دول «الملاذات الضريبية» تقدم تنازلات بشأن سرية البنوك

هانس رودولف. إي.بي.أيه

سعت كل من سويسرا والنمسا ولوكسمبورغ أمس، إلى التوصل إلى سبل لدرء حملة عالمية على التهرب الضريبي بتقديم تنازلات في ما يتعلق بسرية بنوكها.

وخففت اندورا وليختنشتاين قواعدهما الصارمة تجاه سرية البنوك أول من أمس .

وأجرت النمسا وسويسرا ولوكسمبورغ محادثات أثناء الليل مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تضع المعايير الدولية للضرائب وتبادل المعلومات وتضع قائمة سوداء بأسماء غير الملتزمين.

وقالت النمسا إنها ستبذل المزيد من أجل تبادل المعلومات مع دول أخرى بشأن من يشتبه في تهربهم من الضرائب، غير أن وزير المالية، جوزيف برول، قال في مؤتمر صحافي «إن بلاده لن ترفع، باستثناء ذلك، قواعدها بشأن سرية البنوك».

وأعلنت سويسرا على لسان رئيس الهيئة الاتحادية لإدارة الشؤون المالية، هانس رودولف، أمس، أنها ستخفف قيودها على قواعد السرية البنكية، بما يتيح تقديم معلومات حول قضايا التهرب الضريبي.

وتضم القائمة السوداء لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حالياً ليختنشتاين واندورا وموناكو.

وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أول من أمس إنها تشعر بتفاؤل من احتمالات تعاون الملاذات الضريبية إذا هددت مجموعة الـ20 بإدراجها على القائمة السوداء.

وبموجب اتفاق مع المنظمة ستسقط النمسا اعتراضاتها على الاتفاقية الضريبية النموذجية، بعد أن أوضحت المنظمة أنها لا تتوقع سوى التعاون مع السلطات الضريبية الأجنبية إذا كانت هناك قضية محتملة.

وقال بورل «يمكني القول اليوم إن قانون سرية البنوك النمساوية يمكن أن يبقى كما هو، ومع ذلك سنبدأ في اتفاقات ضريبية ثنائية لضمان تبادل المعلومات إذا كان هناك اشتباه في تهرب ضريبي».

والمناقشات الضريبية مهمة في قطاع إدارة الثروات الذي يدير نحو سبعة تريليونات دولار في مراكز المعاملات المصرفية الخارجية على مستوى العالم، وسويسرا هي أكبر مركز للمعاملات المصرفية الخارجية في العالم، ولديها نحو تريليوني دولار من إجمالي الثروات المودعة بالخارج.

وأشادت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالتنازلات التي قدمتها في الفترة الأخيرة كل من سنغافورة وهونغ كونغ واندورا وجزيرة مان وجزر كايمان.

وقال الأمين العام للمنظمة، اينجل غوريا، في بيان له «الخطوات التي اتخذتها مجموعة من المراكز المالية في الأسابيع القليلة الماضية أعطت دفعة مطلوبة لجهود الترويج للشفافية وتبادل المعلومات بشأن القضايا الضريبية».

وأفادت دراسة أعدتها منظمة أوكسفام البريطانية الخيرية بأن ما تفقده الدول النامية من إيرادات الضرائب غير المحصلة تزيد قيمته على مليارات من الدولارات تتلقاها هذه الدول كمساعدات أجنبية، لأن مواطنيها يودعون أموالهم في ملاذات ضريبية ومراكز للمعاملات الخارجية.

وقالت الدراسة إن هذه الدول تفقد ما يصل إلى 124 مليار دولار من إيرادات الضرائب سنوياً، وهو أكثر من حجم المساعدات الأجنبية السنوية لتلك الدول والبالغ 103 مليارات دولار.

ودفع اجتماع مجموعة الـ،20 سويسرا للجوء إلى لجنة خبراء للحصول على توصيات بشأن كيفية تخفيف الضغوط الدولية عن طريق عرض المزيد من التعاون في ما يتعلق بالمسائل الضريبية.

تويتر