العلامة التجارية لـ«إيه آي جي» في خطر
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن عملاق التأمين «إيه آي جي»، أكبر شركة تأمين في العالم، تواجه مشكلة حقيقية تتعلق بمتانة اسمها التجاري وثقة المستهلكين حول العالم بها، وذلك بعد أربع عمليات إنقاذ للشركة من قبل الحكومة الاتحادية».
وأضافت الصحـيفة أن الشـركة «تواجه ـ بالإضافة إلى مشكلاتها المالية ـ موجة من التحقيقات والاستدعاءات المتكررة والبرامج الساخرة على القنوات التلفزيونية، تضمنت جولات على منازل الإداريين السابقين في الشركة، الأمر الذي أدى إلى تشويه سمعة الشركة التي تعمل في معظم دول العالم».
سمعة الشركة
ويرى الخبراء أن العلامة التجارية وسمعة شركات التأمين هما أهم ما تملكه، ولا يمكن لهذه الشركات أن تخاطر بصورتها وسمعتها أمام الجمهور.
ونقلت الصحيفة عن المخطط المالي في شركة «ليغاسي انفستمنت سيرفيسز»، غريغ ثيس، تساؤله «ما السبب المقنع للقيام بأي عمل تجاري مع شركة يتم تداول أخبارها بشكل يومي؟»، وأضاف «إذا نظر أي عميل إلى المنشورات وإعلانات المنتجات وعليها شعار «إيه آي جي» سيكون من الصعب عليه اتخاذ القرار، وهذا أمر خطير».
وقالت الصحيفة إن «الخطط الحكومية من الممكن أن توقف نزيف الأموال الذي تتعرض له شركة التأمين، إلا أنها لن تؤدي بالضرورة إلى تدفق الاستثمارات أو العوائد إليها سواء عبر تجديد البوالص أو توقيع بوالص جديدة».
وقالت الشركة إن «أقساط التأمين انخفضت بنسبة 22٪ في الربع الأخير من العام الماضي، مقارنة بالربع الأخير من ،2007 وذلك بعد انقاذ الحكومة لها آنذاك»، وأضافت أن «إمكانية الاحتفاظ بحجم الأعمال الحالي تحسنت بداية العام الجاري، إلا أنها لن تكون بمستويات العام الماضي نفسها»، وكان ذلك قبل ظهور قضية مكافآت الإداريين في الشركة الأسبوع الماضي.
بيع الأصول
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، المعين من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إدوارد ليدي، خلال لقاء مع لجنة الخدمات المالية في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي إن «الشركة ستكون قادرة على بيع بعض الشركات التابعة لها ورد الأموال لدافعي الضرائب في الولايات المتحدة خلال عامين أو ثلاثة»، لكنه أوضح مراراً خلال الجلسة أن «القضية مرتبطة بشكل وثيق بأحوال الأسواق حول العالم».
وأضاف «لقد تعب الناس من اسم «إيه آي جي»، ولا يريد حالياً أي مشتر لبوليصة تأمين التعامل مع الشركة، بسبب التساؤلات المتكررة حول إفلاسها أو ديونها أو استمراريتها ومكافآت الإداريين، وغيرها من القضايا»، وأكد أن «الشركات المنافسة تستغل هذه الفترة لكسب عملاء «إيه آي جي»».
وقال ليدي «بدأت عملية تغيير شاملة لهوية واسم الشركة بعدما تعرض الاسم للتشويه خلال الفترة الماضية».
وفيما قال مستشار التأمين في شركة «رانشو سانتافيه» في كاليفورنيا، آندرو باريل، للصحيفة إن «السوق الآسيوية هي الجاذب الرئيس لشركات التأمين، حيث يوجد الملايين ممن يريدون التأمين على سياراتهم ومنازلهم»، وأكد أحد المصرفيين في هونغ كونغ أن «شركات التأمين ترى في ما يحصل لشركة «إيه آي جي» فرصةً للتوسع، حيث كانت الشركات الكبرى في آسيا تفضل التعامل مع الشركة بسبب ضخامتها، أما الآن فقد تغيرت الظروف وقد تذهب العائدات إلى شركات أخرى».
مسؤولو «إيه آي جي» الأوروبيون يرفضون إعادة مكافآتهم
أفاد موظف بشركة «إيه آي جي»، وبالاطلاع على مراسلات داخلية بالبريد الإلكتروني، بأن المسؤولين التنفيذيين للشركة في أوروبا متمسكون بعدم إعادة مكافآتهم المثيرة للجدل، وأن بعضهم يشعر بأن الضغوط عليهم للقيام بذلك تصل إلى حد الابتزاز.
وقال أحد الموظفين الذين تلقوا المكافآت المثيرة للجدل إن «رئيس وحدة المنتجات المالية في الشركة، غيرالد باسيوكو، قال في اجتماع مع الموظفين في بريطانيا وباريس الاثنين الماضي إنه يعتقد أن طلب إعادة المبالغ هو نوع من الابتزاز».
وأضاف الموظف «غالبية الموظفين في لندن قرروا أن طلب رد المكافآت عدواني نوعاً ما»، وتابع «انه يرقى فعلياً إلى الابتزاز، سواء كان جنائياً أم لا، ليس هناك سبب أخلاقي لردها».
غير أن متحدثا باسم الشركة قال «إن «إيه آي جي» لا تشعر بالقلق بشأن مشروعية رد المكافآت».
وكان المدعي العام في نيويورك، اندرو كومو، قد ضغط على الشركة وبنوك وشركات أخرى تلقت مساعدات حكومية بشأن رد المكافآت، قائلاً إن «الذين ردوا هذه الأموال كانوا على مستوى الحدث، وأنا أشيد بهم».
ويحقق مكتبه في ما إذا كانت مكافآت «إيه آي جي» قد دفعت بشكل ينطوي على أي احتيال حسب قانون نيويورك.
وفي كونيتيكت، حيث مقر وحدة المنتجات المالية التي يلقى عليها باللوم لإدخال الشركة في أزمة كادت تؤدي إلى انهيارها، استدعى المدعي العام رسمياً 14 مسؤولاً تنفيذياً سابقاً وحالياً في الشركة للتحقيق معهم بشأن المكافآت.
وقال الموظف، الذي حضر الاجتماع إن «باسيوكو أوصى كل من تلقوا المكافآت أن يفكروا جيدا في إعادتها»، لكنه قال إن «هذا اختيار فردي تماما».