تحلية المياه حل لندرتها
يتوافر على وجه الأرض تقريبا 1385 مليون كيلومتر مكعب من المياه، 5.97٪ منها عبارة عن مياه مالحة توجد في المحيطات والبحار، و5.2٪ مياه عذبة تصلح للنباتات والحيوانات والإنسان.
وأما المياه العذبة، فإن نسبة 90٪ منها غير متاحة للاستخدام الآني لأنها تتركز في القطبين الشمالي والجنوبي في شكل كتل ضخمة وجبال ثلجية، ولا يتوافر في الوقت الراهن للاستخدام الآدمي والكائنات الحية الأخرى سوى 26.0٪ من إجمالي المياه العذبة، وهو ما يصل حجمه إلى 93 ألف كيلومتر مكعب، يتم استخدام 014.0٪ منها لأغراض الشرب، حيث إن معظم المياه العذبة مخزن في باطن الأرض أو الغيوم، وهذا يعني أن نسبة 74.99٪ من المياه العذبة غير متاحة للاستخدام حالياً.
وفي الوقت الذي يتم فيه سحب المزيد من المياه من باطن الأرض بنسب أكبر من معدلات التغذية الجوفية، فإن العالم يواجه بشكل متزايد معضلة في نقص مياه الشرب، ففي عام 2003 قدرت إحصاءات الأمم المتحدة أن 40٪ من سكان العالم يعيشون في مناطق تتراوح بين الاعتدال والندرة في توافر المياه، وتنبأت تلك الإحصاءات بأن أكثر من ثلثي سكان العالم (5.5 مليارات نسمة) سيعيشون في هذه المناطق بحلول عام ،2025 ومع ازدياد مشكلة ندرة المياه العذبة تحولت العديد من الدول إلى تحلية المياه لمواجهة متطلباتها المتزايدة من المياه على الرغم من تكلفتها العالية.
وتعد الدول ذات الموارد المائية الشحيحة والتي تتمتع بطاقة رخيصة، المستخدم الأول لتكنولوجيا التحلية للحصول على المياه العذبة، وفي الوقت الراهن تستخدم دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط هذه الطريقة للحصول على حاجتها من المياه، فضلاً عن ذلك فإن دولاً مثل أستراليا والولايات المتحدة وجنوب إفريقيا والصين تستخدم تكنولوجيا التحلية بشكل متزايد لأسباب تتعلق بالنقص الكبير في المياه العذبة.
وفي حقيقة الأمر، فإن تحلية المياه ليست في جميع الأحوال عملية زهيدة التكلفة، فقد جاء في تقرير تطوير المياه العالمية الصادر عن الأمم المتحدة عام 2006 أن أحدث أنواع مصانع تحلية المياه ينتج المياه العذبة بتكلفة تتراوح بين 45.0 إلى 00.1 جنيه إسترليني للمتر المكعب الواحد، على الرغم من أن التكلفة الحقيقية تعتمد على نوعية المياه المتوافرة وحجم المصنع وتكلفة الطاقة وبعض العوامل المحلية الأخرى.
ويوجد أكبر مصانع تحلية المياه في العالم في منطقة جبل علي (المرحلة الثانية) في دبي، وينتج 300 مليون متر مكعب من المياه في العام، كما أن مصنع «تامبا باي» لتحلية المياه يعد من أكبر المصانع من هذا النوع في الولايات المتحدة، حيث بدأ عام 2007 بإنتاج 95 ألف متر مكعب من المياه في اليوم، ويشكل إنتاج هذا المصنع من المياه العذبة في الوقت الحالي 12٪ من حجم إنتاج مصنع التحلية في جبل علي.
ويتنبأ المحللون بتدني كلفة تحلية المياه خلال الفترة الممتدة بين 10 إلى 50 عاماً مقبلة، وعلى كل حال فإن التكلفة الأساسية تتركز على الطاقة.
وفي الوقت الذي تنخفض فيه تكلفة تحلية المياه بسبب التقدم التكنولوجي، فإن بعض الدراسات تؤكد أن تحلية المياه هي الحل الأمثل للمناطق التي تعاني نقصاً مريعاً في المياه العذبة، بيد أن ذلك لا ينطبق على المناطق الفقيرة أو البعيدة عن البحار والمحيطات أو الواقعة في المرتفعات العالية.
ولسوء الحظ، فإن بعض المناطق الفقيرة في الموارد المائية العذبة ستعاني بشدة، وهي تلك المناطق التي لا يمكن جلب المياه إليها إلا بعد رفعها إلى ارتفاع أكبر من 2000 متر أو ترحيلها إلى مسافة تبعد أكثر من 1600 كلم.
وفي الواقع، فإن ترحيل المياه من مكان لآخر يعتبر أكثر اقتصادية من تحليتها، وفي المناطق البعيدة عن البحر، مثل نيودلهي في الهند، أو المرتفعة مثل العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي، فإن كلفة تحلية المياه تبلغ ضعفي كلفة ترحيلها، كما أن تحلية المياه تعتبر مكلفة للمناطق البعيدة عن البحر والمرتفعة مثل الرياض في السعودية، وهراري عاصمة زيمبابوي.
وفي كثير من المناطق تعتبر كلفة تحلية المياه وليس ترحيلها هي الكلفة الوحيدة، ولهذا فإن تحلية المياه تعتبر أقل تكلفة في مناطق مثل العاصمة الصينية بكين، والتايلندية بانكوك، وأيضاً المدن الساحلية مثل العاصمة الليبية طرابلس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news