انخفاض حاد في مبيعات شركات «وادي السيليكون»
تواجه الشركات الأميركية العاملة في «وادي السيليكون» انخفاضاً حاداً في المبيعات بعد انخفاض معدلات الانفاق وتأثر قطاعات مرتبطة بهذه الصناعة مثل الهواتف المحمولة والحواسيب والكاميرات وحتى السيارات.
وتشهد الولايات المتحدة انخفاضاً في الطلب على السلع المصنعة بسبب الكساد، الأمر الذي انعكس انخفاضاً في الطلب على الشرائح الالكترونية، وقالت جمعية مصنعي أشباه الموصلات إن «مبيعات الشرائح الالكترونية انخفضت في شهر يناير وحده إلى الثلث مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي وبلغت 15.3 مليار دولار».
وقال مدير المبيعات في شركة «انتل» سين مالوني إن «هذا الكساد هو الأسواء من نوعه الذي تعاني منه صناعات أشباه الموصلات منذ نشأتها».
ويستفيد المستهلكون في جميع أرجاء العالم من الفوضى التي سببها انخفاض مبيعات هذه الشركات، حيث باتت الرقاقات الإلكترونية المستخدمة في الهواتف الذكية وأجهزة الحاسب المحمول أكثر فاعلية وأرخص ثمناً، وذلك بسبب وجود مخزون كبير في المصانع، نظراً للسعة الكبيرة في خطوط إنتاج الرقاقات المستخدمة في تصنيع أجهزة «آي بود» والكاميرات الرقمية.
وأكدت شركات كبرى عاملة في هذا المجال مثل «انتل» و«ادفانسد مايكرو ديفايسز» و«نيفادا» انخفاض معدلات إنفاق المستهلكين على الأجهزة الالكترونية، وقالت شركة «هولت باكرد - اتش بي» أكبر شركة لتصنيع الحواسيب في العالم إنها «سجلت انخفاضاً في مبيعاتها بنسبة 19٪»، في حين أكدت «ديل» وهي ثاني أكبر شركة لتصنيع الحواسيب في العالم أنها «سجلت انخفاضاً بنسبة 27٪ في مبيعات أجهزة الحاسوب المكتبي».
وفي السياق نفسه، قالت مؤسسة «غراتنر» للأبحاث إن «شحنات الحواسب الإلكترونية ستشهد انخفاضاً بنسبة 12٪ في 2009 لتصل إلى 257 مليون وحدة، وهي أكبر نسبة انخفاض تسجلها على الإطلاق». أما شركات رقاقات التخزين فتعاني هي الأخرى من أزمة حادة، حيث ازداد انتاج هذه الرقاقات بشكل كبير خلال العامين الماضيين، الأمر الذي أدى إلى وجود معروض كبير في السوق وانخفاض الأسعار في وقت لاحق. ووفقاً للمدير العام لمؤسسة «أوبجكتيف أناليسيس» المتخصصة في أبحاث الرقاقات الإلكترونية جيم هاندي فإن «أسعار رقاقات التخزين انخفضت بنسبة 60٪ العام الماضي ومن المتوقع أن تنخفض أسعارها 40٪ خلال العام الحالي».
وتعاني شركات تصنيع رقاقات التخزين حالياً من انخفاض الطلب على الأجهزة الالكترونية، فضلاً عن وجود معروض كبير منها. واعتبر المحلل الاقتصادي في مؤسسة «آي سبلاي» دايل فورد أن «وضع شركات تصنيع الرقاقات الالكترونية غير مستقر وأن شركات تصنيع رقاقات التخزين تحديداً، هي الأكثر معاناة، وذلك بسبب التوسع الكبير في خطوط الانتاج الأمر الذي أدى إلى نزيف للسيولة عند انخفاض الطلب ودخول البلاد في الأزمة الحالية». وقد بدأت آثار التباطؤ في الظهور على هذه الشركات حيث أعلنت شركة «مايكرون» عن تسريح 3000 موظف أو 15٪ من موظفيها في أكتوبر»، كما أعلنت في فبراير الماضي عن خطة لتسريح 2000 موظف إضافي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news