«نفط الهلال»: 750 مليار دولار القيمة السوقية لشركات النفط الوطنية

دعا المدير التنفيذي لشركة نفط الهلال، بدر جعفر، إلى صياغة نموذج جديد من الشراكة بين القطاعين الخاص والحكومي، في مجال إمداد النفط والغاز، مبيناً أن القيمة السوقية الإجمالية للشركات الوطنية الكبرى حالياً تبلغ نحو 750 مليار دولار، بفارق ليس ببعيد عن القيمة السوقية الإجمالية للشركات الخاصة الكبرى، والتي تبلغ تريليون دولار.

وقال في بيان صدر من الشركة، أمس، إنه «ومع تزايد تحديات إمداد النفط والغاز، فإن فقدان الترابط بين الشركات الحكومية والخاصة يعيق نمو هذا القطاع»، مؤكداً وجود خلل في بنية صناعة النفط والغاز الحالية.

وأوضح أن «العلاقة التقليدية بين شركات النفط الوطنية والقطاع الخاص، لاسيما شركات النفط العالمية، تتلخص بالتزام شركات النفط العالمية بتوفير رؤوس الأموال والخبرات الفنية لشركات النفط الوطنية، لقاء تقديم هذه الأخيرة تسهيلات لنفاذ الشركات العالمية إلى الموارد والعائدات الاقتصادية، خصوصاً بموجب اتفاقات الامتياز»، لافتاً إلى أن نموذج العمل هذا بدأ يتضاءل حالياً، إذ لم تعد شركات النفط الوطنية ضعيفة مالياً، أو محدودة الكفاءات الفنية. وتابع: «يتبين لنا بمقارنة شركات النفط السبع الكبرى من القطاع الخاص، مع نظرائها السبع الكبرى الوطنية، مدى تضييق الهوة في القوة الجوهرية للقطاع الخاص، والتي تكمن في النفاذ إلى أسواق رأس المال».

وقال إن «مستويات الديون للشركات الكبرى من القطاعين، تأتي متساوية بنحو 15٪ من القيمة السوقية، كما تظهر القوة المالية لشركات النفط الوطنية واضحة، مقارنة مع الشركات الخاصة، وذلك بالتزام الشركات الوطنية بالإنفاق على مشروعات الاستكشاف والإنتاج بحجم متساوٍ مع الشركات الخاصة عام ،2009 ومن المرجح أن يفوقها خلال العام الجاري.

وأكد أن «شركات النفط الوطنية باتت أقل اعتماداً على الخبرات الفنية للشركات العالمية، بعد أن طورت قدراتها الخاصة، حيث أصبحت شركات النفط الوطنية تعمل بشكل متزايد مع شركات الخدمة لتطوير خبراتها الخاصة، لمواجهة التحديات في تطوير مواردها من النفط والغاز، كما تعززت أشكال التنسيق مع شركائها من القطاع الخاص، لتطوير المسائل الفنية بعد فترة ابتعاد بين الجانبين»، مشيراً إلى نجاح شركة «بتروبراس» في تطوير نفسها، شركةَ استكشاف وإنتاج من الحقول البحرية، قادرة وبفعالية على استغلال مكامن النفط والغاز في السواحل البرازيلية. ولفت جعفر إلى أن التوتر الحالي بين شركات النفط الوطنية وشركات النفط العالمية سيزداد، في حال مواصلة شركات النفط الدولية تقديم القائمة ذاتها لشركات النفط الوطنية، كما في العهود السابقة»، داعياً إلى العمل على تطوير شكل جديد من العلاقة، مبني على التعاون المتبادل والشراكة المتكافئة.

وأوضح أن «الشراكة المتبادلة تمكن شركات النفط العالمية والوطنية من تطوير نموذج عمل جديد يتم من خلاله توزيع رأس المال اللازم، والتقنيات والخبرات على مشروعات تطوير موارد النفط والغاز»، مؤكداً الحاجة إلى عقد شراكات مبنية على التعاون، لتلبية الحاجة المتزايدة لحلول طاقة مستدامة وزهيدة التكاليف لسكان العالم البالغ عددهم 6.7 مليارات نسمة.

ونوه جعفر بالاتفاقية التي أبرمت أخيراً بين شركتي نفط الهلال، و«روزنفت»، للتعاون على استغلال فرص تطوير مشتركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، استجابة إلى المشهد الجديد في صناعة النفط.

 

الأكثر مشاركة