«تأمين السفر» لا يغطّي إلغاء الرحلات الجوية بفعل الكوارث
أكد خبراء أن معظم وثائق تأمين السفر لا تغطي تأجيل أو إلغاء الرحلات الجوية الناجمة عن الكوارث الطبيعية، ولفتوا إلى أن معظم الشركات أعلنت عدم تحملها لمثل هذه الخسائر، مشيرين إلى أن العروض التي تقدمها البنوك والمؤسسات على منتجاتها تخضع في النهاية إلى شـروط وثائق التأمين.
وأوضحوا أن وثائق تأمين السفر تنطوي على العديد من البنود مثل الوفاة، والمخاطر الصحية، وفقدان الأمتعة، وكل من تلك الأنواع يُضاف على حدة إلى الوثيقة، ومعظم العملاء لا يلجأون إلى شراء تأمين تأخير وإلغاء الرحلات نظراً لأهمية الأنواع الأخرى، غير أن العديد بدأ يدرك أهمية هذه الوثائق في الفترة الأخيرة.
لا تعويض
وتفصيلاً، قال رئيس اللجنة الفنية العليا لجمعية الإمارات للتأمين، مدير عام شركة البحيرة الوطنية للتأمين، نادر القدومي، إن «وثائق تأمين السفر في المنطقة لا يغطي معظمها تأجيل أو إلغاء الرحلات، فغالباً ما تنصبّ تلك الوثائق على الموت والمخاطر الصحية وفقدان الأمتعة أو الأوراق الرسمية»، موضحاً أن «وثيقة تأمين السفر الدولي عبارة عن تعهد من شركة التأمين بتغطية المخاطر المتعلقة بسفر المستفيد إلى الخارج مقابل قسط يتم دفعه إلى شركة التأمين وفقاً للنطاق والتحديدات والشروط والاستثناءات التي يتم الاتفاق عليها بين العميل وشركة التأمين».
ولفت إلى أن «الأحداث الجارية الآن في الكثير من مطارات أوروبا واضطرار كل شركات الطيران المتجهة إليها لإلغاء رحلاتها لا تشملها وثائق تأمين السفر، كونها ناتجة عن كارثة طبيعية، فقد أعلنت معظم الشركات عدم تحملها هذه الخسائر بما فيها الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)».
وحول تقديم بعض البنوك عروض تأمين تأجيل وإلغاء الرحلات المتضمنة على بطاقات الائتمان، قال القدومي إن «هذه العروض تتم بالاتفاق مع شركات التأمين، وعلى الشركات أن تعوض حملة تلك الوثائق في حال نصت على التعويض في مثل تلك الظروف».
قراءة البنود
من جهته، قال نائب المدير العام في شركة تكافل الإمارات، بشار الخطيب، إن «وثائق تأمين السفر لا يشمل معظمها تعويض العميل عن تأخير أو إلغاء الرحلات الجوية بسبب الكوارث الطبيعية»، وعزا هذا إلى «قلة الوعي التأميني الذي يغلب على المنطقة، ومعرفة فوائد ومميزات وثائق تأمين السفر».
وأشار إلى أنه «مع الفوائد العديدة التي توفرها وثيقة تأمين السفر الدولي، ينبغي ألا يتعجل عملاء التأمين قراءة بنود وثائق التأمين على السفر التي يملكونها، بل ينبغي أن تقرأ بعناية بالغة كل بنود وثيقة التأمين قبل أن تبرم، لمعرفة نطاق التغطية ومبالغ التعويض والاستثناءات والشروط التي وضعتها الشركة في وثيقة تأمينها، ولاستيضاح الواجبات التي تمليها وثيقة التأمين على كل الأطراف».
وأضاف أن «العروض التي تقدمها البنوك والشركات على منتجاتها لتغطية أضرار تأخير وإلغاء الرحلات لا تكون جدية في مثل هذه الحالات، فمعظمها لا يغطي أي شيء ناتج عن الكوارث الطبيعية، فضلاً عن قياس مدى تضرر العميل، وهل إلغاء الرحلة تسبب في خسـائر للعملاء من عدمه».
قلة الوعي
إلى ذلك، أكد الرئيس التنفيذ لشركة عمان للتأمين، عبدالمطلب مصطفى، أن «قلة وعي المستهلك في المنطقة دفعت حجم مبيعات وثائق التأمين على السفر إلى التراجع بشكل كبير، وهذه الوثائق تشمل العديد من البنود وأنواع التأمين المختلفة، والنسبة القليلة التي تشتري تلك الوثائق لا تشتري جميع أنواع التغطية المتاحة لحالات السفر، لكن معظمها يأخذ تأمين السفر الصحي أو الوفاة أو ضياع الحقائب، لذلك نسبة وثائق تأمين السفر التي تغطي التأخير وإلغاء الرحلات الجوية تكاد تكون معدومة».
وتابع مصطفى أن «وثائق التأمين العادية لا تغطي مخاطر الفيضانات والزلازل والكوارث الطبيعية، لذلك على العملاء الراغبين في الحصول على هذه التغطية التأمينية إضافة هذه المخاطر أثناء شرائهم وثائق التأمين مقابل مبلغ بسيط، بحيث ترتفع قيمة الوثيقة بنسبة 10٪ تقريباً».