شــركات عـالمـية تســوّق منتجـاتـها «الحلال» عبر دبي
كشفت شركات عالمية متخصصة في صناعة منتجات «الحلال» الغذائية، من لحوم ودواجن، عن توجهها لاتخاذ دبي منفذاً لأسواق الخليج العربي والمنطقة، لطرح منتجاتها، والاستفادة من حجم النمو في الطلب على تلك المنتجات، لافتة إلى استثمار المقومات التجارية التي تتميز بها الإمارة، لتيسير عمليات إعادة التصدير والاستثمار.
وأشار مسؤولو تلك الشركات لـ«الإمارات اليوم»، عقب مشاركتهم في معرض الخليج للأغذية «غلفود 2010»، الذي أنهى أعماله أخيراً في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، إلى أن أسواق الدولة والمنطقة لها قدرة استيعابية متنامية للمنتجات (الحلال)، التي حققت معدلات نمو خلال الفترة الماضية بنسب تصل إلى نحو 70٪، دون أن يتأثر حجم الطلب عليها جراء ظروف الأزمة المالية.
وأوضحوا أن عدداً من الشركات وقع اتفاقات للتوسع في أسواق الدولة، بينما تجري أخرى مباحثات مع وكلاء محليين ومؤسسات متخصصة، لطرح منتجاتها في الأسواق المحلية، وأسواق خليجية، لافتين إلى أنه سيتم طرح منتجات بطرق مبتكرة، ورفع مستوى معايير الجودة، فضلاً عن طرح منتجات جديدة، مثل الدواجن التي تحتوي أحماض «أوميغا 3»، ذات الفوائد الصحية المختلفة.
سوق الأغذية الحلال قدرت تقارير حديثة صدرت من الاتحاد العالمي للأغذية الحلال، أخيراً، ان تصل قيمة سوق الأغذية الحلال في منطقة الشرق الأوسط بحلول نهاية العام الجاري، الى نحو 45 مليار دولار، عازية ذلك إلى تصنيفها سوقاً رئيسةً للمنتجات الحلال في العالم. وبيّنت أن السوق تعتمد اعتماداً كبيراً على الواردات من السلع «الحلال»، مشيرة إلى أن الإمارات تستورد ما قيمته 150 مليون دولار من تلك المنتجات سنوياً، بينما تُقدّر قيمة تجارة إعادة التصدير من الإمارات إلى أسواق المنطقة حالياً ما بين 30 و50 مليون دولار. وقدرت دراسات لمؤسسة «بزنس مونيتور إنترناشونال» قيمة سوق الأغذية الحلال في العالم بأكثر من 650 مليار دولار خلال الفترة الماضية. |
الانطلاق من دبي
وتفصيلاً، قال المدير التجاري في شركة «إيسلا ديليس» لمنتجات الحلال الفرنسية زكريا العوير، إن «الشركة تسعى من عمليات طرح منتجاتها في أسواق دبي والدولة، إلى التوسع نحو الأسواق الخليجية»، لافتاً إلى أن «الشركة تنتج نحو 2000 طن أسبوعياً من الدواجن».
وأشار إلى أن «دبي تُعد مركزاً إقليمياً مناسباً للتوسع في منتجات الأغذية الحلال، وفقاً لمميزات الأسواق التجارية المختلفة بها»، موضحاً أن «أسواق الحلال عموماً حققت نمواً يقدر بنحو 70٪ خلال الفترة الأخيرة، في مختلف أنحاء العالم، مع زيادة في حجم الثقة في استهلاكها من جانب المسلمين أو غيرهم».
وأضاف أن «زيادة تنافسية الأسواق، أصبحت تحكمها معايير زيادة الجودة، واختلاف المنتجات المبتكرة، فضلاً عن مزايا استيعاب الأسواق للمنتجات المختلفة»، مبيناً أن «خطط الدخول للأسواق الخليجية عبر الإمارات، جاءت بعد تحقيق خطط متنامية للتصدير في أسواق أوروبية».
من جانبها، أكدت المديرة التنفيذية في شركة «جيومين ساتسيفا اكشن» السنغافورية لمنتجات الأغذية الحلال ساميش سليمان، أن «شركتها تسعى للتوسع في الأسواق الخليجية، عقب التصدير لمنافذ بيع في دبي والدولة، خلال الفترة الماضية»، مشيرة إلى أن «التوسع عبر دبي، يأتي ضمن خطط تشمل المنافسة بمنتجات اللحوم الحلال المبتكرة الصنع، والمعدة بطرق آسيوية مبتكرة».
وأضافت أن «نمو الطلب على المنتجات الحلال، يزيد من فرص تنفيذ خطط التوسع في عمليات التصدير في أسواق المنطقة، عبر تقديم منتجات مختلفة عن مثيلاتها في الأسواق، واعتماد طرق تصنيع تقليدية آسيوية للحوم الحلال ومشتقاتها».
دواجن صحية
وفي السياق ذاته، كشف مساعد مدير التسويق الدولي في شركة «أي أس رانكوا»، لإنتاج منتجات الدواجن الحلال، هاكتور إيشفيرا، عن أن «الشركة تجري مباحثات للتوسع في أسواق المنطقة، وطرح منتجات جديدة للدواجن الحلال، لزيادة القدرات التنافسية في الأسواق».
وأوضح أن «الدواجن الحلال المبتكرة، تحتوي على أحماض (أوميغا 3) غير المُشبعة، التي تتضمن فوائد صحية عدة».
وأضاف أن «منتجات الدواجن التي يطلق عليها (صحية)، تنتج في مزارع أميركا اللاتينية، ويتم التحكم في تربيتها بمعدات تكنولوجيا حديثة، دون حقن، بهدف تحفيز نموها، أو حقنها بمضادات حيوية، بل تتم تغذيتها بشكل طبيعي من خلال وجبات خاصة تحتوي على أحماض (أوميغا 3) التي تشمل فوائد صحية منها خفض ضغط الدم، وضبط نسب السكر في الدم، فضلاً عن خفض معدلات الكوليسترول، وتقليل فرص الإصابة بالحساسية، ومنع أمراض القلب الوعائية».
وبيّن أن «الشركة تسعى للاستفادة من عدم وجود منتجات مماثلة في الأسواق لتلك الأغذية الحلال المبتكرة، التي يتم إنتاجها وفقاً لمعايير الشريعة الإسلامية، تحت إشراف جهات متخصصة، ويتم إعدادها لتشمل تلك الخصائص الصحية بشكل طبيعي»، لافتاً إلى أن «أسواق الحلال حققت نمواً بنسبة 70٪ في مختلف الأسواق العالمية، على الرغم من ظروف الأزمة العالمية، ومن ضمنها أسواق المنطقة التي تحتوي قدرات استيعابية كبيرة وتنافسية».
إلى ذلك، قال مدير الشرق الأوسط وإفريقيا للعمليات الدولية التابع لمؤسسة سنغافورة العالمية، دين تان، إن «شركات الأغذية السنغافورية تبذل جهوداً كبيرة للتركيز على التوسع بمنتجاتها من الأغذية الحلال في أسواق الامارات، ومنها إلى أسواق المنطقة، خصوصاً أسواق السعودية».
أما النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي، تريكسي لو، فقال إن «(معرض غلفود) استطاع خلال دورته السابقة جذب عدد كبير من الشركات العالمية في مجال صناعة الأغذية الحلال والمشروبات، ولم تقتصر المشاركة على مجموعة الموردين العالميين فقط».