«نفط الشمال» العراقية تريد مستثمرين «غير جشعين»
قال مدير شركة «نفط الشمال» العراقية، مناع العبيدي، إنه يتوقع أن تكون جولة استدراج العروض الثانية التي سيطرحها العراق في نوفمبر المقبل، لتطوير حقوله النفطية والغازية ناجحة، إذا كان المستثمرون الأجانب «غير جشعين».
وأوضح في لقاء مع وكالة «فرانس برس»، أن «الحكومة العراقية عرضت سعراً قد يكون أو لا يكون عادلاً، لكن المستثمرين قدمو أسعاراً مرتفعة، تقدر بأربعة أضعاف».
وقال «لو كان الفارق ضعفاً أو ضعفين، قد يكون ممكنناً، لكن أربعة أضعاف فارق كبير»، معبراً عن أمله في أن تكون «الجولة الثانية أكثر نجاحاً».
وتابع «لن نطلب من الشركات أن تقبل السعر الذي نعرضه، لكن أريدهم على الأقل أن يكونوا عادلين معنا».
ويقف العبيدي الى جانب قرار وزارة النفط، في عدم منح الشركات الأجنبية عقود مشاركة بالإنتاج، قائلاً إن شركات النفط العراقية يجب أن تدير الأمور، في حين يجب أن تركز الشركات الأجنبية على تقديم الخبرات لتوفير فرص للعراقيين.
يذكر أن الائتلاف الوحيد لشركة «بريتش برتوليوم» البريطانية للطاقة، وشركة «النفط الوطنية» الصينية، فاز بعقد لاستثمار «حقل الرميلة» الذي يقدر احتياطيه النفطي بـ7.17 مليون برميل.
وطرحت بغداد العقود على أساس عقود خدمة وليست مشاركة بالإنتاج، تتقاضى بموجبها الشركة المستثمرة أجراً لقاء كل برميل نفط إضافي يستخرج من الحقول التي هي في الأساس منتجة، حيث وافق الائتلاف على مبلغ دولارين عن كل برميل إضافي يستخرجه، في حين رفضت الشركات الأجنبية الأخرى العرض. وسيطرح العراق في «جولة التراخيص الثانية» المقررة في نوفمبر المقبل، 15 حقلاً نفطياً في 10 عقود، تتنافس عليها 45 شركة عالمية مؤهلة. وتنتج شركة «نفط الشمال» العراقية 650 ألف برميل في اليوم، بمعدل أقل مما كان عليه قبل الغزو الأميركي للعراق في العام ،2003 حيث كانت تنتج 750 ألف برميل. وتوقع العبيدي أن تزيد شركة نفط الشمال الواقعة في مدينة كركوك الغنية بالنفط، إنتاج النفط بنحو 75 ألف برميل يومياً قبل نهاية العام المقبل، بفضل زيادة الاستثمار في مرافق الإنتاج.
وتستثمر بغداد نحو 150 مليون دولار، لرفع الانتاج النفطي في حقل «باي حسن»، الواقع في مدينة كركوك شمال العراق، حيث ستساعد هذه الأموال في تركيب المعدات الجديدة، التي من شأنها أن تزيد من الانتاج الحالي، والذي يقدر بنحو 173 ألف برميل يومياً، ما يصل إلى نحو 230 ألف برميل يومياً بحلول نهاية العام المقبل، وفقاً لمدير الشركة. وقال العبيدي إن منع قوات «البيشمركة» لموظفي «شركة نفط الشمال» من العمل في أحد حقول كركوك في وقت سابق من هذا العام، كانت قضية سوء فهم، وقد تم حلها»، مؤكداً أن «الخلافات بين بغداد والأكراد حول قضية كركوك لن تعطل استمرار استخراج النفط في المنطقة».
وأضاف «ستستمر شركة (نفط الشمال) العراقية بالاهتمام بالصناعة النفطية، بصرف النظر من أين جاءت الحلول، سواء من بغداد أو أربيل».