«أرنب إلكتروني» لمتابعة البورصة

«ناباستاج» تقوم بأعمال عدة منها تصفح الإنترنت وتعليم اللغات.  الإمارات اليوم

في كل ركن من أركان معرض «جيتكس» هناك شاشة تلفزيون اوجهاز كمبيوتر، أو هاتف محمول، أو طابعة، أو ماسح ضوئي ضمن ٢٥ الف سلعة ومنتج الكتروني تتسابق على جذب انتباه الزائرين، وآخر شيء يتوقعه الزائرون أن يجد أرانب. لكن سرعان ما يكتشف الزائرون أن هذه الأرانب ليست سوى أرانب الكترونية، لا تأكل ولا تشرب، ولا تحتاج إلى جزر أو خس، وكذلك إلى حظيرة لتربيتها.

وتقوم الأرانب الالكترونية التي يطلق عليها اسم «ناباستاج» بأداء طائفة طويلة من الأعمال نيابة عن أصحابها بما في ذلك متابعة تطورات أسعار الأسهم والعملات في البورصة وأسواق المال، وقراءة الأخبار، وإرسال وتسلم البريد الالكتروني، وتذكير صاحبها بالمواعيد، وأعياد الميلاد وقراءة الكتب للأطفال، واختيار نوع الموسيقى التي يرغب بها صاحبها، بل ومساعدته في التواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء.

وتعمل الأرانب الإلكترونية من خلال توصيلها بجهاز كمبيوتر متصل بالانترنت والدخول إلى موقع الشركة المصنعة وفتح حساب باسم المستخدم أو مجموعة المستخدمين المالكين للأرنب، ثم يقوم صاحب الجهاز بإدخال تعليماته الصوتية من خلال الميكروفون إلى الموقع والذي يقوم بدوره بارسال قائمة المهام اليومية التي يرغب بها صاحب الجهاز ومواعيد أدائها. ويقول مسؤول شركة «سوندمي» صاحبة حق توزيع الأرانب الالكترونية في الدول العربية جمال حميد «إن الجهاز يعمل من خلال تقنية «الواي فاي» ويمكنه التحدث بخمس لغات من بينها الانجليزية والفرنسية والعربية، كما يمكن تحديث برنامج التشغيل الخاص به لإضافة المزيد من اللغات.

ويوضح جميل أن «الأرنب الذي يمكن أن يحرر المستخدمين من الحاجة إلى الجلوس إلى أجهزة الكمبيوتر التي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية لأداء الأعمال التي يرغبون بها، ولذلك يمكن تشبيهه بالطيار الآلي الذي يتولى قيادة الطائرة نيابة عن الطيار الحقيقي».

ويضيف جميل أن «الأرانب الالكترونية يمكن أن يكون لها تطبيقات مهمة ومفيدة ايضاً في مجال تعليم اللغات، وخصوصاً تلك التي يواجه فيها الأطفال صعوبة في النطق مثل الفرنسية، حيث يمكن الاتفاق مع الشركة الفرنسية المصنعة على ادماج الكتب المراد تعلمها في البرنامج الذي يتحكم في عمل الأرانب».

يأخذ الجهاز الذي يباع بسعر 700 درهم شكلاً اسطوانياً، ويبلغ طوله 30 سنتيمتراً، وقطره 20 سنتيمتراً، ويتوافر بألوان عديدة، وهو مزود بأذنين تشبهان أذني الأرنب تماماً يخفضهما تحية للمستخدم عند بدء التشغيل أو عند تلقي رسالة بريد الكتروني».

ورغم المزايا العديدة التي يوفرها الأرنب الذكي، إلا أن كثيرين لا يشاطرون الشركة وجهة نظرها في فوائد استخدامه. ويقول أحد العملاء الذين زاروا مقر الشركة في جيتكس محمد المسماري إنه «كان على وشك شراء الارنب الذكي تحت ضغط الاغراءات التي تتحدث عنها الشركة، ولكنه اكتشف أن هذه الفوائد وهمية».

ويضيف المسماري «الكل يعلم أن متابعة البورصة تحتاج الى معلومات دقيقة وفورية وحكم شخصي على الأمور، وهو ما لا يتوافر للأرنب حتى ولو كان ذكياً».

ويشير إلى أن «الوقت الذي سيستهلكه في الدخول على الانترنت وإدخال التعليمات الصوتية للجهاز وانتظار أن يقوم سيرفر الشركة بارسال التعليمات إلى الأرنب مرة أخرى تعادل إن لم تكن تفوق الوقت الذي سيحتاجه لكي يقوم بنفسه بجمع المعلومات المطلوبة أو متابعة الأخبار.

وينصح المسماري زوار جيتكس بالتمهل قبل اتخاذ القرار بشراء تكنولوجيا جديدة معروضة، مشيراً إلى «ضرورة التفرقة بين ما هو ممكن تكنولوجياً وما هو مفيد عملياً».





تويتر