العروض الترويجية تزيد تنافسية أسواق الـذهب
عزا تاجر ذهب في أبوظبي ارتفاع الأسعار في الفترة الماضية إلى وجود طلب على الذهب من قبل حكومات دول وجدت فيه وسيلة رئيسة للاستثمار والتأمين.
وأكد تجار مشغولات ذهبية ومجوهرات أن «العديد من المحال بدأ في طرح عروض ترويجية، تشمل حسومات سعرية على منتجات معينة، مع تقديم هدايا متنوّعة، لتنشيط المبيعات بعد ركودها، وعزوف البعض عن الشراء، بسبب ارتفاع أسعار الذهب بنسب متباينة أخيرا»، متوقعين «ارتفاع المبيعات بنهاية شهر رمضان بنسب تصل إلى نحو 20٪، بعد تراجعها بنسبة 40٪». وقالوا إن «من المنتظر لمواسم أعياد الفطر والأضحى والميلاد، أن تسهم في إنعاش المبيعات».
وشكا مستهلكون لـ«الإمارات اليوم» ارتفاع أسعار الذهب، وقال أحدهم إنه يدرس تأجيل حفل زفافه، أملاً بانخفاض الأسعار بعد عيد الفطر».
تراجع
وفي التفاصيل، قال المدير المسؤول في محل «جيماني مارتينيلي» للمشغولات الذهبية والمجوهرات، نيشانت دوهرادا، إن «المحال بدأت أخيراً في تقديم حسومات متنوّعة في الأسعار، للتغلب على حالة الكساد التي سيطرت على الأسواق خلال الفترة الماضية جرّاء الأزمة، فضلاً عن ارتفاع أسعار الذهب التي تسببت في عزوف العديد من المستهلكين عن الشراء».
وقدّر دوهرادا معدلات التراجع في حجم المبيعات خلال الفترة الماضية بنحو 40٪، متوقعاً أن «يعود النشاط النسبي للأسواق قريباً مع اعتياد العائلات على شراء المشغولات الذهبية خلال شهر رمضان، وأن تشهد نمواً بنسب تراوح بين 10 و15٪ في المبيعات، خلال أعياد الفطر والأضحى والميلاد».
وأوضح أن «للعروض الترويجية والحسومات التي تلجأ إليها محال المشغولات الذهبية حالياً، أثاراً إيجابية لجذب المستهلكين، الذين يبحثون عن حسومات سعرية خلال الأزمة، ما يزيد من تنافسية أسواق الذهب والمجوهرات حالياً».
وأضاف أن «أسعار الذهب مرتفعة عموماً، مقارنة بفترات سابقة، فضلاً عن أنها ترتفع بشكل عكسي لظروف الأزمة، ما يؤثر سلباً في مؤشرات البيع لدى التجار».
ركود حاد
من جانبه، أكد مسؤول البيع في محل «موماي جيمس» للمشغولات الذهبية في دبي، كالابش باديلال، أن «أسواق الذهب شهدت في الفترات الماضية ركوداً حاداً، وخلت المحال من المستهلكين أياماً عدة، بسبب تراجع حجم الأفواج السياحية، وارتفاع أسعار الذهب، وتناقص رغبة المستهلكين من المقيمين في الشراء».
وبيّن أن «أسعار الذهب ترتفع بأشكال متباينة، حيث بلغت أسعارها حالياً للغرام الواحد كالآتي: فئة (عيار 18) نحو 82 درهماً، فئة (عيار 21) نحو 96 درهماً، وفئة (عيار 22) نحو 100 درهم، وفئة (عيار 24) نحو 109 دراهم».
وأشار إلى أن «شهر رمضان فرصة جيدة للتجار لإنعاش المبيعات، بسبب رغبة العديد من العائلات إتمام مناسبات الزواج خلال فترة العيد، أو بعدها مباشرة»، متوقعاً أن «ترتفع المبيعات بنحو 20٪ مع نهاية الشهر الفضيل».
وفي السياق ذاته، أوضح مسؤول مبيعات في محل «داماس» للمشغولات الذهبية في الشارقة، فضل عدم ذكر اسمه، أن «العروض الترويجية تزيد من تنافسية أسواق الذهب، خصوصاً في المواسم والمناسبات، كشهر رمضان، الذي يعوّل عليه التجار في زيادة المبيعات، لتعويض فترة التراجع الماضية».
حكومات
وقال المدير العام لمجوهرات «غولد سيتي واليمامة» في أبوظبي، عبدالواحد سالم، إن «الطلب على الذهب ارتفع من جانب حكومات دول خلال الفترة الماضية، كوسيلة رئيسة للاستثمار والتأمين، وكونه أفضل من الاستثمار في العملات النقدية التي شهدت تذبذباً كبيراً في أسعارها، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب التي تجاوزت 97.14 درهماً للغرام الواحد (عيار 21)، و83.26 درهماً للغرام الواحد (عيار 18).
وأضاف أنه «نتيجة لذلك، انخفض الطلب من جانب المستهلكين على شراء الذهب خلال الفترة الماضية، وأحجم الشباب بصفة خاصة عن الشراء، كما تأجل العديد من حفلات الأعراس، حسب معرفتي، إلى ما بعد عيد الفطر، أملاً في انخفاض أسعار الذهب، حيث تفرض تقاليد وأعراف محلية في الدول العربية عموماً، شراء الذهب بكميات كبيرة، ما تسبب في مشكلة كبيرة لبعض الشباب، دفعتهم إلى تأجيل زواجهم».
انخفاض
من جانبه، أكد مسؤول البيع في «مجوهرات العروسة» في أبوظبي، محمد حنيفة، وجود انخفاض في المبيعات بعد وصول سعر غرام الذهب إلى 95.98 درهماً (عيار 21)، و86 درهماً (عيار 18)»، لافتاً إلى أن «معظم الزبائن يقبلون على شراء (الذهب الخفيف) الذي يقل وزنه عن 10 غرامات على الأكثر».
أما مسؤول البيع في «مجوهرات السلطان» في أبوظبي، محمد ياسر، فقد أكد «معاناة تجار الذهب من انخفاض المبيعات، بنسب تراوحت بين 20 و30٪»، مشيراً إلى «تأثير ارتفاع الأسعار على تكاليف الزواج بصورة كبيرة، ما دفع بعض الشباب إلى تأجيل حفلات زواجهم».
ويقول مسؤول البيع في محال «الزين للمجوهرات»، هايمونت باتيل، إن «الأيام الثلاثة الماضية، شهدت انخفاضاً طفيفاً في سعر الذهب بعد أن تجاوز سعره سابقاً 100 درهم للغرام الواحد، ما أعطى أملاً في الإقبال على الشراء مرة أخرى، بعد فترة الكساد التي شهدتها السوق»، مشيراً إلى أن «الذهب استثمار طويل الأجل، خصوصاً بعد ان أحجم مستثمرون عن الاستثمار في مجال العقارات، بعد تداعيات الأزمة العالمية».
وأوضح أن «الاختلافات في أسعار بيع الذهب بين المحال، تعود إلى اختلاف تكلفة الصناعة اليدوية بين أنواع الذهب المختلفة، أو ما يعرف بـ (المصنعية)»، نافياً حدوث أي «استغلال من جانب بعض التجار».
وقال «على العكس من ذلك، فإن التجار يعانون قلة عمليات البيع، ويحاولون زيادتها بأية طريقة، وليس من مصلحتهم رفع الأسعار من دون مبرّر».
مستهلكون
وشكا مستهلكون من تفاوت في أسعار الذهب بين التجار في أبوظبي، وطالبوا بفرض رقابة من جانب السلطات المحلية على محال المجوهرات والذهب للتحقق من الالتزام بالاسعار العالمية.
وقالت المواطنة مريم الحمادي، إنها «اعتادت شراء كميات كبيرة من الذهب سنوياً، باعتباره وسيلة من وسائل الاستثمار والأمان للمستقبل، لكن ارتفاع أسعاره العام الجاري، جعلها تعيد النظر في الشراء، لافتة إلى «وجود اختلافات في أسعار غرام الذهب من محل لآخر، ما اعتبرته مسألة غير مفهومة، ولا تشجع على الشراء».
وقال المقيم السوداني، توفيق عبدالصمد إنه «يدرس حالياً تأجيل زواجه إلى ما بعد عيد الفطر»، موضحاً أنه «لم يتصور أن تكاليف الزواج مرتفعة إلى هذا الحد، في وقت أصبحت فيه أسعار الذهب أكثر ارتفاعاً».
وأشار الموظف في إحدى الشركات الهندسية، محمد علي، إلى أن «السبب الرئيس في عزوف المستهلكين عن الشراء، هو عدم سعي التجار لتقديم تسهيلات سعرية في البيـع، ما جـعل الغالبيـة تنتظر انخفاض الأسعار لإتمام حفلات الزواج أو الشراء عموما».