«برج دبي» يتجه لإعادة رسم خريطة السياحة في المنطقة
قال خبيران سياحيان إن «برج دبي» سيضع الإمارة على قمة الوجهات السياحية في العالم، وسيعيد رسم خريطة السياحة في منطقة الشرق الأوسط، بصفته معلماً رئيساً، ووجهة أساسية للسياحة العالمية. وأوضحا لـ«الإمارات اليوم»، أن مستوى الفخامة الذي بدا عليه «برج دبي»، يجذب سياحة الأغنياء، التي تتسم بارتفاع مستوى الإنفاق السياحي، لافتين إلى أن تراجع أسعار الفنادق خلال العام الجاري، وزيادة العروض السياحية، سيستقطب شريحة جديدة من السياح من متوسطي الدخل، رغبة في مشاهدة أطول ناطحة سحاب في العالم. وأضافا أن دبي تضم العديد من المعالم السياحية التي تمكنها من اجتذاب السياح، والتأثير في حركة السياحة الوافدة إلى الدولة بشكل إيجابي ملموس، ويمكن رصده خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
إلى ذلك، قال سائحان إنهما انبهرا بالمستوى الذي بدا عليه «برج دبي» من الخارج، مشيرين إلى أنه يرسخ لدى زائريه روح الإصرار التي يتمتع بها أهل دبي لتحقيق كل ما يمكن أن يصفه العقل البشري بأنه مستحيل.
يذكر أن صحيفة «تايمز» البريطانية، اختارت دبي ضمن أفضل ثماني وجهات سياحية لقضاء شتاء العام الجاري.
وتتوقع مؤسسة مطارات دبي، أن يصل إجمالي عدد المسافرين عبر المطار إلى 40.6 مليون مسافر نهاية العام الجاري، وأن يرتفع إلى نحو 46 مليون مسافر العام المقبل.
خريطة السياحة
وتفصيلاً، قال المدير العام في شركة سكاي ماكس للسياحة، خالد سامي، إن «(برج دبي) سيعيد رسم خريطة السياحة في المنطقة، وسيكون وجهة مفضلة للسياحة العالمية، حيث يربط بين اسم دبي، وبين ناطحة السحاب الأطول في العالم»، لافتاً إلى أن «البرج سيضع دبي على قمة الأسواق السياحية في العالم».
وأشار إلى أن «افتتاح البرج سيعمل على دفع سوق السياحة في الإمارات، والذي عانى خلال الفترة الماضية، بسبب تداعيات الأزمة العالمية، والحملة الإعلامية التي تعرضت لها دبي من وسائل إعلام عربية وغربية»، لافتاً إلى «تراجع معدلات السياحة بنسبة تصل إلى 30٪ خلال الربع الأخير من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي».
وأضاف أن «(برج دبي) يضيف المنتج السياحي الأهم في الإمارة، حيث سيصبح المعلم الرئيس فيها، مثل (برج إيفل) في باريس، و(ساعة بيغ بن) في لندن، والمتاحف التاريخية، وغيرها من المعالم السياحية التي تجذب السياح حول العالم». وأضاف أن «ما يدعم البرج وجوده ضمن أرقى كيلومتر مربع في العالم، وهي منطقة (وسط مدينة برج دبي)».
وأكد سامي أنه «تم تتويج حزمة المنتجات المقدمة للسائح الزائر لدبي بـ(برج دبي)، خصوصاً وأنه سيجذب عدداً كبيراً من السياح أصحاب معدل الإنفاق المرتفع، مع وجود فنادقه الفخمة التي تديرها مجموعة (جورجيو أرماني) في مبنى البرج».
وتابع «توجد حول البرج مجموعة مهمة من الفنادق الفخمة، كما أن تراجع أسعار الفنادق الصغيرة في الإمارة، أدى إلى جذب شريحة أخرى من السياح أصحاب الدخول المتوسطة الذين سيأتون إلى دبي لمشاهدة البرج من الخارج، والحصول على لقطات من شرفته التي تعد الأعلى في العالم».
وقال إن «الخدمات السياحية والترفيهية الموجودة في دبي كفيلة بأن تستقطب كبار الشخصيات والتنفيذيين في العالم لقضاء عطلات الشتاء، وعيد الميلاد ورأس السنة»، مؤكداً أنه «يمكن رصد التأثير في حركة السياحة الوافدة إلى الدولة بشكل إيجابي ملموس، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة».
سياحة مستدامة
من جانبه، قال المدير الإقليمي للمبيعات والتسويق في فنادق روتانا دبي والإمارات الشمالية، نعيم دركزلي، إن «السياحة المستدامة هي الحل الأمثل في الوقت الحالي، لمواجهة تأثيرات الأزمة المالية، وبالتالي فإن كل مدينة تهدف إلى زيادة السياحة بانتهاج هذا المبدأ لجذب السائح على المدى الطويل، والسعي لإيجاد معالم تنافس بها في السوق السياحية العالمية». وأضاف أن «(برج دبي) يدعم الاتجاه إلى السياحة المستدامة، فضلاً عن مشروعات أخرى، مثل (جزيرة النخلة)، و(مرسى دبي)، و(وسط مدينة برج دبي)، ومشروعات أخرى قيد التنفيذ».
ولفت إلى أن «هذا المعلم المهم سيجذب السياح من كل بلدان العالم، حيث سيتمتع السائح بمنتجات عدة في آن واحد، وسيرى اطول خط قطار دون سائق في العالم، وأحد أكبر المراكز التجارية في العالم (دبي مول)، ومركزي التزلج على الجليد في (دبي مول)، و(مول الإمارات)».
وأضاف أن «(برج دبي) جزء من عوامل عدة تضع الامارة بقوة على خريطة السياحة العالمية، وتجعلها قادرة على المنافسة مع الدول السياحية المهمة لتصبح على قمة الوجهات السياحية في العالم». وأوضح أنه «فضلاً عن صناعة الترفيه الموجودة في دبي، فإنها مركز إقليمي للشركات العالمية».
انبهار وفخامة
إلى ذلك، قــال سائحـان زارا منطـقة «بــرج دبــي»، إنهما انبـهرا بالمستوى الذي بدا علــيه الـبرج من الخــارج. وقال السائح البريطاني، جون ماك آرثر، الذي يزور دبي ضمن رحلة سياحية، إنه «سعيد بمستوى فخامة وشموخ هذا البرج»، لافتاً إلى أن زيارته لدبي لن تكون الأخيرة.
وأضاف أن «هناك أشياء عدة تجذبك إلى دبي، لكن برجها تحديداً يرسخ روح الإصرار لدى أهل دبي، لتحقيق كل ما يمكن أن يصفه العقل البشري بأنه مستحيل».
بدوره، قال السائح السعودي، حسن عبدالله، إن «دبي تقدم كل الخيارات للسائح، فقد أبهرت العالم بالعجائب التي أنجزتها خلال السنوات الخمس الماضية، واختتمتها بقرب افتتاح (برج دبي)». وتابع «يشغل (برج دبي) الرأي العام العالمي، ويتجلى تحدي دبي واضحاً في افتتاحها لهذا المشروع الضخم، رغم مواجهتها لحملة شرسة تحاول النيل من إنجازاتها التي هي فخر لكل عربي».
وأكد عبدالله أن «دبي نجحت في تأسيس صناعة ليس لها مثيل في الخليج العربي، هي صناعة الترفيه التي تتفوق فيها دون منازع».