انخفاض الطلب على موظفي الدوام الجزئي في أميركا
تشهد هذه الفترة من العام إقبالاً كبيراً من الطلاب والشباب على العمل بدوام جزئي في المتاجر والمطاعم، حيث تنشط المتاجر في الولايات المتحدة خلال فترة الأعياد وتحتاج للمزيد من موظفي المبيعات لتغطية الزيادة في حركة الزبائن، ويشكل هذا فرصة للشباب والطلاب للحصول على دخل إضافي.
لكن هذا العام يبدو الوضع مختلفاً، إذ تعاني المتاجر من ضعف إقبال الزبائن وانخفاض المبيــعات، وبــدأت بخــفض أعداد الوظائف المؤقــتة التي تطرحها كل عام خلال فترة الأعياد، الأمر الذي كدس طلبات التوظيف، خصوصا بعد أن فقد الكثيرون أعمالهم بسبب الأزمة المالية الحالية.
ووفقاً لبيانات حكومية تم نشرها الأسبوع الماضي بلغ عدد الوظائف الشاغرة في قطاع التجزئة 272 ألف وظيفة في نهاية سبتمبر الماضي، وهي أقل بـ24% من عدد الوظائف التي كانت متاحة في الفترة نفسها من العام الماضي، ومن المتوقع أن تنخفض هذه الأرقام أكثر مع إحجام المتاجر عن افتتاح فروع جديدة أو إغلاق الفروع التي لا تحقق مبيعات جيدة؛ بينما ارتفع معدل طلبات إعانة البطالة إلى أعلى مستوى له في 16 عاماً.
وقال مدير شركة «أتشيف غلوبال لاستشارات السفر والترفيه والتجارة»، كاي سي بلونسكي: «إن شركات تجارة التجزئة باتت تنظر إلى كلفة تشغيل عمالة جديدة، وبات عدد الفرص قليلاً جدا».
حتى أولئك الذين يعملون ليسوا في مأمن، حيث يقول مديرو مطاعــم في واشنطن «إنهم بدؤوا بتقليل ساعات العـمل، فضلاً عن تقليل عدد الوظائف لتوفير المصاريف»، بينما يقول العاملون «إنهم يتقاضون «إكرامية» أقل بسبب قلة عدد الزبائن».
آثار الأزمة
ويروي عدد من المتأثرين قصصاً مختلفة عن آثار الأزمة على المطاعم والمتاجر، ويقول مالك مطعم «فيرجينيا باربكيو»، ريك آيفي، إنه خفض عدد الوظائف الجديدة، وأن أعمار بعض المتقدمين للعمل في مستوى مبتدئ وصلت إلى 30 و40 عاماً؛ بينما تقول ميغان واترز، البالغة من العمر 18 عاماً «إنها تقدمت بطلب عمل لأكثر من 14 متجراً قبل الحصول على عمل في متجر «كالفورنيا تورتيلا»، بينما استقبل المتجر الأميركي المعروف «بيست باي» أكثر من مليون طلب عمل لشغل 20 ألف وظيفة مؤقتة لموسم الأعياد وهي زيادة بنسبة 20% على عدد الطلبات في العام الماضي».
ووفقاً لأرقام حكومية وصل معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 6.5% أكتوبر الماضي، ويتوقع بعض المحللين ارتفاع هذا المعدل إلى 7.3% العام المقبل بعد أن تراوح بين 4% و5% في السنوات الثلاث الماضية.
وشهد الربع الثالث من العام الجاري 1330 عملية تسريح جماعي، شملت نحو 220 ألف موظف، وكان السبب الرئيس وراءها انخفاض الطلب على السلع، وتوجه هؤلاء إلى العمل في المطاعم والمتاجر لصعوبة تأمين دخل يساعدهم في موسم الأعياد.
وقال نائب الرئيس لعمليات التخرين والتجزئة في جمعية التجارة الوطنية، دان بتلر «من الثابت أن الظروف الاقتصادية الصعبة تؤدي إلى زيادة عدد المتقدمين للعمل، الأمر الذي يعد ايجابياً للمتاجر التي تضمن بذلك الحصول على أفضل المرشحين لشغل العمل، لكنها حالياً لا تستطيع توظيف المزيد».
الكفاءة والخبرة
وتقول متاجر «تويز آر أص»: «إن نوعية المتقدمين لشغل 35 ألف وظيفة موسمية باتت أفضل من العام الماضي من حيث الكفاءة والخبرة»؛ فيما تقول متاجر «باس برو شوبس»، إنها استقبلت نحو 3500 طلب لشغل 300 وظيفة في متجر ستفتتحه في ألباما، كما سجلت اهتماماً متزايداً بوظائفها الموسمية التي تبلغ 1500 وظيفة.
ويقول مدير متجر «بيست باي»، روبرت ديليسيو «إنه بات أكثر انتقائية بسبب العدد الكبير من المتقدمين لشغل الوظائف».
وتقول رئيسة شركة «سبا أو»، اكسينا ايلاند «إنها قابلت نحو 10 أشخاص خلال الصيف الماضي لشغل وظيفة براتب 300 دولار أسبوعياً، إلا أن عددا قليلا منهم قبل العرض»، وأضافت «كانوا يريدون المزيد من الساعات ولم تعجبهم طبيعة العمل، إلا أن خمسة منهم تقدموا للعمل مرة أخرى في الأسابيع القليلة الماضية، وذلك بسبب صعوبات يواجهونها في الوقت الحالي، ومنهم من تم تقليص ساعات عمله».
ويشير العاملون في المطاعم إلى أنهم باتوا يتقاضون إكرامية أقل من السابق، وتقول العاملة في مطعم «ريد هوت آند بلو»، ليان بروبست «إنها كانت معتادة على الحصول على نحو 180 دولار يومياً إكرامية، أما الآن فلا يتجاوز المبلغ 100 دولار».
ويرى الرئيس التنفيذي لشركة «تشالنجر غراي كريسمس»، جون تشالنجر، أن «سوق العمل لن يشهد أي تحسن قبل انتهاء موسم الأعياد، حيث وفر قطاع التجزئة الشهر الماضي نحو 65 ألف فرصة عمل، وهي أقل بـ19% عن العام الماضي، وأقل نسبة لشهر أكتوبر منذ عام 1991 مشيراً إلى أن «هذا الموسم قد يسجل أدنى معدلات التوظيف في فترات الأعياد في عقدين كاملين».
توفير 2.5 مليون فرصة عمل خلال عامين
واشنطن ــ أ. ف. ب
أعلن الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أمس، في رسالته الإذاعية الأسبوعية انه طلب من مستشاريه إعداد خطة انعاش اقتصادي، من شأنها توفير 2.5 مليون فرصة عمل خلال عامين.
وقال أوباما في رسالته «سنعد التفاصيل خلال الأسابيع المقبلة، بيد أن الأمر يتعلق بخطة تمتد لعامين على المستوى الوطني، تهدف إلى إنعاش فرص العمل في الولايات المتحدة ووضع الأسس لاقتصاد متين وفي أوج النمو».
وأضاف أنه «يفترض أن تؤدي هذه الخطة إلى إيجاد 2.5 مليون فرصة عمل بحلول يناير 2011 وأن تمهد لانطلاقة اقتصادية للبلاد التي تواجه أخطر أزمة مالية منذ ٧٠ عاماً.
ويدل هذا الإعلان على رغبة باراك أوباما الذي يتولى مهامه في 20 يناير 2009 وفريقه في التصدي بلا تأخير للأزمة. ومنذ بداية العام خسر الاقتصاد الأميركي 1.2 مليون فرصة عمل، وحذر أوباما من أن العام المقبل قد يشهد إلغاء ملايين فرص العمل الأخرى إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء. وأوضح أن خطته تشكل «مقدمة» للإصلاحات الاقتصادية التي تنوي الإدارة الأميركية الجديدة تنفيذها.
وأكد «هذه ليست فقط إجراءات لإخراجنا من الأزمة الحالية، إنها استثمارات بعيدة الأمد لمستقبل اقتصادنا تم تجاهلها لفترة طويلة جدا».