الأزمة المالية تخفض «بوفيه رمضان»

محمد أميري.

أظهر رصد سريع للأنشطة الرمضانية، قامت به «الإمارات اليوم»، تأثرها الواضح بالأزمة المالية العالمية، حيث تراجعت أسعار وجبات الإفطار والسحور في الفنادق فئة «خمس نجوم» بصورة ملحوظة، مقارنة بالموسم الماضي، وتسابقت فنادق للإعلان عن خفض في أسعار الإقامة والخدمات، وعرض خدمة التوصيل المجاني لوجبات الأفطار.

وأعلن بنك محلي عن إقامة «سحور مصرفي» لكبار عملائه، للتواصل معهم، وتعريفهم بمنتجات وخدمات مصرفية جديدة.

وفي السياق ذاته، استغلت شركات تعمل في أنشطة متعددة حلول الشهر الفضيل، لإقامة خيم رمضانية، لجني عوائد مالية تعوض تراجع إيرادات الأنشطة الأساسية للشركة، فضلاً عن تسويق منتجات ومشروعات لها.

وعزا خبير في قطاع الفنادق، تراجع أسعار الإقامة والخدمات الفندقية في شهر رمضان، إلى تراجع كل من السياحة الخارجية، والوفود الزائرة، فضلاً عن وباء «انفلونزا الخنازير».

5 نجوم

وتفصيلاً، كشف رصد سريع، تأثر فنادق فاخرة بتداعيات الأزمة المالية العالمية، وانعكاس ذلك على أسعار الخدمات الفندقية، خصوصاً وجبات الإفطار والسحور.

وتلقى عملاء رسائل إلكترونية من فندق «أتلانتس» في دبي، للترويج لعرض وجبة الإفطار الرمضانية، بسعر يبدأ من 145 درهماً للشخص الواحد، والسحور بسعر 165 درهماً.

أما فندق «المروج روتانا دبي»، فقدم «بوفيه إفطار» متنوعاً بسعر 149 درهماً، كما سيوفر الفندق وجبة إفطار بـ «الطريقة الهندية» بالسعر نفسه، شاملاً رسوم البلدية والخدمة. ودخلت فنادق في الإمارات الأخرى حلبة المنافسة، عندما أعلن فندق «كمبينسكي عجمان» عن عرض يشمل خفضاً في رسوم الإقامة فضلاً عن وجبة افطار بسعر 125درهماً، تتضمن اختيارات متنوعة من قائمة الطعام. كما وفر الفندق «خيمة رمضانية»، بعد الإفطار برسم دخول يبلغ 30 درهماً، متضمناً مشروبين مجاناً.

وأقام فندق ومنتجع «لو ميريديان العقة» في الفجيرة، «خيمة رمضانية»، بوجبة افطار سعرها 75 درهماً، في حين تقدم «السلطات والمقبلات» مقابل 25 ــ 35 درهماً، وتراوح سعر الأطباق الرئيسة ما بين 45 ــ 60 درهماً، أما الحلويات فتتاح مقابل 30 ــ 40 درهماً.

أما فندق «رامادا عجمان»، فقد اتبع أسلوباً مختلفاً للترويج لعروضه الرمضانية، حيث كشف مدير عام الفندق، شهاب لطفي، عن سحوبات على سيارة من نوع «هامر إتش3»، وفرصة «ترقية الغرفة» التي يقيم فيها العميل.

وأوضح أنه «يحق لكل عميل ينفق مبلغ 200 درهم على الغرف أو في قسم المأكولات والمشروبات، أو النادي الصحي المشاركة في السحب»، مضيفاً أن «الفندق الذي يصنف من فئة أربع نجوم، يوفر عرضاً قوياً على الغرف بسعر 250 درهماً للغرفة».

وقال «سيتمكن العملاء من ترقية إقامتهم إلى أجنحة تنفيذية، والحصول على خصم لغاية 15٪ على جلسات (سبا)، والدخول المجاني للنادي الصحي، فضلاً عن (إنترنت) مجاناً في كل غرفة».

وتبلغ تكلفة «بوفيه الإفطار» 80 درهماً للفرد، شاملة حضور حفلات مسائية برفقة عازف عود، و«بوفيه السحور» 55 درهماً».

وكشف «مركز ورزيدينس البستان» عن «بوفيه رمضاني» خاص بالإفطار والسحور، بمبلغ 80 درهماً فقط للفرد الواحد، فضلاً عن احتساب رسوم على ثلاثة أشخاص فقط، في حال الحجز لأربعة أفراد. وسيقدم المركز خدمة توصيل الوجبات مجاناً لمكان العمل أو المنزل.

شركات

كما دخلت شركات مختلفة مجال المنافسة، من خلال إقامة خيام رمضانية للاستفادة من العائد المالي من جهة، والترويج لمشروعاتها ومنتجاتها من جهة أخرى، حيث اقامت مجموعة «دبي للعقارات» خيمتها الرمضانية في فندق «جميرا بيتش ريزيدنس» للعام الثاني على التوالي، بالتعاون مع شركة «سامسونج للإلكترونيات».

وستقدم الخيمة التي تتسع لـ 300 شخص، «بوفيه إفطار» يضم أطباقاً متنوعة، ومن منطقة شمال أفريقيا. وتسعى «المجموعة» لأن تكون «الخيمة» مكاناً مثالياً للتواصل الاجتماعي، وعرض صفقات، واختبار تجربة تسوق جديدة.

من جانبها، أطلقت شركة «ذا أورينتلست» للفن المحاك، المتخصصة في صناعة السجاد اليدوي، مجموعة جديدة من السجاد الخاصة بشهر رمضان.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، ابي باغيري، إن «المجموعة تضم رسماً لآيات من القرآن الكريم، ومعالم إسلامية ودينية تمت حياكتها يدوياً باستعمال أفخر أنواع الحرير والصوف».

وعلى صعيد آخر، وجدت بنوك محلية في شهر رمضان، فرصة كبيرة للتواصل مع عملائها، والترويج لمنتجات وخدمات مصرفية جديدة، حيث قرر «مصرف دبي» إقامة سحور لمتعاملي «خدمة رويال» المصرفية، في «مدينة جميرا».

واعتبر رئيس خدمات المجموعة المصرفية للأفراد في المصرف، محمد أميري، أن «مثل هذه الأنشطة الرمضانية، تمثل جهداً خاصاً من المصرف لتقديم خدمات مصرفية، وتعريف العملاء بها خلال شهر رمضان وطوال العام»، مشيراً إلى أن «تحقيق التواصل والعلاقات الطيبة مع العملاء من الأهداف التي يحرص المصرف على تحقيقها».

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق ومنتجعات «سمايا»، غسان جابر، إن «العروض التي أعلنت عنها الفنادق خلال شهر رمضان تستهدف تنشيط السياحة الداخلية، وزيادة نسب الإشغال، نظراً لتزامن حلول الشهر الكريم مع فصل الصيف الذي تتراجع فيه نسب الإشغال في الفنادق».

وأوضح أن «السياحة الداخلية والخليجية تتراجع في رمضان، فضلاً عن تراجع أعداد الوفود الخارجية، وزوار المؤتمرات والمعارض، لاسيما أن الفعاليات الصيفية انتهت قبل حلول الشهر الفضيل»، متوقعاً أن «تعود نسب الإشغال للمستويات المرتفعة التي كانت عليها، بدءاً من أول أيام عيد الفطر».

تويتر