قادة العالم يسعون إلى تفادي الركــود
يسعى قادة أكبر اقتصادات العالم إلى تسوية خلافاتهم المتبقية بشأن خطة طارئة لمواجهة أسوأ أزمة مالية منذ عقود.
واجتمع رؤساء الدول والحكومات بزعماء اقتصادات جديدة ذات ثقل، مثل الصين عملاق التصدير، والسعودية الغنية بالنفط للتوصل إلى رد فعل عالمي على الأزمة.
وتتزايد المؤشرات على تراجع اقتصادي مؤلم في مناطق كثيرة من العالم، مع انزلاق منطقة اليورو في ركود بحسب بيانات الأسبوع الماضي، وارتفاع البطالة في الولايات المتحدة ودول أخرى وتباطؤ اقتصادات صاعدة.
وفي الوقت الذي لم يتبق فيه للرئيس جورج بوش سوى شهرين فقط في السلطة، وعدم مشاركة الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما، تدنت آمال تحقيق نتائج ملموسة، ولكن النية هي بدء سلسلة من الاجتماعات في محاولة لتعزيز الاقتصاديات الضعيفة.
لكن القادة قالوا إنهم «يوشكون على التوصل إلى الاتفاق بشأن تغييرات تشمل تعزيز الإشراف على القطاع المالي العالمي، حيث أدت مخاطر أسعار المنازل وبخاصة في الولايات المتحدة إلى عواقب وخيمة العام الماضي، وأوقدت شرارة تباطؤ اقتصادي».
وقال الرئيس الأميركي جورج بوش إن «القادة يبحثون عن سبيل للمضي قدما يضمن عدم تكرار مثل تلك الأزمة».
وأبلغ الصحافيين قبل المحادثات «يسرني أن القادة أعادوا تأكيد مبادئ حرية الأسواق وحرية التجارة، أحد المخاطر خلال أزمة كهذه أن يبدأ الناس تطبيق سياسات للحماية التجارية».
وقال «هذه الأزمة لم تنته. هناك بعض التقدم لكن لايزال هناك عمل كثير ينبغي القيام به».
ومن المتوقع أن يمهد اجتماع مجموعة العشرين الطريق إلى مزيد من الجهود في الشهور القادمة وقمة أخرى ربما تعقد في مارس، عندما سيكون بمقدور الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما النظر في إدخال تعديلات واسعة على النظام المالي.
وإلى جانب التنظيم الرقابي الجديد يبحث الزعماء سبل تعزيز دور الاقتصادات الصاعدة في مؤسسات دولية مثل صندوق النقد الدولي، بعدما أصبحت بفضل احتياطياتها النقدية الهائلة من عائدات التصدير لاعبا اقتصاديا رئيسا.
ومن المرجّح أيضاً أن يكشف القادة عن نوع الإجراءات التي تعتزم دولهم اتخاذها للحد من تأثير التباطؤ الاقتصادي مثل زيادة الإنفاق العام.
وقال مسؤولون في الوفد الفرنسي إلى اجتماعات قمة مجموعة العشرين في ساعة متأخرة أول من أمس، إن دول المجموعة تقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن بيان نهائي.
وأبلغ مسؤول، اشترط عدم كشف هويته، أن «القادة اتفقوا على الحاجة إلى سياسات للميزانية وسياسات نقدية تدعم النمو»، مضيفا أن «النقطة الأخيرة هي مناشدة ضمنية لخفض في أسعار الفائدة».
موضحاً أن «هذا النص الذي نأمل بأن نخرج به غداً جرى عملياً وضع اللمسات الأخيرة عليه».
وقال المسؤولون الفرنسيون «إن القادة اتفقوا من حيث المبدأ على الاجتماع مجدداً في أبريل وتعهدوا بإنجاز دفعة أولى من الإجراءات لإصلاح نظام الرقابة المالية بنهاية مارس».
وفي سياق متصل ، أظهر استطلاع للرأي أن أكثر من ثلثي الناخبين الأميركيين والأغلبية في بعض الدول الأوروبية يعتقدون أن حكوماتهم أساءت معالجة الأزمة المالية.
وبينما يعقد قادة العالم اجتماعا في واشنطن، لمناقشة أسوأ اضطراب اقتصادي منذ الثلاثينات، خلص مسح أجرته صحيفة «فايننشال تايمز» إلى أن الناخبين غير راضين عن تعامل القادة مع الأزمة. وقال 40% ممن شملهم الاستطلاع إن أداء الرئيس الأميركي جورج بوش كان «رديئاً»، في حين قال 25% إنه كان «سيئاً».
واعتبر 68% أن أداء الحكومة الأميركية كان سيئا أو رديئا، واعتقد أقل من 5% أنها أبلت بلاء حسناً.
وجاء تقييم أداء قادة أوروبا وحكوماتها أفضل بقليل، حيث وصف أكثر من النصف أداء رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بـ«السيئ»، في حين اعتقد الخمس فقط أن وزير المالية السابق أبلى بلاء حسناً.
وقال نحو ثلث من شملهم الاستطلاع في إيطاليا وإسبانيا إن أداء رئيسي حكومتي البلدين ـ الايطالي سلفيو برلسكوني، والإسباني، خوسيه لويس ثاباتيرو ـ كان «رديئاً».
وحصلت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، على تقييم أفضل، مع انقسام من شملهم الاستطلاع مناصفة بشأن هل أبلت بلاء حسنا أم لا.
ورأت نسبة 37% أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، أدى بشكل سيئ، وقال 28%فحسب أنه يؤدي بشكل جيد.
الفرنسيون الأكثر تشاؤماً
كان الفرنسيون من أكثر الفئات تشاؤما بشأن توقعات الاقتصاد، وتوقع أكثر من 75% تراجع مستوى معيشتهم العام القادم، وذلك مقارنة مع 44% في الولايات المتحدة.
واستطلعت شركة هاريس للأبحاث آراء عينة من 6257 شخصاً بالغاً عبر الانترنت في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا من 29 أكتوبر إلى السادس من نوفمبر.