دبي.. سوق عالمــية لتجارة الخضراوات والفواكه
قال رؤساء شركات عاملة في تجارة الخضراوات والفواكه، إن دبي أصبحت سوقاً عالمية لهذه التجارة، نظراً لموقعها الاستراتيجي، كنقطة عبور للخضراوات والفواكه الطازجة في الخليج، فضلاً عن مرافقها المتطورة. وأشاروا إلى أن أهم ما يميز دبي استراتيجيات التسويق المثالية، وارتفاع مستوى الدخل، فضلاً عن التنوع والنمو الكبيرين بين المقيمين في دبي.
وتظهر إحصاءات جمارك دبي، نمو حجم سوق المنتجات الطازجة في دبي، حيث بلغ مليار دولار في العام الماضي، بزيادة نسبتها 40٪ عن العام السابق، بينما تراوح حجم السوق في المنطقة بين 3 ــ 4 مليارات دولار.
صادرات ووارداتأظهرت إحصاءات منظمي معرض الفواكه والخضار الدولي «فروت لوجيستيكا»، الذي سيعقد في العاصمة الألمانية برلين، خلال الفترة في فبراير المقبل، أن الإمارات استوردت أكثر من 21 ألف طن من الخضراوات الطازجة من الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي بقيمة بلغت نحو 184 مليون درهم (35.2 مليون يورو). كما استوردت نحو 20.2 ألف طن من الفواكه الطازجة بقيمة 120 مليون درهم (22.9 مليون يورو). وفي المقابل، صدرت الإمارات إلى دول الاتحاد الأوروبي 3245 طناً من الخضراوات الطازجة بقيمة إجمالية بلغت 12.6 مليون درهم (2.4 مليون يورو). و364 طناً من الفواكه بقيمة بلغت نحو 1.9 مليون درهم (355 ألف يورو فقط). وبالنسبة لمنطقة الخليج، فقد بلغت واردات الدول الخليجية من الاتحاد الأوروبي في العام 2007 نحو 26.7 ألف طن من الخضراوات بقيمة 149 مليون درهم (28.4 مليون يورو)، فضلاً عن 87.13 ألف طن من الفواكه بقيمة 964 مليون درهم (184.4 مليون يورو). وفي المقابل، بلغت صادرات الدول الخليجية إلى دول الاتحاد الأوروبي خلال الفترة ذاتها نحو 138.2 ألف طن من الخضراوات، و59.8 ألف طن من الفاكهة بقيمة 612 مليون درهم (117.1 مليون يورو) ، و349 مليون درهم (66.7 مليون يورو) على التوالي. وتُعد الإمارات والسعودية أكثر الدول الخليجية استيراداً للخضراوات والفواكه من الاتحاد الأوروبي، في حين تعد سورية والأردن أكثر الدول العربية المصدرة له. |
أهمية دبي
وتفصيلاً، عزا مدير العلامة التجارية العالمية «فروت لوجيستيكا»، جيرالد لاموس، أهمية سوق دبي للمنتجات الطازجة، إلى «موقعها الاستراتيجي، وما تتميز به من بنية تحتية حديثة، فضلاً عن استراتيجيات التسويق المثالية وارتفاع مستوى الدخل».
وأوضح أن «التنوع والنمو الكبيرين بين الوافدين في دبي، الذين يحرصون على شراء المنتجات الغذائية المألوفة لديهم في بلدانهم الأصلية، جعل من دبي واحدة من أهم أسواق المنطقة».
وأضاف أنه «نظراً لأهمية دبي كسوق إقليمية، فقد اختيرت كواحدة من الدول التي يتم الترويج فيها لـ (معرض الفواكه والخضار الدولي)، الذي سيعقد في العاصمة الألمانية برلين، في فبراير من العام المقبل، والذي يعد فرصة مثالية لعرض المنتجات الطازجة، عبر سلسلة كاملة من القيمة المضافة، وتنامي نقاط البيع، لجميع القطاعات المرتبطة بالفواكه والخضراوات الطازجة».
ودعا إلى «أهمية أن يعتمد تجار التجزئة (استراتيجية موحدة) لاستيراد المنتجات الطازجة من الخارج»، لافتاً إلى «وجود صعوبات تواجه (الإدارات اللوجستية) لنقل هذه المنتجات، نظراً لحساسيتها».
وأشار لاموس إلى أن «معرض (فروت لوجيستيكا) يشكل منصة مهمة لرجال الأعمال في الإمارات لتقديم منتجاتهم إلى جمهور المختصين المحليين والعالميين، فضلاً عن منح المشاركين الرئيسين من صناع القرار، فرصة الاتصال مع الشركاء التجاريين المحتملين، ومنتجاتهم، وتوافر تقنيات وحلول المعلوماتية لـ (الإدارة اللوجيستية)، والنقل والإمداد، وخبراء تسويق المنتجات الطازجة (الخضراء)، والتعليم والتدريب».
واختتم بالقول إن «عدد زوار المعرض في العام الجاري، تجاوز 50 ألف زائر من 120 دولة، بمشاركة 2283 عارضاً، من 79 بلداً، قدموا خلاله صورة كاملة عن سوق قطاع المنتجات الطازجة وخدماته في بلدانهم».
نقطة عبور
من جانبها، أكدت الوكيلة الإقليمية لشركة «ميسي برلين»، سلمى تلاوي، أهمية الموقع الاستراتيجي لدبي، ودورها كنقطة عبور للخضراوات والفواكه الطازجة في الخليج، فضلاً عن المرافق المتطورة للمدينة، ومكانتها المركزية في استيراد وإعادة تصدير المنتجات الطازجة». وأشارت إلى أن «الإحصاءات الصادرة عن سوق دبي المركزية للخضار والفواكه في منطقة (العوير)، تشير إلى تنامي أهمية دبي كسوق إقليمية، حيث استقبلت السوق في العام الماضي نحو 20 ألف شاحنة منتجات غذائية من الخضراوات والفواكه، وارتفع عدد سيارات التسليم المسجلة في السوق إلى نحو 35 ألف شاحنة بزيادة نسبتها 261٪ في غضون ثلاث سنوات».
«ثمار»
وفي خطوة لدعم الإنتاج المحلي، في ظل تزايد تجارة الخضار والفاكهة في دبي، ونمو وارداتها بواقع 40٪ بين عامي 2007 و،2008 وبمعدل وصل إلى نحو مليار دولار، أعلنت شركة «أسواق» الإماراتية عن إطلاقها «ثمار»، شركةً لتوريد الخضراوات والفواكه الطازجة، وتعمل تحت مظلتها. وستعمل «ثمار» على انتقاء أفضل المنتجات من قبل بعض الموردين والمزارع المحليّة، فضلاً عن الاستيراد المباشر من مصادر عالمية. كما تسعى إلى توزيع منتجاتها على معظم الجهات الحكومية، والفنادق والمطاعم، ومحال «السوبرماركت» الأخرى. وفي هذا السياق، شدد العضو المنتدب في شركة «ثمار»، عفان الخوري، على أن استخدام التقنيات المتطورة في حفظ وتبريد الخضراوات والفاكهة كان من أهم العوامل التي دعمت مكانة دبي كسوق اقليمية»، مشيراً إلى أن «(ثمار) تستخدم أحدث التقنيات المتوافرة حالياً، لضمان جودة وسلامة المنتجات، وزيادة ثقة المستهلكين». وأوضح أن «الشركة اعتمدت أخيرا تقنية (الأيروسايد) المطوّرة من قبل شركة الفضاء الأميركية (ناسا)، لحفظ وتبريد الأغذية، والتي توفر الهواء البارد والمعقم، وفقاً لأعلى معايير التنقية المطابقة لنظام مراقبة الأغذية والأدوية الأميركي، والذي يشتهر بقدرته في القضاء على كل أنواع البكتيريا الموجودة في الجو».