2009.. عام انتحار الأثرياء
مع بداية عام 2009 تترقب الأوساط الاقتصادية العالمية نتائج الشركات المالية والتقارير السنوية لمحاولة استشراف ما قد يحصل في العام الذي وصفه محللون بأنه سيكون الأصعب، ومع تفاقم الأزمة المالية العالمية بدأت تطفو على السطح تقارير عن أثرياء اختلسوا أو تلاعبوا بحسابات شركاتهم، أو حتى أقدموا على الانتحار مع خسارة استثمارات بقيمة مئات ملايين الدولارات، فهل تصبح هذه سمة العام 2009؟
حالات
آخر عملية انتحار نفذها الأميركي ستيف غود، 52 عاماً، رئيس مجلس إدارة والمدير التنفيذي لشركة «شيلدون غود» العقارية، إحدى أكبر الشركات العقارية في الولايات المتحدة، عبر إطلاق النار على نفسه، حيث وجدت الشرطة جثته داخل سيارته الجاغوار في شيكاغو الاثنين الماضي، وكانت شبكة «سي ان ان» نقلت عن غود تصريحه عن مدى تردي الأحوال الاقتصادية في القطاع العقاري الأميركي.
أما في ألمانيا، فبدأت بعض المصارف في وضع يدها على ممتلكات رجل الأعمال الألماني أدولف ميركل، 74 عاماً، الذي أقدم على الانتحار الاثنين الماضي عبر إلقاء نفسه أمام قطار يمر بالقرب من منزله في مدينة «الم»، وذلك بسبب انهيار إمبراطوريته المالية العام الماضي، بعدما تم تصنيفه في المرتبة الـ 98 لأثرياء العالم، وخامس أثرياء ألمانيا، وتخوض عائلته مفاوضات مع المصارف لمعالجة الأمور قبل بدء عمليات الاستحواذ على ممتلكاته.
وضم نشاط ميركل الاقتصادي مجالات صناعية شتى، وتؤمّن شركاته 100 ألف فرصة عمل في أرجاء أوروبا، لكن تقارير أشارت إلى خسارته مئات الملايين من الدولارات في آخر استثمار له في شركة «فولكس واغن».
ومن المتوقع أن يتم عرض مجموعة «فينكس» التابعة لمجموعته القابضة، وهي ثالث أكبر شركة أدوية في بريطانيا، للبيع بقيمة ستة مليارات جنيه إسترليني، وهو الأمر الذي اشترطه مالكو الأسهم مقابل تسديد قرض باسم الشركة بقيمة 400 مليون دولار لأحد المصارف. وقال أحد أبنائه، لودغ ميركل، إنه سيتنحى عن منصبه كمساعد رئيس شركة «فيرموغنسفويروالتونغ القابضة» كأحد شروط عملية البيع التي وافق عليها المصرف، على ألا تتم المطالبة بأي تسديدات من القروض قبل نهاية شهر مارس. وفي فرنسا، أقدم رجل الأعمال جويل غاميلين في 23 ديسمبر الماضي على الانتحار بعدما تراجعت أحوال شركته التي يترأسها والمختصة بصناعة اليخوت.
وتنقل عنه ابنته أنه في ذلك اليوم تلقى اتصالاً هاتفياً ليغلق الخط باكياً، قائلاً إنه لن يتمكن من تسديد رواتب موظفيه بعدما عجز عن الحصول على مساعدة أحد، وتقول ابنته «إن والدي لم يطلب شيئاً من أحد قط في حياته، وحينما فعل ذلك رفض الجميع مساعدته، لقد أثّر ذلك عميقاً فيه».
اختلاسات
أما في الشرق الأقصى، فقد نشرت الصحف الدولية تقارير عن إلقاء القبض على رجل الأعمال هوانغ غوانغو، رئيس شركة «غوم» للمعدات المنزلية الكهربائية الذي يعد أثرى رجل في الصين، بتهمة الاختلاس. وتبلغ ثروة الرجل، وفق مجلة «فوربس»، نحو أربعة مليارات جنيه استرليني، وتشير التقارير إلى اختفائه في شهر نوفمبر الماضي ليتبين لاحقاً أنه يخضع للتحقيق جراء تهم اختلاس وتلاعب بالأرباح.
وأقدمت شركته على إقالته من منصبه في 23 ديسمبر الماضي مع زوجته المسؤولة عن فرع الشركة في هونغ كونغ.
وفي الهند، قدم رئيس مجلس إدارة شركة «ساتيام» ب. رامالينغا راجو استقالته بعد اعترافه باختلاس مليار دولار من رابع أكبر شركة تقنية في البلاد. وكتب رسالة إلى مجلس الإدارة تفيد بأنه أسهم كثيراً في عائدات وأرباح الشركة للسنوات الماضية، وقال إن العملية بدأت بأخطاء في حسابات الشركة فعمد إلى استغلالها لحسابه، وأضاف «تحول الأمر إلى امتطاء نمر بري لا استطيع السيطرة عليه، وأنا اليوم مستعد لتقديم نفسي للعدالة ومواجهة العواقب». وأثارت الحادثة مخاوف العديد من المستثمرين الأجانب في الهند، الذين سبق أن انتقدوا مراراً عدم قدرة القوانين التشريعية من ضبط ومحاسبة جرائم مماثلة بالطرق الحاسمة. وكان راجو أجبر على التراجع عن صفقة شراء شركتي «مايتاس» العقارية و«مايتاس انفر» بضغط من حاملي الأسهم الذين رفضوا إتمام العملية بعدما تبين أن النسبة الأكبر من الأسهم تعود ملكيتها له تحت إدارة ابنيه. ووضع البنك الدولي شركة «ساتيام» على اللائحة السوداء بتهمة تقديم أرباح «غير لائقة» لموظفي البنك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news