واجه مستخدمو «الإنترنت» مشكلات بطء الخدمة خلال الأيام الماضية. تصوير: باتريك كاستيللو

انقطــاع الخدمـة يكبّـد «مقاهـي الإنترنت» خسائر كبيرة

كشف مصدر مسؤول في هيئة تنظيم الاتصالات عن أن «الهيئة تتابع حالياً مع مزودي خدمات الاتصالات في الدولة تنفيذ الخطط البديلة لمواجهة تداعيات أزمة انقطاع كوابل الإنترنت البحرية». فيما أكد مسؤولون في شركات ومحال تقديم خدمة الانترنت من تعرضهم لخسائر كبيرة بسبب انقطاع الخدمة وعزوف الأفراد عن استخدام «شبكة المعلومات الدولية».

وشهدت خدمات شبكة الانترنت الدولية انقطاعاً في دول عدة بسبب حدوث قطع وخلل فى ثلاثة كوابل بحرية دولية في البحر المتوسط .

وأكد المسؤول الذي - فضل عدم ذكر اسمه - أن «لجان متابعة من الهيئة تنسق مع مزودي الخدمات في الدولة «اتصالات ودو» لبحث خطوات التطوير في الخطط المستقبلية للشركتين لمواجهة احتمالية تكرار أي حالات مماثلة تحدث مستقبلاً». مشيراً إلى أن «مشغلي خدمات الاتصالات واجهوا تداعيات أزمة انقطاع كوابل الإنترنت بشكل أسرع وأفضل من المرة الأولى التي حدثت منذ شهور عدة».

وأوضح المسؤول لـ«الإمارات اليوم» أن «شركتي «اتصالات» و«دو» استطاعتا تحقيق المعايير المطلوبة من قبل الهيئة خلال تلك الأزمة بشأن توفير خدمات الاتصالات والإنترنت، وتأمين عدم انقطاع تلك الخدمات باستخدامات وسائل بديلة بصورة تحافظ على مصالح المستهلكين في الدولة».

وأشار إلى أن «المؤشرات خلال الأزمة أوضحت أن خدمات الإنترنت لم تتأثر كثيراً جراء الأزمة، خصوصاً المؤسسات المالية والحيوية والطبية». ملمحاً إلى أن «الهيئة تتابع الموقف عبر لجان مستمرة مع الشركتين».

ونفى أن «يكون هناك اتجاه لمنح أي تعويضات للمستخدمين بسبب الأزمة في إطار تطبيق الشركتين للمعايير المطلوبة منها، وعلى اعتبار أن حالات انقطاع الكوابل البحرية من الحوادث غير المألوفة، التي لا يمكن تحميل أي مسؤوليات مادية للشركات بشأنها».

الطاقة الاحتياطية

وكان مسؤولي شركة «اتصالات» قد أشاروا عقب تعرض ثلاث كابلات في البحر المتوسط يوم الجمعة الماضي بشكل أثر في تباطؤ خدمات الإنترنت في الدولة إلى أنه «تم استخدام الطاقة الاحتياطية للشركة وإعادة توزيع الشبكة مع الاستعانة بخطوط من منطقة شرق آسيا لتقليل تأثيرات المشكلة محلياً، وتفادي انقطاعها بشكل مماثل لما حدث في دول عدة».

وأوضحت «اتصالات» أنها «تجري مفاوضات حالياً مع شركات من شرق آسيا لتزويدها بخدمات إضافية تضمن توفير طاقة احتياطية أكبر خلال الفترات المقبلة».

وأعلن مسؤولو شركة «دو» أن الشركة اتخذت إجراءات فورية لتحويل مسارات مرور البيانات والمكالمات الهاتفية إلى كابلات بديلة نحو الشرق الأقصى وغرب الولايات المتحدة لمواجهة تداعيات أزمة انقطاع الكوابل البحرية».

وكان مسؤولو شركات تجارية ومحال لتقديم خدمات الإنترنت والاتصالات قد شكوا من معاناتهم أمس في تعطل أعمالهم، وتعليق نشاطاتهم بسبب بطء خدمات الإنترنت وتعطل الشبكات جراء الأزمة.

وقالوا انه «رغم تحسن الخدمة أمس مقارنة بيومي الجمعة والسبت الماضين، إلا أن الانترنت لايزال بطيئاً، في الوقت الذي امتنع فيه عدد كبير من رواد المقاهي عن ارتيادها ما سبب لهم خسائر كبيرة».

ضرر ملحوظ

وتفصيلاً، قال مسؤول في «القلعة للانترنت» في أبوظبي، عبيدالله كبير، إن «عمل المقهى تضرر كثيراً نتيجة لضعف خدمات الانترنت». موضحاً انه «رغم وجود تحسن طفيف في خدمات الانترنت مقارنة بالأيام الماضية، إلا أن الانترنت لايزال بطيئاً للغاية». وأضاف «امتنع نحو 70 إلى  80% من رواد المقهى عن المجيء، بسبب مشكلة ضعف الانترنت ما سبب لنا خسائر».

وقالت مسؤولة في مقهى الخط السابع للانترنت - فضلت عدم ذكر اسمها - «هناك ضعف الشديد في خدمات الانترنت، وكادت تحدث مشاجرات عديدة في البداية، خصوصاً بسبب عدم فهم الجميع ماذا يحدث قبل أن نعرف أن المسألة دولية ولا ترتبط بالمقهى فقط».

وقال المسؤول الفني في مقهى «استريت للانترنت»، صلاح الدين محمد: «تأثر العمل كثيراً في المقهى، حيث غادر عدد كبير من الزبائن المقهى، ولم يعد يعمل بكامل طاقته حتى الآن، نتيجة لضعف الانترنت».

وتابع «هناك تحسن في الخدمة، ولكنه ليس كافياً، حيث لايزال الانترنت بطيئاً، كما ينقطع في بعض الأحيان، ونأمل أن يتم إصلاح العطل بسرعة لتعويض خسائرنا». لافتاً إلى أن «عدد رواد مقهى الانترنت انخفض بنسبة تفوق 30%  نتيجة للعطل».

حجم الإقبال

وأشار مسؤول محل «ستورم سيبر» لخدمات الإنترنت، سوني ميلان، إلى أن «أنشطة الإنترنت كانت تواجه مشكلات كثيرة، طوال أمس، ولم تبدأ في العمل بشكل مناسب إلا خلال ساعات الليل بشكل أثر في حجم الإقبال على خدمات الإنترنت».

وأضاف المسؤول في شركة «الاعتماد لخدمات الإنترنت والاتصالات» في الشارقة، برايم أسي، أن «شركته التي تقدم خدمات الاتصال بالإنترنت لم تستطع مواصلة نشاطها أمس بشكل تسبب في عدم وجود أي عملاء أو مستهلكين مع انقطاع أو بطء خدمات الإنترنت». لافتاً إلى أن «الخدمة كانت صعبة لدرجة تمنع العملاء من دخول العديد من المواقع أو فتح البريد الإلكتروني الخاص بهم». وألمح مسؤول محل «في.آي.بي» لخدمات الإنترنت «م.أ» أنه «على الرغم من عدم الانقطاع الكامل للخدمة، إلا أن أجهزة وخطوط المحل لم تكن تصلح إلا لتشغيل أجهزة قليلة للغاية مع بطء خدمة الإنترنت، بما انعكس بشكل سلبي على نشاط المحل طوال اليوم».

وأوضح المسؤول في إحدى الشركات التجارية في عجمان، تامر إبراهيم، أن «بطء خدمات الإنترنت طوال أول من أمس تسببت في تعطيل وتأجيل بعض النشاطات والأعمال التجارية والإدارية للشركة»، لافتاً إلى أن «البطء في الخدمات لو كان سيستمر لأيام أخرى، سيتسبب في العديد من الخسائر للشركات التجارية خصوصاً التي تعتمد على بعض تعاملات الإنترنت».

تأثر الأعمال

وقال مدير قسم التصميم الفني في إحدى شركات خدمات الإعلانات وتصميم المواقع في دبي «م.ط» «إن أعمال الشركة تأثرت ببطء خدمات الإنترنت بسبب أزمة انقطاع الكوابل بشكل تسبب في تأجيل عدد من المشروعات التي كان من المفترض تنفيذها أول من أمس»، منوهاً أن «بطء شبكة الإنترنت كان كبيراً لدرجة تسببت في عدم تنفيذ أوامر الدخول لمواقع كثيرة».

كان الرئيس التنفيذي للعمليات في مؤسسة اتصالات، أحمد عبدالكريم جلفار، قد قال «إن الإمارات اقل دول منطقـة الشــرق الأوسـط والخليج تأثراً بانقطاع الكوابـل البحـرية الدولية الثلاثة في منطقة البحـر المتوســط».

إجراءات «دو»  

قالت شركة «دو» «إن الإجراءات التي اتخذتها الشركة منذ حادثة انقطاع الكابل أسفرت عن  استعادة غالبية السعة الخاصة بالانترنت والمكالمات الصوتية المتاحة لعُملائها، وتدل مؤشرات حركة الاتصال بشبكة «دو» على أن السعة الإضافية التي وفرتها الشركة تم استخدامها دون أي مشكلات تُذكر، وتواصل الفرق الفنية المختصة متابعة حالة الشبكة حرصاً على تقديم أفضل خدمة ممكنة للعُملاء. وقالت الشركة في بيان صحافي أمس «نظراً لتحويل حركة الاتصال شرقاً (عبر مناطق الشرق الأقصى وغرب الولايات المتحدة الأميركية)، قد تكون سرعة الإنترنت لدى بعض العُملاء أبطأ من المعتاد، ويرجح أن يستمر ذلك لكل حركة الاتصال بالإنترنت في المنطقة لحين إصلاح عطل الكابل وإعادة حركة الاتصال عبر المسار المعتاد غرباً».

الأكثر مشاركة