تقنيـات هندسية متفردة لإكساء «برج دبي»
قال مصدر في شركة «إعمار العقارية»، إن «مواد الإكساء الخارجية التي استخدمت في «برج دبي» اعتمدت تقنيات هندسية متفردة شملت تركيبة متطورة من الزجاج العاكس والألمنيوم والألواح المصنعة من الفولاذ غير القابل للصدأ، حيث يعد الانتهاء من تنفيذ أعمال الواجهة الخارجية إنجازاً عالمياً في علوم هندسة الأبراج الشاهقة في العالم».
وأشار المصدر إلى أن أكثر من 200 حجم مختلف من الألواح المراعية لنحو 18 شرطاً وخاصية عالمية محددة من شروط الصلابة، استخدمت في إكساء واجهة «برج دبي».
وكان «برج دبي» حطم في وقت سابق من العام الجاري الرقم القياسي العالمي على مستوى ارتفاع ألواح الألمنيوم التي تم تركيبها في أي مبنى في العالم على الإطلاق، بارتفاع 512 متراً، بعد أقل من عام واحد على بدء تنفيذ الإكساءات الخارجية.
وقال المصدر إنه «استخدم 24.348 لوح إكساء خارجيا، حيث تم تركيب اللوح الأخير ويزن 750 كيلوغراما على ارتفاع يتجاوز الـ662 مترا». ولفت إلى أن «البرج حقق إنجازاً غير مسبوق في مجال تركيب ألواح الواجهة الخارجية على أطول ناطحة سحاب في العالم».
وكانت «شركة الألمنيوم العربية»، بالتعاون مع شركة «فار إيست ألمنيوم» التي تتخذ من هونغ كونغ مقراً لها، بدأت أعمال الإكساء الخارجي في مايو ،2007 وشارك في تنفيذ هذه العملية المعقدة أكثر من 380 مهندساً وتقنياً.
وقال المدير العام لشركة «الألمنيوم العربية»، بشار كيالي، إن «الشكل الهندسي لتصميم البرج فرض علينا استخدام أعلى مستويات الجودة والتنسيق، خصوصاً مع استخدام هذا الحجم الهائل من ألواح الألمنيوم لإكساء البرج»، وبين أنه «بالإضافة إلى ذلك، تم منح اهتمام خاص لمراعاة درجات الحرارة المحيطة بالبرج في الخارج، ومراعاة ضرورة استخدام الطاقة بكفاءة خلال عملية الإكساء».
وأوضح أنه «على سبيل المثال، فإن الألواح التي صنعت من نحو 103 آلاف متر مربع من الزجاج تكفي لتغطية 14 ملعباً لكرة القدم بالمواصفات العالمية».
ويشهد يوم 4 يناير المقبل الافتتاح المرتقب لـ«برج دبي»، أطول ناطحة سحاب في العالم.
وينظر إلى «برج دبي» بوصفه تحفة معمارية ذات جماليات استثنائية، مع حجم الإنجازات المحققة على المستويين الهندسي والإنشائي للبرج، ومن المتوقع أن تتدفق أعداد كبيرة من الزوار إلى شرفة المراقبة «قمة البرج»، للتمتع بإطلالات غير مسبوقة على مدينة دبي.
ويبلغ ارتفاع «برج دبي» أكثر من 800 متر، ويضم أكثر من 160 طابقاً، حيث يعد أعلى مبنى شيده الإنسان على مر التاريخ.
وكانت سرعة الرياح الشديدة في الارتفاعات الشاهقة للبرج أبرز التحديات الرئيسة، وعمل الفريق الهندسي لتجنب أي مخاطر عند العمل ضمن الطوابق العليا من البرج، وتم تركيب الألواح الخارجية على القسم السفلي من البرج ليتم رفعها بعد ذلك إلى الارتفاع المحدد، وتركيبها بأمان.
ويتمثل التحدي في المحافظة على نظافة الواجهة الخارجية لـ«برج دبي» وتألقها طوال الوقت، وتم لهذا الغرض بناء 18 وحدة لتنظيف النوافذ ضمن البرج تشمل تسع وحدات مثبتة على مسارات تضم كل منها ذراعاً قابلة للمد بطول 20 متراً لضمان الوصول إلى كل الألواح وتنظيفها بعناية فائقة.
وقال كيالي «بعد أن أنجزت عملية الإكساء الخارجي في مثل هذا الارتفاع الشاهق، يكون «برج دبي» قد تجاوز حدود الهندسة، إلى آفاق أعلى بكثير من التي بلغتها في أماكن غيره من العالم».
وبين أن «كل جانب من جوانب البرج يعمل كما لو كان يمثل مرجعية لممارسات ناطحات السحاب في العالم»، وأردف «إن برج دبي الذي يعد رمزاً للنمو المستدام في إمارة دبي ومنطقة الخليج عموما، تقدم نحو آفاق جديدة خلال فترة زمنية قصيرة».
قال المدير العام لشركة «الألمنيوم العربية»، بشار كيالي، «تصل مساحة ألواح الفولاذ المقاوم للصدأ المستخدمة في البرج إلى 15.5 ألف متر مربع، أي ما يعادل مساحة 34 ملعباً من ملاعب كرة السلة».
وأردف «الطول الإجمالي لقطع منع التسرب، يصل إلى مليوني متر».