«اتصالات» تنفي وجود عيوب في شاشات «آي فون»
أوضحت شركة «أبل» الأميركية المصنعة لأجهزة الهاتف الذكي «آي فون»، أنه «لا توجد حتى الآن أدلة على أن حالات الانفجار في شاشة الجهاز التي تحدثت عنها تقارير إعلامية غربية، ناتجة عن وجود عيوب في تصنيع بطاريات (ليثيوم إيون) المستخدمة فيه».
من جهته نفى فيه نائب الرئيس التنفيذي للتسويق في مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات»، خليفة حسن الشامسي، أن «تكون المؤسسة تلقت أخيراً أية شكاوى من عملاء لها بخصوص مشكلات انفجار شاشات أجـهزة هـواتف (أي فون)».
وعزا خبير رقابة على الجودة في مصنع للهواتف المتحركة، تحطم زجاج شاشات العرض، إلى وضعها في الجيوب الخلفية للملابس والجلوس عليها، ما يؤدي إلى تحطمها نتيجة الضغط الواقع عليها، وليس نتيجة لشحنة كهربائية زائدة».
وكانت وسائل إعلام أوروبية نشرت تقارير عن حالات انفجار شاشات أجهزة هواتف «آي فون »، و«آي بود» للموسيقى في فرنسا وبريطانيا، بسبب تعرضها لأشعة الشمس»، ما دفع «هيئة الاتحاد الأوروبي لمراقبة سلامة المستهلك»، إلى مطالبة الشركة المنتجة بتقديم معلومات للتعاون في التحقيق حول سلامة تلك الأجهزة.
«أبل»
وفي التفاصيل، قال المتحدث باسم شركة «أبل»، توم فان، إن «الشركة تسلمت عدداً من الأجهزة التي تعرضت لهذه المشكلة، وقامت بتحليلها ودراستها في المعامل التابعة لها»، مضيفاً أنها «خلُصت إلى نتيجة تؤكد أن تحطم زجاج شاشات العرض ناتج عن تعرضها لقوة خارجية، وليس نتيجة ارتفاع الحرارة بسب شحنة داخلية صادرة عن الجهاز».
وبيّن أن «بطاريات (ليثيوم إيون) مستخدمة في أجهزة (آي فون) التي بيع منها أكثر من 30 مليون جهاز حول العالم حتى الآن، فضلاً عن أنها مستخدمة في أجهزة (آي بود) التي بيع منها أكثر من 200 مليون جهاز»، لافتاً إلى أن «عدد الشكاوى لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ما يجعلها حوادث متفرقة».
واكد أن «الشركة ستطلع المسؤولين في المفوضية الأوربية على نتائج التحقيقات التي قامت بها، بعد أن تلقت استفسارات منها في أعقاب نشر هذه التقارير»، موضحاً أن «(أبل) تتمتع بسجل ناصع البياض في مجال معايير الأمان والسلامة، وتوفير أقصى درجات الحـمايـة للمستهلك عـبر قائمـة طويلة مـن المنتجات الإلكترونية الاستهلاكية التي تنتجها».
مكونات بطارية «ليثيوم إيون»
قال خبير الرقابة على الجودة في شركة لتصنيع الهواتف المحمولة، سانتوش شارما، إن «بطاريات «ليثيوم إيون» تضم ثلاثة مكونات رئيسة هي: (الأنود)، و(الكاثود)، و(الإيكتروليت)، موضحاً أن «(الإيونات) تنتقل من (الأنود) إلى (الكاثود) خلال عملية تصريف الشحنة الكهربائية، مخلفة وراءها حرارة، فيما تنتقل (الإيونات) من (الكاثود) إلى (الأنود) خلال عملية الشحن مخلفة وراءها أوكسجين» . وأضاف أن «عُمر البطارية ودرجة الأمان التي تتمتع بها يتوقفان على نوع المواد المستخدمة في عملية التصنيع، التي عادة ما تشتمل على (غرافيت)، و(فوسفات حديد الليثيوم)، و(اكسيد ماغنسيوم الليثيوم). وتتفوق بطاريات «ليثيوم إيون» على البطاريات التقليدية من حيث معدل الوزن إلى كمية الطاقة التي تولدها، فضلاً عن تدني معدل فقدانها للطاقة، والذي لا يزيد على 5٪ شهرياً مقارنة مع 10٪ للبطاريات الأخرى. |
«اتصالات»
وفي السياق ذاته، أوضح نائب الرئيس التنفيذي للتسويق في «اتصالات»، خليفة حسن الشامسي، أنه «لم تظهر أية مشكلات خاصة بأجهزة هواتف (أي فون) المطروحة في أسواق الدولة، أو أسواق مجاورة»، لافتاً إلى «خضوع جميع الأجهزة إلى فحص في مختبر تابع للمؤسسة، قبيل طرحها في الأسواق للتأكد من سلامتها».
وقال لـ«الإمارات اليوم»، إنه «إذا ظهرت بعض المشكلات، فمن الممكن أن تكون بسبب أجـهزة مقلّدة للعلامـة الأصليـة، تتسرب إلى الأسـواق وينخـدع بها بعض المستهلكين»، مؤكداً أنه «في حـال تلقي أية شكاوى من أي عميل، أو التأكد من ظهور تقارير حـول عيوب في تلك الأجهزة، فسيتم الاتصال بالشركـة الأم المصنعة لاتخاذ اجراءات احـترازية لحماية المستهلكين».
«رابيكس»
وعلى الرغم من تأكيد الشركة على سلامة بطاريات «ليثيوم إيون» المستخدمة في أجهزة (آي فون)، إلا أن نظام التحذير السريع «رابيكس» التابع للمفوضية الأوروبية، الذي يراقب المنتجات المعيبة في أسواق 27 دولة أوروبية، رصد حالات انفجار لبطاريات «ليثيوم إيون» في أجهزة هواتف وكمبيوتر محمولة، في عدد من الدول الأوروبية من بينها: السويد وهولندا وفرنسا وبريطانيا.
ووفقاً لإحصاءات «رابيكس»، فإن عدد المنتجات المعيبة التي تم رصدها في الأسواق الأوروبية تضاعف من 388 منتجاً عام 2004 إلى 924 منتجاً عام ،2006 حيث شكلت الصدمات الكهربائية الناتجة عن استخدام أجهزة إلكترونية نسبة 25٪ من الحالات، فيما شكلت حالات الحروق نسبة 18٪ فقط من الحالات.
سوء استخدام
من جانبه، قال خبير الرقابة على الجودة في شركة لتصنيع الهواتف المحمولة، سانتوش شارما، إن «بطاريات «ليثيوم إيون» معروفة ومستخدمة في صناعة السلع الإلكترونية المحمولة منذ فترة طويلة، حيث أثبتت كفاءة عالية، ما فتح مجالات عدة لاستخدامها في صناعة السيارات والصناعات الفضائية والدفاعية».
وأرجع شارما تزايد الإقبال على استخدام هذا النوع من البطاريات إلى «الموصفات والأداء العالي الذي تتمتـع بـه، مقارنـة مع أنـواع بطاريات أخرى مثل (كربون زنك)، و(الكاليين)، و(نيكل كادميوم)».
وقال إن «العيوب التي تظهر في أجهزة الهاتف المحمول التي تعمل ببطاريات «ليثيوم إيون» تعود إلى سوء الاستخدام، وسوء التعامل مع هذه الأجهزة، مثل تكرار إعادة شحنها من دون نفاد كمية الطاقة المخزّنة داخلها من عمليات الشحن السابقة، ما يؤدي إلى تغيرات دائمة في الخواص الكيميائية للمواد المستخدمة في الصنع».
وأشار إلى أن «شركة (أبل) المصنعة لأجهزة (آي فون) تحدد بدقة مواصفات البيئة المثلى لعمل الأجهزة، التي تشمل: درجة الحرارة بين صفر و35 درجة مئوية في حالة التشغيل، وبين (سالب 2 و45 درجة مئوية، في حالة عدم التشغيل. كما يجب أن تراوح نسبة الرطوبة بين 5 و95٪، وألا يزيد أقصى ارتفاع للأماكن التي تستخدم فيها الأجهزة على 10 الآف قدم أو 3000 متر».
وبيّن أن «عدد حالات استدعاء بطاريات «ليثيوم إيون» من الأسواق على مستوى العالم، نتيجة وجود عيب بها لا يتجاوز 1٪ فقط»، مشيراً إلى أن «تحطم زجاج شاشات العرض يعود في كثير من الحالات إلى وضعها في الجيوب الخلفية للملابس والجلوس عليها، ما يؤدي إلى تحطمها نتيجة الضغط الواقع عليها، وليس نتيجة لشحنة كهربائية زائدة».
وأضاف أن «شاشات العرض اللمسية في جهاز (آي فون) تعتمد على وجود لوحة إلكترونية تحت زجاج شاشة العرض، تستشعر الأوامر الصادرة إلى الجهاز، من خلال تقنية الحقول الكهربائية، وتقوم بدورها في تحـويل هـذه الأوامر إلى إشارات الكترونية إلى شاشة الكريستال السائل أسفلها».
وقال إن «الأجيال الجديدة من بطاريات «ليثيوم إيون» مزوّدة بحساس يمنعها من العمل في حالة ارتفاع درجة الحرارة، كما أنها تحتوي على منظم إلكتروني يمنع مواصلة عملية الشحن عند وصول الطاقة المخزنة داخل البطارية إلى حدها الأقصى»، لافتاً إلى أن «هذه التحسينات تزيد في المقابل في تكاليف ووزن الجهاز» .
نصائح
ونصح مستخدمي جهاز «آي فون» بـ «عدم تشغيل التطبيقات كافة معاً، لتخفيف الأحمال الزائدة على البطارية، ومنع ارتفاع درجة حرارتها»، موضحاً أن «تشغيل تطبيقات عدة، خصوصاً ملفات الفيديو يؤدي إلى ضغوط كبيرة على البطارية، ويولد درجة حرارة عالية».
وحـول جهـاز «آي فــون» مـن طراز «3 جي»، قال شارما إنه «يحتاج إلى خمس ساعات شحن في المتوسط، فيما يحتاج طراز «2 جي» إلى 12 ساعـة شحن، ما يجـعله قادراً عـلى توفير 12 ساعـة عمل عـبر الإنترنت، وثلاث ساعات تشغيل لملفات الفيديو، و300 ساعة تشغيل لملفات الصوت».