رئيس «أيه. آي. جي»: المكافآت محاولـة لإنقاذ الشــركة
قال رئيس شركة «أيه.آي.جي»، إدوارد ليدي، إنه «كان يحاول إنقاذ الشركة من الانهيار عندما أجاز صرف مكافآت قيمتها 165 مليون دولار فجّرت عاصفة من الغضب والانتقادات في الولايات المتحدة من البيت الأبيض إلى المواطن العادي».
وأوضح ليدي، الذي تولى منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أميركان انترناشونال غروب «أيه.آي.جي»، في سبتمبر، عندما تدخلت الدولة للمرة الأولى فيما أصبح لاحقاً سلسلة من عمليات الإنقاذ، أنه طلب من الموظفين الذين حصلوا على مكافآت أكثر من 100 ألف دولار رد نصفها على الأقل.
وتحدث أمام لجنة فرعية لمجلس النواب، قائلاً «الأميركيون يتساءلون ببساطة لماذا ندفع لهؤلاء الناس، إنني أحاول بصعوبة الحيلولة دون انهيار غير محكوم للشركة».
وأضاف أن «بعض الموظفين أعادوا بالفعل مكافآتهم كاملة، والبعض صرف مدفوعات وغادر الشركة».
ونقل تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس، عن مصدر مطلع أن أحد مديري «أيه.آي.جي» الذين وافقوا على رد مكافآتهم هو دوغلاس بولينغ، الذي حصل على أكبر مكافأة على الإطلاق، حيث تجاوزت 6.4 ملايين دولار». وتابعت الصحيفة ان «بولينغ (48 عاماً) هو نائب الرئيس التنفيذي لاستثمارات الطاقة والبنية التحتية». ورفض بولينغ التعقيب عندما اتصلت به الصحيفة.
وتعرضت «أيه.آي.جي» لانتقادات حادة من الرأي العام والساسة والرئيس باراك أوباما لقبولها مساعدات حكومية تصل إلى 180 مليار دولار ثم صرف مكافآت سخية.
وقال ليدي إن «المكافآت كانت ضرورية للإبقاء على كبار الموظفين من ذوي الخبرات المتخصصة للتخلص من أوراق مالية معقدة قيمتها 2.7 تريليون دولار دفعت الشركة إلى حافة الانهيار العام الماضي».
وأضاف أن «الشركة خفضت هذا المبلغ إلى 1.6 تـريليون دولار، وأنه خشـي من أن الموظفين المسؤولين عـن إسقاط بقيـة القيمة قد يردون مكافآتهم مصحوبة بخطابات استقالة، ما سيزيد المهمة صعوبة».
لكن صحيفة «واشنطن بوست» قالت أمس إن «عملية نزع فتيل معظم المضاربات الخطرة للشركة استكمل قبل أن تقدم الشركة للموظفين مكافآت قالت إنهـا ضروريـة لتفادي انهيـار مالي».
وقالت الصحيفة استناداً إلى وثائق ومقابلات إن «حجم المشتقات عالية المخاطر والتعقيد تراجع إلى نحو 13 مليار دولار من 78 مليار دولار بنهاية ديسمبر».
ونسب إلى مسؤولين اثنين بوحدة «أيه.آي.جي» للمنتجات المالية قولهما إن «الجزء الأصعب من المهمة تم، وإن تركـيز الشركـة تحـول إلى تصفيـة محفظـة أضخـم، لكنها تنطوي على مخاطر أقل من المضاربات على أدوات مالية أقل تعقيداً».
من ناحية أخرى، انتقد أوباما أول من أمس، المكافآت الضخمة للمسؤولين التنفيذيين في «أيه.آي.جي» باعتبارها «إساءة استخدام لأموال دافعي الضرائب»، قائلا إن «الحكومة تحتاج لأدوات لمنع وضع مثل الذي شهدته «أيه.آي.جي» من تشكيل مخاطر على النظام المالي».
وأبلغ الصحافيين، بعد أن قال رئيس شركة التأمين العملاقة التي أنقذتها الحكومة في شهادته أمام الكونغرس إن واقع المنافسة اضطر الشركة لدفع المكافآت، انه من المثير للغضب بالقدر نفسه أن نجد أنفسنا مضطرين لإصلاح ما تفسده «أيه.آي.جي». وأضاف أن «إدارته تعمل على تأسيس سلطة رقابية يكون لها نفوذ على مؤسسات مثل «أيه.آي.جي» تعادل الجهة الرقابية التي تخول سلطة إغلاق البنوك التي لا تفي بمعايير الملاءة». وقال «من حق الأميركيين أن يغضبوا، أنا نفسي أشعر بالغضب». وأوضح «أنا على ثقة بقدرة وزير الخزانة تيموثي غايتنر، ومستشاريه الآخرين في التعامل مع الأزمة».