شركات طيران تقدم عروضاً ترويـجية لتخفيف أثــر الركود
تتنافس شركات الطيران العاملة في الدولة في تقديم عروض ترويجية غير مسبوقة لتشجيع السفر في الفترة الحالية، التي تدنت فيها معدلات السفر بنسبة وصلت إلى 50٪ تأثراً بالأزمة العالمية، وفقاً لمسؤولي وكالات سفر وسياحة.
وتتنوع هذه العروض بين تخفيض أسعار التذاكر بنسب تتراوح بين 30٪ وتصل إلى 50٪ خلال فترات تصل إلى أربعة أشهر والحصول على تذاكر سفر مجانية بالنسبة لبعض الوجهات العربية والأجنبية الرئيسة.
وبالرغم من أن شركات الطيران اعتادت على تقديم عروض تسويقية في الفترة نفسها من كل عام، فإن العروض هذا العام تميزت بأنها تشمل تخفيضات سعرية أكبر، كما شملت العروض عددا كبيرا من شركات الطيران، بما فيها الأوروبية، ما زاد من حدة المنافسة ووسع قائمة الاختيار أمام المسافرين.
وأرجع مسؤولو شركات طيران ووكالات سفر وسياحة هذه العروض، إلى الرغبة في تنشيط الحجوزات، في الوقت الذي تدنى فيه الإقبال على السفر في ظل عدم وجود إجازات أو أعياد، كما تسببت الأزمة المالية العالمية في زيادة الإحجام عن السفر.
حرق الأسعار
وتفصيلاً، طرحت «طيران الإمارات» عروضاً سعرية جديدة على تذاكرها الصادرة من الإمارات إلى عدد من الوجهات ضمن شبكة خطوطها، بما في ذلك محطتان في جنوب إفريقيا، وثلاث محطات في أميركا، فضلاً عن ست محطات في أستراليا ونيوزلندا، والعاصمة النيجيرية لاجوس، ومومباي، ودلهي، والقاهرة، وكولومبو، وغيرها.
وقال نائب رئيس أول العمليات التجارية لمنطقة الخليج والشرق الأوسط وإيران في «طيران الإمارات»، عدنان كاظم «توفر «الإمارات للعطلات»، ذراع تنظيم البرامج السياحية الخارجية في طيران الإمارات، عروض إقامة فندقية بأسعار رمزية لجميع الركاب الذين يقومون بحجز رحلاتهم على متن «طيران الإمارات» من دبي إلى مومباي، والقاهرة، وكولومبو، ودلهي، واسطنبول، ومالي وكوالالمبور، وغيرها؛ وتسري التخفيضات على جميع التذاكر التي يتم شراؤها داخل الدولة من الآن وحتى 15 مارس المقبل، على أن يتم السفر من الإمارات قبل 31 مايو المقبل».
وأضـاف «طــيران الإمــارات لا تـؤمـن بحرق الأسـعار والدخـول في منافـسة سـعريـة مع الـناقـلات الأخـرى كوسـيلة لاجتـذاب الركـاب، فـهناك العـديد مــن المزايا في رحلاتنا وخدماتنا التي تغنينا عن ذلك».
وتابع «على الرغم من أن الطلب على السفر قد شهد بعض التراجع في الآونة الأخيرة إلى بعض الوجهات التي تسيرها الناقلة، فإن شبكة خطوطنا الواسعة، ورحلات الربط الملائمة، وجودة خدماتنا المقدمة للعملاء، عدا برامج «الإمارات للعطلات» ما زالت تشكل أحد عناصر الجذب الرئيسة للعملاء الذين يبحثون عن الخدمات المتفوقة».
واستطرد «الطلب لايزال في أوجه على رحلات «طيران الإمارات» للسفر إلى وجهات مختلفة ضمن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ودول الشرق الأقصى، ونحن نتوقع مزيداً من النمو في بعض الأسواق التي تخدمها الناقلة».
موسم العروض
من جهتها، قالت متحدثة باسم «الاتحاد للطيران»، فضلت عدم الكشف عن اسمها «تقدم الشركة عروضاً كثيرة للسفر في هذه الفترة التي تعد من أكثر مواسم السفر ركوداً طوال العام».
وأضافت: أن «هذه الفترة تتميز بكثرة العروض مقارنة بالأعوام السابقة، حيث لجأت معظم شركات الطيران العاملة في الدولة، بما فيها الشركات الأوروبية الكبرى، إلى تقديم عروض جاذبة في ضوء الأزمة العالمية، ومعاناة شركات طيران من خسائر فادحة»، لافتة إلى أن «حجم تأثير الأزمة في شركات الطيران الأوروبية بصفة خاصة، عميق ويتجاوز بكثير تأثيراتها في الشركات المحلية».
وقالت «تقدم الاتحاد للطيران عروضاً كثيرة خلال هذه الفترة من بينها شراء تذكرة في الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال على مختلف وجهات الشركة والحصول على تذكرة أخرى مجاناً، على أن يتم السفر قبل آخر مارس المقبل، كما تقدم الشركة تخفيضات سعرية مختلفة على خطوطها الجديدة هذا العام، وخصوصاً موسكو وملبورن وكازاخستان، تتجاوز 30٪ لتشجيع السفر إلى هذه الوجهات الجديدة».
منتجات جديدة
وقال المتحدث باسم «العربية للطيران»، حسام ريدان: إن «العروض الترويجية للعربية تنطلق من مجموعة من الاعتبارات المهمة، في مقدمتها أنها لا تقتصر فقط على خفض سعر تذكرة الطيران، وإنما تربط ذلك بحزمة عروض سياحية لقضاء إجازات قد تصل إلى خمس ليال في وجهات سياحية مميزة.
وأضاف: أن «العامل الثاني الذي يحكم العروض هو إعطاء العميل قيمة حقيقية مقابل نقوده، خصوصاً أن المسافرين على شركات الطيران الاقتصادي من الشرائح التي يمثل السعر نقطة تركيز أساسية بالنسبة لها»، مشيراً إلى أن العامل الثالث هو أن العروض تتسم بالتنوع الشديد وتتيح للعميل الاختيار بين قائمة طويلة من الوجهات السياحية.
وأوضح أن «العامل الرابع هو المرونة الشديدة التي توفرها العربية والتي تتيح للعميل الاختيار بين الإقامة في فنادق ثلاث أو أربع أو خمس نجوم حسب ميزانيته، فضلاً عن تقديم أسعار خاصة للأطفال لتشجيع سياحة العائلات».
ولفت إلى أن العامل الخامس هو الواقعية الشديدة في الأسعار، التي تصل في بعض الأحيان إلى أقل من 70 درهماً على بعض الوجهات، مشيراً إلى أنه لا توجد مصاريف غير منظورة أو مفاجآت غير سارة بالنسبة للإجازات، وإنما تشمل الأسعار المعلنة سعر التذاكر والتنقلات الداخلية من وإلى المطار ومصاريف تأشيرة السفر وخدمات الفندق، وهذه الأسعار تتيح لشرائح واسعة من الناس الاستمتاع بتجربة السفر وقضاء عطلة نهاية الأسبوع في مكان مختلف.
وأضاف: أن العنصر السادس والأخير الذي يميز العروض الترويجية لـ«طيران العربية» هو أنها متوافرة على مدار العام، وليست رد فعل أو استجابة لانخفاض طارئ في مبيعات التذاكر.
زيادة المبيعات
بدوره، اعتبر الخبير السياحي المدير العام لشركة «عمير للسياحة والسفريات»، محمد الصاوي، أن هذه العروض ستؤدي إلى تحقيق زيادة قد تصل نسبتها إلى 20٪ في المبيعات للشركات صاحبة العروض الأفضل، لكنها لن تؤدي إلى نمو سوق السفر إلا بنسبة قد تتراوح بين 2٪ و3٪».
لافتاً إلى إعلان الاتحاد الدولي للنقل الجوي أخيراً أن شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط ستحقق خسائر تصل إلى 200 مليون دولار العام الجاري، في ظل تراجع معدلات السفر.
وقال: إن الكثير من شركات الطيران تلجأ للعروض الخاصة في هذه الفترة من كل عام، لكن تبدو العروض هذا العام متنوعة ومغرية وتشمل شركات أكثر، حيث تحاول الشركات استقطاب أكبر عدد من العملاء وزيادة حصتها في السوق على حساب الشركات الأخرى، وهي ظاهرة صحية وفي مصلحة العملاء.
لكن الصاوي أكد في الوقت ذاته، أن هذه العروض لم تصل حتى الآن إلى بيع التذاكر بالخسارة، حيث لاتزال الشركات تحقق أرباحاً من هذه العروض، كما أن شركات الطيران تتحكم في العروض عن طريق التحكم في عدد المقاعد التي سيشملها العرض ومدته، بحيث يكون ذلك في إطار سياسة إدارة الربحية وتعويض الخسائر.
وأشار إلى أن معظم شركات الطيران تحقق خسائر بالرغم من انخفاض تكلفة الوقود الذي يعتبر مجرد عنصر واحد فقط في التكلفة الإجمالية للشركات، لافتاً إلى أن الشركات لاتزال تعاني ارتفاع كلفة شراء الطائرات والزيادة في أجور الطيارين وارتفاع رسوم المطارات ورسوم التشغيل، فضلاً عن عدم انخفاض الإيجارات وتكلفة النقل بشكل مؤثر حتى الآن في معظم البلدان.
الأولى ورجال الأعمال
وقال المدير العام لوكالة «بن سفر للسياحة»، حسين عطا الله «انخفضت المبيعات خلال الفترة الحالية بنسبة تزيد على 30٪، ما أدى بكثير من شركات الطيران إلى إعلان عروض مغرية وتخفيضات سعرية تصل إلى 50٪».
وأوضح «معظم شركات الطيران الأوروبية خفضت أسعار تذاكرها بنسب تتراوح بين 25 ـ 30٪».
وأضاف «يلاحظ أن بعض شركات الطيران قدمت عروضاً على الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال التي تزيد أسعارها بنسب تصل إلى 90٪ على الدرجة الاقتصادية، نظراً لأن الإقبال لايزال موجوداً على الدرجة الاقتصادية، بينما خف نظيره على درجتي رجال الأعمال والأولى في ظل الأزمة العالمية».
لافتاً إلى أن العروض تتضمن شروطاً أهمها أن يتحمل الراكب قيمة الضريبة، وأن التذاكر غير مرتجعة، وأن العميل يجب أن يدفع نحو 1000 درهم في حالة تغيير موعد السفر».
وتقول مسؤولة المبيعات في وكالة «سالم للسفريات»، ماغي المر: إن «العديد من شركات الطيران تعاني انخفاض حجم الحجوزات وسط توقعات باستمرار هذه الوضع حتى بدء إجازات الصيف في يونيو المقبل».
وقالت «لجأ بعض شركات الطيران إلى تقديم عروض على الدرجة الأولى والدرجة السياحية بشكل خاص، لأن عائد الربح يكون أسرع وأكبر، مقارنة بالعائد في الدرجة الاقتصادية»، لافـتة إلى أن «الأزمـة المالية بدأت تؤثـر في قــطاع الطيران بشكل واضح في العالم أجمع».
قالت مسؤولة الحجز في وكالة المسعود للسفريات، نيفين السيد «نعاني حالياً من انخفاض الإقبال على السفر بنسبة تتراوح بين 50 ـ 60٪، مقارنة بالوضع منذ خمسة أشهر»، لافتة إلى أنها لاحظت أن أسراً كثيرة أصبحت تحجز تذاكر ذهاب بلا عودة خلال الفترة الماضية، وسط توقعات بأن يقل الإقبال على السفر في إجازات الصيف هذا العام نظراً لتأثير الأزمة العالمية»، وأوضحت «خفضت شركات الطيران العربية مثل مصر للطيران، والشركة القطرية، وطيران الخليج، والاتحاد للطيران، تذاكرها إلى وجهات عربية أساسية مثل القاهرة وبيروت بنسبة تصل إلى 40٪ مقارنة بفترة الصيف، على أن يتم السفر فعلياً حتى مارس أو أبريل وفقاً لسياسة الشركة، حيث انخفض مثلاً سعر تذكرة الاتحاد من أبوظبي إلى بيروت لتصل إلى 1300 درهم مقابل 1890 سابقاً، كما انخفض سعر التذكرة إلى القاهرة بنسبة تزيد على 30٪ بعد أن وصل سعر التذكرة في فترة الإجازات الماضية إلى 4200 درهم، كما خفضت شركة طيران الخليج سعر التذكرة من 2400 درهم إلى 1490 درهماً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news