تقرير: خبراء التشفير لا يذكرون كل حقائق «بيتكوين»
يبدو أن خبراء التشفير الذين يملأون صندوق الرسائل الخاص بنا، لا يذكرون أبداً حقيقة أن أكثر من 89% من إجمالي عدد 21 مليون عملة «بيتكوين»، والتي ستكون موجودة على الإطلاق، قد تم إنشاؤها بالفعل، أو بمعنى أدق: «تم تعدينها»، ويخفون أن هذه العملات في حوزة أشخاص جاهزين لبيعها إلى الوافدين الجدد في سوق العملات المشفرة لجني الأرباح. كما أن هؤلاء الخبراء لا يهتمون بالتفاوت الهائل في الثروة الموجود بالفعل في العملات المشفرة، إذ وجد تقرير حديث صادر عن مؤسسة «جلاسنود» المتخصصة في بيانات سوق العملات الرقمية أن 2% من كيانات شبكة التداول تتحكم بنحو ثلاثة أرباع سوق عملات «بيتكوين».
مواجهة المتعصبين
وتقول محللة أسواق العملات المشفرة في صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، جاميما كيلي، إنها وكمحللة كتبت عن العملات المشفرة لأكثر من ست سنوات، فقد اعتادت على مواجهة مجموعات لا نهاية لها من المتعصبين الذين يقاومونها بشكل غامض في كل مرة تنتقد فيها عملة «بيتكوين».
وأضافت أن هؤلاء المتعصبين يؤسسون لفكرة أن السعر سيستمر في الارتفاع إلى الأبد، وأن الذين لا يوافقون على ذلك سيغوصون في الفقر، بينما أولئك الذين استثمروا في «بيتكوين» سيصبحون أثرياء.
«مخطط بونزي»
يذكّرنا نظام تشفير «بيتكوين» بـ«مخطط بونزي»، وهو أسلوب احتيالي شهير لجني الأرباح عبر شبكة من المتعاملين، فهما يتفقان في بعض الخصائص التقليدية، مثل وجود المسؤول المركزي أو التحويلات النقدية، لكن الملاحظ أنه يجب على أولئك الذين يضاربون على «بيتكوين» في البداية، اجتذاب مؤمنين جدد بالسوق وباستمرار، للحفاظ على ديمومة الأمر برمته.
بعضهم يسوّق نفسه على أنه «خبير تشفير»، ويطرح العملات المشفرة كحل للمشكلات المالية والاقتصادية أمام قليلي الخبرة.
ولذلك، نرى أن أنتوني بومبليانو، وهو أحد كبار متعاملي «بيتكوين»، يغرد قائلاً: «يجب على كل سوق صاعدة، إنشاء قاعدة جديدة من عشاق تلك السوق كما العملات المشفرة».
بدوره، يقول مدير الخدمات المصرفية والمالية في مركز الإدارة والقيادة ببريطانيا، مارتن ووكر، إنه «ومن الناحية الفنية، لا يعمل تشفير العملات تماماً مثل أسلوب بونزي الشهير، لكن تحدث النتيجة نفسها، فتعدين (بيتكوين) لعبة محصلتها صفر، ولا يمكننا جميعاً الثراء منها».
ويضيف: «يريد خبراء التشفير إضفاء الطابع الديمقراطي على التمويل اللامركزي، أو زيادة الحرية الاقتصادية»، فعندما أعلنت السلفادور اعترافها بعملة «بيتكوين»، انتشرت التحليلات حول كيفية تعزيز النمو الاقتصادي، وبالطبع زيادة سعر «بيتكوين».
نخبة ثرية
وتكمن المشكلة في أن «خبراء التشفير» عادة ما يكتسبون «خبرتهم» من خلال وجودهم في لعبة المضاربة. ومن النادر أن تجد شخصاً ليس مستثمراً في العملات المشفرة، وبالتالي ليس لديه دوافع مالية لمواصلة رفع الأسعار.
وهنا يعتقد أنتوني بومبليانو، أنه إذا تم اعتماد «بيتكوين» على نطاق واسع، فسيتطلب الأمر عدداً كبيراً من الأشخاص لشرائها من أولئك الذين يمتلكونها بالفعل، ما يحوّل المالكين لها منذ فترة طويلة إلى نخبة عالمية ثرية.