، أن 17 % فقط من البالغين الذين شملهم الاستبيان صنفوا معرفتهم المالية على أنها عالية. وهذه النسبة مقلقة للغاية، بالنظر إلى أهمية أن يتمتع الجميع بدراية ومعرفة حول كيفية استكشاف الفرص التي توفرها الأسواق المالية اليوم، حيث تفرض الأنظمة المالية المعقدة على المستهلكين اتخاذ قرارات لإدارة شؤونهم المالية.
وسهلّت مواقع التواصل الاجتماعي وسرّعت وتيرة مشاركة المعلومات على نطاق واسع، ما أدى إلى إحداث تغيير واضح عندما يتعلق الأمر بجمع المعلومات المالية والعمل بناءً عليها.
ويمثل ذلك فرصة لإشراك وتمكين الأفراد الذين يمكنهم تحمل مسؤولية مستقبلهم المالي من خلال المشاركة في الأسواق المالية. وسواءً كانوا يستثمرون حالياً أم لا، من الضروري للغاية أن يساهم روّاد القطاع وقادته في تمكين الأفراد من اتخاذ القرارات المالية المثلى لتحسين حياتهم.
ويحتاج المستثمر العادي إلى التمتع بفهم أوسع حول الأسباب التي تدفعه لدخول عالم الاستثمار وكيفية الاستثمار، الأمر الذي يخلق إمكانات جديدة للهيئات التنظيمية في السوق والمؤسسات المالية للعمل على نحو تعاوني وثيق. ولمساعدة الأفراد على رؤية فوائد المشاركة في أسواق رأس المال، يمكن للشركات تحسين تواصلها بشأن القيمة المقترحة للاستثمار، حتى لو كان ذلك يعني دفع بعض الرسوم والخدمات.