منطقة اليـــورو تدخـــل الركـــود

أظهرت تقديرات رسمية أمس، أن منطقة اليورو انزلقت إلى الركود بمعناه المتعارف إليه بعد انكماش اقتصادها للفصل الثاني على التوالي خلال الربع الثالث من العام الجاري.

وقدر مكتب الإحصاءات التابع للاتحاد الأوروبي (يوروستات) أن اقتصاد الدول التي تستخدم العملة الأوروبية الموحدة، وعددها 15 دولة، انكمش بنسبة 0.2% في الربع الثالث مقارنة بالربع السابق.

وكان اقتصاد منطقة اليورو انكمش بنسبة 0.2% أيضا في الربع الثاني من العام.

والتعريف العام الشائع والمقبول للركود هو انكماش الاقتصاد في ربعين متتاليين.

وبالمقارنة بالربع الثالث من العام الماضي سجل اقتصاد منطقة اليورو نمواً بنسبة 0.7%، أي نصف معدل النمو السنوي المسجل في الربع الثاني من العام.

وتشير البيانات إلى ضعف الأداء الاقتصادي لمنطقة اليورو عنه في الولايات المتحدة التي انكمش اقتصادها 0.1% في الربع الثالث وسجل نمواً سنوياً بلغ 0.8%.

وكانت العوامل الأساسية في انكماش اقتصاد منطقة اليورو هي انزلاق الاقتصاد في كل من ألمانيا وإيطاليا إلى الركود، حيث أظهرت بيانات رسمية أمس أن الاقتصاد الايطالي انكمش بنسبة 0.5% في الربع الثالث من العام الجاري متجاوزاً التوقعات، ليدخل في أعمق ركود يشهده منذ 10 سنوات.

وأوضحت البيانات أن ايطاليا مثل جارتها ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في القارة الأوروبية، دخلت مرحلة الركود منذ فصل الربيع.

ولم يكن انزلاق الاقتصاد الايطالي إلى الركود مفاجأة في حد ذاته، لكن نسبة الانكماش التي بلغت 0.5% في الناتج المحلي الإجمالي في أعقاب انكماش نسبته 0.4% في الربع الثاني كانت أكبر من كل توقعات آراء خبراء الاقتصاد.

وقالت متحدثة باسم مكتب الإحصاءات الايطالي إن الوضع العام في ضوء حجم الانكماش هو الأسوأ على الأرجح منذ 1992 ـ 1993، عندما مرّ الاقتصاد بتراجع في النمو على مدى ستة أرباع متتالية.
 
أما فرنسا ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة فقد تحاشت الركود وسجلت نمواً بنسبة 0.1% في الربع الثالث. وسجل الاقتصاد الإسباني رابع أكبر اقتصاد في المنطقة انكماشاً أيضاً في الربع الثالث بنسبة 0.2% وتتوقع المفوضية الأوروبية أن تدخل اسبانيا مرحلة الركود في الربع الأخير من العام.

من ناحية أخرى، أدى التراجع الحاد في النمو إلى انخفاض الطلب على النفط، ومن ثم تقلص الضغوط التضخمية. وقال (يوروستات) أيضا أمس إن التضخم في منطقة اليورو بلغ صفراً في أكتوبر الماضي على أساس شهري، وأكد ذلك تقدير سابق أظهر أن نمو الأسعار تباطأ في أكتوبر إلى 3.2% مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق من 3.6% في سبتمبر. وكان السبب الرئيس في تراجع التضخم هو انخفاض أسعار الطاقة بنسبة 2.9%.

وبلغ التضخم الأساسي الذي تستبعد منه أسعار الطاقة والغذاء غير المصنع 0.4% شهرياً في أكتوبر، بينما بلغ المعدل السنوي 2.4% انخفاضا من 2.5% في سبتمبر و2.6% في أغسطس.