«مزارع الرياح» تنعش قطاع الطاقة النظيفة في البرازيل
قضى مانويل دي أوليفييرا قرابة 30 عاماً في اصطياد الأسماك من قوارب صيد شراعية صغيرة، وأدرك طاقة الرياح، لكنه ارتبك عندما بدأ بناء مزارع الرياح البيضاء على طول الساحل بالقرب من بلدته.
وقال مانويل، الذي يقطن ولاية سيارا الواقعة شمال شرق البرازيل «اعتقدت بأنها غريبـة بعض الشيء، لكن الرياح هـي الرياح وهي تخدم الجميع، ولحسن الحظ هي بالمجان». ولقرون ظلت الرياح القوية المتماسكة تحرك قوارب الصيد الخشبية الملوّنة قبالة الساحل الشمالي للبرازيل، لكنها حولت المنطقة الآن إلى مركز لقطاع الطاقة المتنامي بسرعة في البرازيل.
وبعد بداية متعثرة لتوليد الكهرباء من الرياح في البرازيل، يتوقع أن تتضاعف قدرة طواحين الهواء هذا العام بعد أن بلغت 341 ميغاوات في نهاية العام الماضي، وهو أمر يؤكده الانتشار المتزايد للطواحين على مدى شواطئ المنطقة.
وينتظر المشروع دفعة يوم 25 من نوفمبر المقبل عندما تجري الحكومة البرازيلية أول مزاد لطاقة الرياح يتوقع أن تشتري فيه ما يصل إلى 1000 ميغاوات في شكل قدرة توليد جديدة من شركات متنافسة، ويقدر اتحاد طاقة الرياح في البرازيل أن يجـذب المـزاد استثمارات بنحـو خمسـة مليارات ريال بـرازيـلي (2.4 مليار دولار).
وتكفي الـ100 ميغاوات، التي ستجري الحكومة مزاداً عليها بشكل سنوي ولمدة 10 سنوات، لتزويد نحو مليون منزل بالطاقة الكهربائية.
لكن هذا الرقم يصبح صغيراً مقارنة مع كبار الدول التي تستفيد من طاقة الرياح مثل ألمانيا والولايات المتحدة واسبانيا.
ويتحدث العاملون في توليد الكهرباء من طاقة الرياح في البرازيل بتفاؤل عن قدرة البلاد على توليد 140 ألف ميغاوات ـ أي أكبر بـ10 أمثال من قدرة مشروع سد ايتايبو العملاق في البرازيل لتوليد الطاقة الكهرومائية ـ ويضيفون أن السبب في ذلك هو طول ساحل البرازيل المطل على المحيط الأطلسي، الذي يمتد مسافة 7300 كيلومترا كما يرون فوائد سياسية واقتصادية لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح.
وأصبحت البرازيل ـ أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية ـ إحدى الدول الرائدة في الطاقة المتجددة في مجال الإيثانول، وتحتاج إلى مضاعفة قدرتها على إنتاج الطاقة في غضون 30 عاماً لتجنب أي عجز.
وقال مدير «براسيلكو»، وهي شركة استشارية، أرماندو أبريو «إذا مضت الحكومة قدماً فيما وعدت به، وهو برنامج مستمر لعقد مزاد على ألف ميغاوات سنوياً، فصدقوني سيتنامى قطاع طاقة الرياح في البرازيل على الفور».
ويستهدف القطاع زيادة قدرة توليد الكهرباء من طاقة الرياح إلى 10 آلاف ميغاوات على مدى السنوات الـ10 المقبلة، لتزيد حصتها من إجمالي إمدادات الطاقة من 0.4٪ العام الماضي إلى 5٪.
وكان وزير الطاقة البرازيلي، اديسون لوباو، قال خلال جولة في منطقة مزارع الرياح في اسبانيا الشهر الماضي إن «طاقة الرياح (مكلفة)، وإن البرازيل ليست بحاجة لقدرة إنتاجية كبيرة في الوقت الراهن». وبينما تعتزم الصين، على سبيل المثال، مضاعفة قدرتها على توليد الكهرباء من طاقة الرياح إلى ثلاثة أمثالها بحلول عام ،2020 فإن البرازيل لم تعلن رسمياً هدفا لزيادة قدرتها.
ومن المزايا الكبيرة لطاقة الرياح في شمال شرق البرازيل أن طواحين الهواء من الممكن أن تعوض أي عجز في الطاقة الكهرومائية عندما تشح الأمطار كل عام فتشتد الرياح. وقال أبريو «من المهم جداً بالنسبة للبرازيل تنوّع شبكة الطاقة فيها، ليس بإمكانهم الاعتماد على الماء فحسب».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news