خبراء: البــورصات تستعيد عافيتها مهما طال أمد الركود
واصلت مؤشرات أسواق الأسهم المحلية الانخفاض بنسب طفيفة لتعكس عدم قدرة السوق على تحديد اتجاه معين. وتراجع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 0.61% في حين انخفض مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 0.71%ومالت أسعار الأسهم النشطة للانخفاض وسط ضعف ملحوظ في معدلات التداول، حيث انخفض سهم «إعمار العقارية» الأكثر نشاطاً إلى مادون مستوى الثلاثة دراهم مجدداً، ليغلق على 2099 درهم منخفضاً بنسبة 1.64%.
إلى ذلك، نصح محللون ماليون المستثمرين الأفراد بـ«اتباع استراتيجية تناسب أداء أسواق الأسهم المحلية في الوقت الجاري، وتعتمد على استثمار مبلغ محدد شهريا بصرف النظر عن قيمة السهم، بحيث يشتري الفرد المزيد من الأسهم عندما تتدنى الأسعار، ويشتري أسهماً أقل عندما ترتفع قيمتها السوقية من أجل تحقيق عائد مجزٍ في الأمد البعيد».
وأشاروا إلى أن «المخاوف من عدم قدرة أسواق الأسهم على معاودة الصعود تعد غير حقيقية، فجميع التجارب تؤكد أن البورصات العالمية سرعان ما تنهض من كبوتها، وتسترد عافيتها بعد فترات الركود مهما طالت».
ووفقاً لبيانات «هيئة الأوراق المالية والسلع» فقد انخفض مؤشر «سوق الإمارات المالي» بنسبة 0.57% ليغلق على مستوى 2907.99 نقاط .وجاء انخفاض المؤشر بعد أن انخفضت أسعار أسهم 39 شركة مقابل ارتفاع أسهم 18 شركة.
كما انخفضت القيمة السوقية بمقدار 2.37 مليار درهم لتصل إلى 414.59 مليار درهم. و قد تم تداول ما يقارب 0.18 مليار سهم بقيمة إجمالية 0.35 مليار درهم من خلال 5562 صفقة.
وفي «سوق دبي المالي» واصل مؤشر السوق الانخفاض الطفيف أمس، حيث فقد 11.9 نقطة ليغلق على 1948.94 نقطة منخفضا بنسبة 0.61%. وشهد السوق استمرار مسلسل ضعف التداولات، حيث بلغت قيمة التداولات 262.25 مليون درهم بتنفيذ 4213 صفقة توزعت على 142.91 مليون سهم.
وأشارت بيانات إدارة السوق إلى زيادة تعاملات شراء الأجانب غير العرب بالمقارنة بتعاملات البيع، حيث بلغت قيمة المشتريات 42.93 مليون درهم في حين بلغت قيمة المبيعات 23.15 مليون درهم.
سوق أبوظبي
وشهدت تداولات سوق أبوظبي للأوراق المالية استمرار التذبذب الطفيف هبوطا وصعودا مما أثار حالة من الملل في أوساط المستثمرين، الذين وصفوا السوق بأنه «مثل أول أمس، وسيكون مثل الغد، ما لم تدخل قوى الشراء لرفع الأسعار وتحقيق مراكز سعرية أعلى للأسهم، بعد أن لامس الكثير منها القيمة الاسمية». وعلى مستوى المؤشرات، تراجع المؤشر العام للسوق بنسبة 0.71% عند مستوى 2713 نقطة، وبدا واضحا تراجع القطاعات مع تدني أحجام التداول وكمية الأسهم التي تم تداولها حيث سجلت 40 مليون سهم بقيمة 86 مليون درهم، بينما بلغ عدد الصفقات 1349 صفقة تمت على 33 شركة، أرتفع منها 11 وانخفض 21 شركة بينما ظلت شركة واحدة من دون تغيير. وقال العضو المنتدب لشركة شعاع كابيتال محمد على ياسين، إنه «من الملاحظ للجلسة الثانية على التوالي البدايات القوية للتداولات، التي يعقبها جني أرباح سريع في منتصف الجلسة، ثم حالة من التراجع في الأداء تنتهي بهبوط المؤشر، أي أن هناك تذبذبات يومية نتيجة صراعات بين قوتين، الأولى تحاول رفع الأسعار لتحسين مراكزها المالية ودعم ميزانياتها والأخرى ترغب في التسييل لحاجتها للسيولة أو لإغلاق مواقع عملائها».
وأضاف «أحجام التداول الضعيفة تعني أن معظم المستثمرين قرروا البقاء خارج الأسواق في الوقت الجاري، إلا أنه ما زال هناك أمل أن تشجع الأسعار المتدنية البعض على الدخول خلال الفترة القادمة قبل نهاية العام».
الاستثمار المنتظم
ونصح محللون ماليون المستثمرين الأفراد في أسواق الأسهم بأن «يلجأوا إلى الاستثمار على نحو منتظم في أسواق الأسهم باعتباره السبيل الأمثل لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية على أسواق الأسهم». واعتبروا أن «تأجيل الاستثمار على أمل أن تتراجع الأسهم أكثر فأكثر، يعد قراراً خاطئاً وهو أمر قد لا يحدث أبداً». ويرى مدير المبيعات والتسويق في مجموعة «نكزس» للاستشارات المالية نايجل واتسون أن «شراء أسهم بصفة دورية وبمقادير ثابتة ومتساوية، استراتيجية مثالية ستمكن الأفراد من تحقيق عائد مجزٍ في الأمد البعيد».
وقال إن «تلك الاستراتيجية تقوم على استثمار مبلغ محدد شهرياً بصرف النظر عن قيمة السهم، وبحيث يشتري الفرد المزيد من الأسهم عندما تتدنى الأسعار، ويشتري أسهماً أقل عندما ترتفع قيمتها السوقية».
وتابع «على الرغم من فرار المستثمرين حالياً من أسواق الأسهم الإقليمية والعالمية إلا أن أسعار الأسهم وصلت إلى مستويات مغرية لا يمكن للمستثمرين الماهرين والطموحين تفويتها بأي شكل من الأشكال».
وأكد أن «الاستثمارَ في الأسهم بطريقة عقلانية، وبصفة ثابتة، سيمكّن المستثمرين من التوفير للمستقبل وامتلاك محفظة استثمارية راسخة في وجه التقلبات الواسعة في الأسواق الإقليمية والعالمية».
ولفت إلى أن «الاستثمار في الأسهم حقق طوال السنوات الماضية مردوداً مجزياً للمستثمرين الذين يستثمرون عن دراية وبطريقة عقلانية ».
وأشار واتسون إلى أن «المخاوف من عدم قدرة أسواق الأسهم على معاودة الصعود تعد مخاوف واهية، فجميع التجارب تؤكد أن البورصات العالمية سرعان ما تنهض من كبوتها، وتسترد عافيتها بعد فترات الركود مهما طالت».
واستشهد على ذلك بتراجع أسعار الأسهم بنسبة وصلت إلى 71% خلال الكساد العظيم في الولايات المتحدة الأميركية في ثلاثينات القرن العشرين، ثم معاودتها للارتفاع بنسبة 148% خلال ثلاثة أعوام من نهاية تلك الحقبة، وكذلك تراجعت الأسهم بنسبة 40% في عام 2000 ثم استعادت عافيتها وارتفعت بنسبة 67%بعد ثلاثة أعوام».
مرحلة تخوف
ومن جهته، قال وسيط التداول في «سوق دبي المالي» سامر محيي الدين، إن «أسواق الأسهم المحلية مثلها مثل البورصات العالمية تمر بمرحلة تخوف من المقبل حالياً في ظل صعوبة توقع الأداء».
وأضاف أن «تحديد استراتيجية للتعامل على الأسهم، وتغيير هذه الاستراتيجية من فترة إلى أخرى وفقاً لأداء السوق، قد يكونان الأفضل في الظروف الحالية، وتعد استراتيجية الشراء في الوقت الجاري للاستثمار طويل الأجل، هي الأفضل، لاسيما بعد أن بدأت أسعار الأسهم في الاستقرار أخيراً».
وأشار إلى أن «التجارب الدولية كافة تؤكد أن البورصات لابد أن تمر بدورات صعود وهبوط متعاقبة، ومهما طال الزمن أو الركود لابد أن تعاود الأسهم ارتفاعاتها».
لافتاً إلى أن «التقارير التي رصدت عوائد الاستثمار على الأسهم في المملكة المتحدة أظهرت ارتفاعاً قدره 2800 نقطة تقريباً على استثمارات الأسهم منذ عام 1979 وحتى يومنا هذا، رغم الأزمات الاقتصادية العاصفة التي شهدها اقتصاد البلاد من حين إلى آخر».
نصائح
وطالب الخبراء الماليين بأن «ينصحوا عملاءهم بألا يبيعوا أسهمهم وحصصهم الاستثمارية عندما تنهار الأسعار، وأن يعيدوا شراءها عندما تصعد أسعارها لاسيما أن أسواق المال قد تبدأ باستعادة عافيتها واسترداد خسائرها بسرعة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news