20 ٪ تـراجــع مبـيـعـات مراكـز «التخفيضـات والهـدايـا»
قال مسؤولو مراكز للتخفيضات والهدايا، في مناطق مختلفة من الدولة، إن «استمرار تداعيات ركود الأسواق الناتج عن الأزمة المالية، تسبب في تراجع حجم مبيعاتهم، مقارنة بالعام الماضي»، مقدرين حجم ذلك التراجع بنسب تبلغ نحو 20٪ في المتوسط».
وأوضحوا أن «تداعيات الأزمة تسببت في زيادة حجم المستهلكين في البداية، لكنها أثرت في فترات لاحقة في كميات الشراء، التي لم تبلغ معدلاتها في فترات سابقة، لرغبة أغلبية المستهلكين في الاقتصاد في عمليات الشراء، حتى في ما يخص السلع منخفضة السعر».
وأضافوا أن «بعض المراكز التي لم تكن في حاجة إلى تنفيذ أية خطط للترويج لبضائعها، لجأت إلى ابتكار وسائل جذب لمنح المستهلكين هدايا عند الشراء بمبالغ كبيرة، في محاولة لتنشيط معدلات البيع مرة أخرى».
تراجع
وتفصيلاً، قال المسؤول المالي في مركز «الدرهمين»، للهدايا، محمد صالح إبراهيمي، إن «هناك انخفاضاً ملحوظاً في حجم المبيعات في المركز، أو في المراكز الأخرى التابعة أو المشابهة، خلال الفترة الأخيرة»، مقدراً نسبة التراجع بنحو 20٪ مقارنة بفترات سابقة».
وأشار إلى أن «تراجع المبيعات لم يكن من حيث حجم الإقبال، إنما من حيث القيمة»، موضحاً أن «المستهلكين أصبحوا يفضلون الشراء بكميات أقل، على الرغم من تدني أسعار المنتجات التي تراوح في أغلب المراكز بين خمسة إلى 10 دراهم، لمواكبة تداعيات الأزمة المالية».
وأضاف أن «المراكز اتجهت إلى تخفيض حجم استيراد المنتجات التي تطرح في منافذ بيعها، في إطار التعامل مع ظروف ركود الأسواق الأخيرة، التي تتمثل في قيمة الفواتير، وليس في عدد الزوار».
وأكد أن «المراكز المتخصصة في بيع المنتجات منخفضة السعر، ستستمر في نشاطها، وفي توفير منتجاتها لشرائح مختلفة من الزبائن، على الرغم من ظروف الأزمة»، ملمحاً إلى أن «تلك المراكز تعاني من الأزمة، لكن ليس بالمعدلات نفسها التي تعاني منها المركز التجارية الكبيرة».
ولفت إلى أن «الأزمة أثرت في تراجع معدلات البيع، ولكنها لم تؤثر حتى الآن في تراجع معدلات إيجارات المحال التجارية، التي لم تنخفض بشكل يواكب انخفاض مختلف الوحدات العقارية الأخرى»، وقال إن «بعض المراكز تحاول بشكل محدود، منح هدايا للمتسوقين، لزيادة قيمة فواتير الشراء لديها، بهدف تنشيط المبيعات بشكل أكبر».
تفاؤل
من جانبه، قال مسؤول مركز «سبلاش» للهدايا، أسد نصر الله، إن «أغلبية مراكز الهدايا والتخفيضات، على الرغم من اعتمادها على البيع بأسعار منخفضة، تبدأ من درهمين حتى 15 درهماً، فإنها تأثرت بركود الأسواق والأزمة المالية، حيث تراوحت معدلات التراجع في المبيعات بين 15-20٪، مقارنة بفترات الرواج خلال العام الماضي».
ولفت إلى أن «بداية التراجع في حجم البيع ظهر تدريجياً خلال الشهور الأولى من العام الجاري، ومع تطور تداعيات الأزمة المالية»، متوقعاً أن «تستقر أوضاع السوق بالنسبة لحالة الركود مع نهاية العام الجاري». وأوضح أن «مراكز التخفيضات لا تستطيع زيادة حجم المبيعات من حيث القيمة، من خلال تخفيض المبيعات بشكل أكبر، لأنها مخفضة بشكل طبيعي حيث يباع أغلبها بسعر متوسط يبلغ خمسة دراهم».
أسعار مخفضة
وفي السياق ذاته، أكد مسؤول مؤسسة «نبراس الإمارات» التجارية للهدايا، محمد عمران، «تراجع حجم المبيعات في المركز، مقارنة بمعدلات البيع خلال العام الماضي»، لافتاً إلى أن «مراكز الهدايا والتخفيضات لاقت رواجاً عند المستهلكين، لاعتمادها على البيع بأسعار منخفضة للسلع المتنوعة».
وأضاف أنه «لا يمكن مقارنة تأثيرات الأزمة في مراكز التخفيضات والهدايا، بتأثيرها في المراكز التجارية الكبيرة، إلا أنه يمكن ملاحظة حجم التأثر بظروف الأزمة، عبر مقارنة رواج تلك المراكز، بالنسب المعتادة في فترات سابقة».
وأشار إلى أنه «من الصعب على مراكز التخفيضات، القيام بوسائل الترويج نفسها التي تقوم بها المراكز الكبيرة من حيث تخفيض أسعار البيع، لأن المنتجات المباعة فيها منخفضة أصلاً»، موضحاً أن «أغلبية منتجات مراكز التخفيضات يتم استيرادها من دول مثل الصين، والهند، وتايلاند».
من جانبه، أوضح مسؤول البيع في مركز «المدينة » للهدايا، إعراج علي، أن «بعض مراكز الهدايا في الشارقة عانت من تراجع المبيعات بسبب الأزمة، وبسبب إصلاحات الطرق التي تستغرق وقتاً طويلاً، ما يعني صعوبة وصول العملاء إلى تلك المراكز».
وأضاف أن «بعض تلك المراكز اتجه إلى عمل عروض لبيع سلع بأسعار أكثر انخفاضاً، فضلاً عن عروض ترويجية أخرى لتنشيط المبيعات، بينما تبحث مراكز أخرى تقليص حجم نشاطها أو نقل منافذ بيعها».
مستهلكون
وأفاد مستهلكون بأنهم أصبحوا يلجؤون إلى شراء بعض احتياجاتهم الضرورية فقط من مراكز الهدايا والتخفيضات، التي تكون مثيلاتها أغلى سعراً في المراكز الكبيرة»، لافتين إلى أنهم «أصبحوا يفضلون عدم الإكثار من شراء الهدايا عند السفر لقضاء إجازاتهم مقارنة بالفترات السابقة للأزمة المالية».
وأوضح المهندس في إحدى شركات المقاولات في الشارقة، محمد علي، أنه «من المناسب حالياً أن يتجه الأفراد إلى تقليل حجم نفقات شراء الهدايا في ظل أحداث الأزمة المالية»، لافتاً إلى أنه «على الرغم من أن مراكز التخفيضات والهدايا أصبحت تستحوذ على اهتمامات الناس لشراء احتياجاتهم، فإنه ينطبق عليها أيضاً معايير الاقتصاد في عمليات الشراء».
أما المحاسب المالي تامر أبو عبده، فأشار إلى أنه «على الرغم من أن مراكز الهدايا والتخفيضات أصبحت الآن مناسبة لتوفير احتياجات الأفراد، فإنها ما زالت توفر ذلك في نطاق ضيق فقط، حيث يضطر المستهلكون إلى شراء مستلزماتهم من السلع من المراكز التجارية الكبيرة التي غالبا ما تكون أكثر ضماناً».
وأضافت ربة البيت، حنان تحسين، من الشارقة أن «عملية التوفير في النفقات لدى الأسر لا تتعلق بعمليات الشراء من مراكز الهدايا والتخفيضات فقط، لكنها مرتبطة بجميع عمليات الإنفاق خوفاً من تداعيات الأزمة بشكل عام».