الدهانات تشكّل «خط الدفاع الأول» عن العقارات من التآكل. تصوير: أشرف العمرة

زجاج المباني يرفــع فاتـورة الطـاقة في الخليج 20٪

قال رئيس مجلس إدارة «مجموعة الصايغ للاستثمار والإعلام»، سليم الصايغ، إن «مبيعات شركة (الأصباغ الوطنية) في العام الماضي، بلغت ملياراً ونصف المليار درهم، منها مليار درهم مبيعات في السوق الإماراتية وحدها، بنسبة 70٪ من إجمالي المبيعات التي صدرت إلى 60 دولة عالمية».

وأوضح أن «الاستعانة بالألمنيوم والزجاج في تكسية الواجهات الخارجية للمباني لا يناسب جو منطقة الخليج، كما يجعل المباني عرضة لفقدان البرودة، واكتساب الحرارة بسرعة، ما يؤدي إلى ارتفاع فاتورة استهلاك الطاقة بنسبة 20٪ في المتوسط».

وعزا الصايغ انخفاض مبيعات الأصباغ خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري بنسبة 11٪، إلى «تراجع عمليات البناء الجديدة، بسبب تأثر القطاع العقاري بالأزمة الاقتصادية العالمية»، مشيراً إلى أن «الطلب على الدهانات من جانب بنايات (تحت التشطيب) لايزال مستمراً ولم يتأثر بالأزمة».

ولفت إلى أن «الحاجة لصيانة دهانات المباني القديمة، أسهمت في خفض درجة تأثر قطاع الدهانات بالأزمة، لكنه أوضح أن «التأثير الحقيقي للأزمة، سيتضح خلال النصف الثاني من العام الجاري».

واضاف أن «تنوع منتجات الشركة، التي تملك أكبر مصنع للدهانات في الشرق الأوسط، أسهم في تخفيف حدة التراجع في الأسواق، حيث إن منتجات الشركة تتنوع ما بين دهانات المنازل التي تمثل 40٪ من حجم الإنتاج، ودهانات السيارات والمعدات البحرية، والدهانات الصناعية، التي تمثل نسبة 60٪ من الحجم الكلي للإنتاج».

ميزات

وقال إن «اختيار الإمارات مقراً لأكبر مصنع للدهانات في الشرق الأوسط، يعود إلى قوة السوق الإماراتية، وجودة مناخ أداء الأعمال، وتوافر اليد العاملة الماهرة، والموقع الاستراتيجي، فضلاً عن توافر الخدمات المتطورة للنقل والشحن، والتي تسهل عملية استيراد المواد الخام، وتصدير المنتجات».

ولفت الصايغ إلى أن «الدهانات التي تشكل (خط الدفاع الأول) عن العقارات من التآكل، تبطئ معدل زحف (علامات الشيخوخة) على المباني» موضحاً أن «الدهانات تمثل في المتوسط نسبة تراوح بين 4 إلى 5٪ من قيمة المبنى».

وأكد أن «العقارات التي تتمتع بدهانات جيدة تتآكل بمعدل يقل بنسبة 20٪ عن المباني التي لا تتمتع بدهانات جيدة، ما يعني أن عمر العقارات التي تتمتع بدهانات جيدة، يزيد على عمر نظيراتها التي لا تستخدم فيها دهانات جيدة بـ15 سنة على الأقل».

طلب

وبين أن «السنوات الخمس الماضية شهدت تراجعاً ملحوظاً في الطلب على الدهانات الرخيصة، بينما ارتفع الطلب على الدهانات ذات السعر المرتفع، نتيجة ازدياد الوعي بأهمية الدهانات، وتأثيرها في البيئة، وقيمة المبنى ومواصفاته»، لافتاً إلى أن «الدهانات الرخيصة لا تتحمل الغسيل والتنظيف، فضلاً عن أنها تطلي مساحة تقل بنسبة 50٪ عن المساحة التي تطليها الدهانات ذات السعر المرتفع».

وقال الصايغ إن «تطور مواد البناء الحديثة، خصوصاً الألمنيوم والزجاج، لم يؤثر في الدهانات التقليدية»، موضحاً أن «مواد البناء الحديثة تسهم في زيادة تكلفة البناء، وبالتالي ارتفاع الإيجارات».

وأرجع نجاح شركة «الأصباغ الوطنية» التي ترجع خبرتها إلى عام ،1948 إلى «قدرتها على تعديل المواصفات الفيزيائية والكيماوية للدهانات، لتناسب ظروف الطقس والمناخ في الدول التي تعمل بها، مثل البرودة، والحرارة، والرطوبة، والرياح، وسطوع الشمس، فضلاً عن عوامل البكتيريا والفطريات، التي تحتاج بدورها إلى مواصفات خاصة في الدهانات للحد من تأثيراتها الضارة في الصحة العامة والبيئة».

بحوث

وقال الصايغ إن «الشركة تستثمر أموالاً ضخمة في البحث والتطوير، ويعمل فيها 28 مهندساً كيماوياً بينهم اثنان من حملة الدكتوراه في الكيمياء، ولديها معدات ومختبرات قادرة على استنساخ أية ظروف مناخية، ما يمكنها من إعداد واختبار دهانات تتمتع بمواصفات خاصة تناسب هذه الأجواء المناخية خصيصاً».

وأكد أن الشركة «تعمل وفقاً للمواصفات القياسية المعتمدة لدى أغلب الدول العربية، كما تتعامل مع شركات عالمية متخصصة في المواد الخام المستخدمة في صناعة الدهانات».

وأشار إلى أن «جزءاً من نجاح الشركة، يعود إلى تفوّق خدمات ما قبل وبعد البيع، وقدرتها على ترجمة الأبعاد النفسية والثقافية للألوان، في صورة منتجات تلبي الأذواق كافة، والاحتياجات المتغيرة لصناعة الديكورات، سواء في المنازل، أو قطاع الضيافة والمطارات والمباني الحكومية».

وقال إن «تنوّع أعمال المجموعة ما بين البنوك، والطيران، والإعلام، والدهانات، يحقق لها التكامل، ويمكنها من مواجهة المنافسة الحادة، والتغلب على فترات الركود الاقتصادي، من خلال التوازن بين القطاعات المختلفة التي تستثمر فيها». نافياً أن يكون الهدف من تنوع الاستثمارات والدخول في مجال إلاعلام، اكتساب نفوذ سياسي يحمي استثمارات المجموعة، على غرار ما تفعله مجموعات الأعمال الكبرى في الدول الغربية». وقال إن «الدخول إلى حلبة السياسة له عيوبه، ويحدّ من قدرة الشركات على العمل مع كل الأطراف، ما يجعلها عرضة للهجوم بصورة مستمرة لأسباب لا تتصل بجودة أعمالها».

وكشف الصايغ عن أن «المجموعة تقوم حالياً بإعداد ميزانية موحدة لكل القطاعات التي تعمل بها، بما يمكنها من اقتناص الفرص الاستثمارية الكبيرة المضمونة»، مشيراً إلى «امتداد نشاط (شركة تأجير الطائرات) التي تملكها المجموعة، ليشمل آسيا الوسطى والشرق الأوسط وإفريقيا».

الأكثر مشاركة