تجّار يلجأون إلى «خلط» القهوة للحفاظ على الأسعار
قال تجّار ومسؤولو مبيعات في متاجر القهوة في الدولة إن «ارتفاع أسعار البن في الأسواق العالمية أجبرهم على خلط أنواع عدة من القهوة بأنواع أقل جودة للحفاظ على أسعارها من دون زيادة، في حين قلل تجار أخرون هامش الربح للحفاظ على زبائنهم».
وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن «حالة الركود التي تخيم على الأسواق أجبرتهم على عدم رفع الأسعار، في حين أن منافذ بيع محدودة فقط رفعت أسعارها لعوامل عدة، منها ارتفاع أسعار حبوب البن وتكلفة الشحن والتحميص، وزيادة سعر لتر السولار خلال فترات ماضية».
وأشارت تقارير إخبارية عالمية إلى ارتفاعات في أسعار العقود الآجلة للقهوة بلغت 44٪ منذ شهر يونيو الماضي، لافتة إلى أن مصدرين كبار في البرازيل وفيتنام بدأوا بتخزين محاصيل البن مع انتهاء الأحوال الجوية السيئة في أميركا الجنوبية، وتراجع مخزون الولايات المتحدة لأدنى مستوياته في 10 أعوام، ما أدى الى رفع الأسعار.
وقال مسؤول البيع في «محمصة القمة» لبيع البن، أنس جلعوط، إنه «على الرغم من وجود بعض الزيادات في أسعار البن العالمية، فإن معظم التجار حافظوا على الأسعار الحالية من أجل الحفاظ على العملاء وبسبب ركود المبيعات»، موضحاً أن «سعر كيلو القهوة بأنواعها يبلغ 40 درهماً من دون أي زيادات منذ بداية العام».
زيادة محدودة
وأشار مسؤول محل محمصة «بن عدنان» لتجارة القهوة، يحيى الأسود، إلى أن «أسعار القهوة تم رفعها منذ أربعة أشهر من 35 درهماً الى 40 درهماً للكيلوغرام، وهي نسبة زيادة محدودة بالنسبة لارتفاع الأسعار العالمية، على الرغم من ارتفاع كُلفة الشحن والتحميص وزيادة سعر السولار خلال الفترة الماضية».
وأضاف أن «اختلاف أسعار القهوة في الأسواق المحلية يعود إلى جودة ونوعية القهوة وبحسب الدولة المنتجة»، مشيراً الى أن «أسعار القهوة الإفريقية (الكينية أو الإثيوبية) تختلف عن أسعار القهوة من دول أميركا الجنوبية (البرازيل أوجواتيمالا أو كولومبيا)، كما تختلف مع أسعار القهوة اليمينة التي تعد الأغلى والأندر في الأسواق ويفضلها المستهلكون الخليجيون والعرب».
وأكد الأسود أن «هناك تجاراً يخلطون أنواعاً مختلفة من بن القهوة للحفاظ على الأسعار من دون أي زيادة جديدة، وذلك من خلال وضع كميات كبيرة من البن الرخيص مع كميات قليلة من البن الأغلى ثمناً»، لافتاً إلى أن «عمليات الخلط لحبوب البن تسبب ضياع النكهة الجيدة للقهوة التي يميزها العديد من المستهلكين».
وأوضح مسؤول البيع في «المحمصة اللبنانية»، بهاء الدين شحادة، أن «الإدارة فضلت الحفاظ على سعر بيع القهوة بسعر 40 درهماً للكيلوغرام منذ ما يزيد على عامين، على الرغم من ارتفاعها عالمياً»، مشيراً إلى أن الركود الذي تشهده السوق لا يسمح بأي زيادة جديدة، في ظل المنافسة لاستقطاب المستهلكين».
وأكد أن «أسعار القهوة تختلف بحسب موقع المحل ومصدر البن، التي تراوح أسعارها بين 35 و53 درهماً للكيلوغرام».
جودة البن
ولفت مسؤول البيع في «بن البدوي»، شنودة وجيه، إلى أن «المحل يبيع سعر كيلو القهوة بـ60 درهماً،»، موضحاً أن «ارتفاعات الأسعار العالمية التي بدأت منذ نحو أربعة أشهر أسهمت فقط في رفع أسعار القهوة من 58 إلى 60 درهماً للكيلوغرام».
وقال تاجر حبوب في الشارقة ـ فضل عدم نشر اسمه ـ إن «بعض المحال والتجار يتحايلون على ارتفاعات الأسعار العالمية بخلط أنواع البن الرخيصة مع القهوة غالية الثمن، وتكون غالباً بين القهوة الهندية الرخيصة مع كميات محدودة من القهوة البرازيلية»، موضحاً أن «القليل من الزبائن يسألون عن مصدر البن أو نوعيته».
وقال إن «أسعار بيع القهوة تختلف حسب الكمية المطلوبة، إذ تباع للفنادق والمطاعم بنحو 30 درهماً للكيلوغرام».
وأشار مشرف البيع في محمصة «إسطنبول»، علي حسام الدين، إلى أن «المحمصة لا تنوي زيادة أسعار القهوة للحفاظ على عملائنا، ولعدم ملائمة ظروف الأسواق المحلية لرفع الأسعار، على الرغم من ارتفاع أسعارها عالمياً».