«اتصالات» و«دو» جاهزتان للتعامل مع بـدائل «بلاك بيري»
في وقت تداولت فيه مواقع إلكترونية ورسائل نشرت عبر أجهزة «بلاك بيري» في الدولة، أمس، خبراً عن التوصل الى اتفاق بشأن إنهاء تعليق خدمات «بلاك بيري» في الدولة، ونسبت مصدره إلى «الإمارات اليوم»، أكد مجلس تحرير الصحيفة في بيان صدر منه أمس أن الصحيفة، بنسختيها الورقية والإلكترونية، لم تنشر هذا الخبر ولا علم لها به، معرباً عن أسفه لنشر شائعات ونسبها إلى الصحيفة.
بدورها، أبدت مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات)، وشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة (دو)، استعداداً كاملاً للتعامل مع قرار منتظر ستصدره الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات في الدولة الإثنين المقبل، يقضي بتعليق خدمات جهاز «بلاك بيري» أو استمرارها.
وكشفت «اتصالات» أن خسائرها ستجاوز المليار درهم في حال وقف خدمات الجهاز، فيما أكدت «دو» بدورها على لسان مصدر فيها، التزامها بالبدائل التي أعلنت عنها سابقاً كافة، من دون ان يتحمل المستهلك أي مصروفات إضافية في حال وقف الخدمة.
وتوقع خبير في مجال الاتصالات لـ«الإمارات اليوم»، فضل عدم ذكر اسمه، أن يتم التوصل إلى حل وسط بين الإمارات والشركة الكندية. وقال الخبير إن الشركة قد توافق على بعض مطالب الإمارات، بوجود خادم «سيرفر» ثانوي داخل الدولة، ما يسمح بمراقبة «بلاك بيري»، لافتاً إلى أن الشركة لن تسمح مطلقاً بخروج الـ«سيرفر» من كندا تحت أي شرط.
وأضاف أن الحل النهائي للمشكلة مسألة صعبة للغاية، في ضوء وجود اعتبارات سياسية لا يمكن إغفالها، وضغوط من قوى عظمى ألقت بثقلها في القضية.
بدائل «دو» أطلقت شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة (دو) باقات «راحة البال» في أغسطس الماضي. وقال مصدر في «دو» إن المتعاملين لن يتحملوا أي أعباء مالية إضافية ناجمة عن تعليق الخدمة، وسيستمرون في استخدام أجهزة «بلاك بيري» التي يحملونها للاستفادة من الخدمات الصوتية، والرسائل النصية القصيرة، والرسائل متعددة الوسائط، وتصفّح الإنترنت. وأكدت «دو» التزامها بتوفير الباقات التي أعلنت عنها من قبل لمستخدمي «بلاك بيري»، وهي الباقة الاعتيادية التي تمنح المتعاملين باقة بيانات مفتوحة مقابل رسوم خدمة «بلاك بيري» الحالية البالغة 130 درهمٍاً شهرياً ومن دون تكاليف إضافية. فيما يحصل المتعاملون عبرها على 1000 رسالة نصية مجاناً شهرياً. وسيحصل المشتركون بخدمة إنترنت بلاك بيري المفتوحة الدولية سعة من البيانات للاستخدام الدولي تبلغ 20 ميغابايت شهرياً، مقابل رسم شهري يبلغ 260 درهماً. وذكرت «دو» أنه يمكن للمتعاملين اختيار التزام سنوي، والاستفادة من ميزات إضافية من خلال باقة خدمات البيانات المحلية المفتوحة برسم اشتراك شهري يبلغ 55 درهماً. أو باقة البيانات الدولية المفتوحة بعقد سنوي ورسم اشتراك يبلغ 130 درهماً. أو أن يحصل المشترك على هاتف ذكي مجاناً، وباقة بيانات محلية مفتوحة مقابل رسم شهري يبلغ 180 درهماً، أو باقة بيانات دولية مفتوحة مقابل رسم شهري يبلغ 310 دراهم مجاناً، مع 1500 درهم على مجموعة مختارة من الهواتف الذكية، وخصم يبلغ 500 درهم على أي هاتف ذكي حديث الطراز للمتعاملين مع الاشتراك المميز أصحاب الأرقام الفضية. وخصم يبلغ 3000 درهم على أي هاتف ذكي حديث الطراز لمتعاملي الاشتراك المميز أصحاب الأرقام الذهبية. |
من جانبهم، قال خبراء في قطاع الهواتف الذكية في الدولة، إن قضية «بلاك بيري» أسهمت في تحريك سوق الهواتف الذكية، كما ستغير بشكل كبير من خريطة الحصص السوقية للشركات المنتجة في حال تنفيذ سيناريو التعليق، لافتين إلى أن الأزمة سلطت الضوء على منتجات أجهزة هواتف ذكية في الأسواق، ومنحتها فرصة سوقية بشكل أكبر، إضافة إلى الحصول على دعم متوازن من مشغلي اتصالات عبر الباقات المشتركة.
بدائل وخسائر
وتفصيلاً، قال مصدر مسؤول في مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات)، إن «الموقف النهائي بشأن خدمات (بلاك بيري) لايزال غير واضح حتى الآن، إذ شهد الأسبوعان الماضيان اجتماعات مكثفة مع الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، للاتفاق على الموقف في حالتي وقف الخدمة أو استمرارها، بحيث لا يضار أي مستخدم». وأضاف أنه «في حال عدم سريان قرار وقف بعض خدمات (بلاك بيري)، فستستمر الخدمات كما هي من دون أي تغيير بالنسبة للمستخدمين»، لافتاً إلى أنه في حال قررت الهيئة وقف الخدمات، وتشمل: خدمة البريد الإلكتروني، وتصفح الإنترنت، والشبكات الإلكترونية الاجتماعية، وخدمة المراسلة الفورية التي تدعمها خدمة إنترنت (بلاك بيري) كجزء من خدماتها، فإن (اتصالات) أعدت جميع الاستعدادات الفنية لتوفير البدائل اللازمة، سواء الأجهزة البديلة أو الخدمات».
وأوضح أن «(اتصالات) وفرت خلال الأيام الماضية أجهزة مختلفة بديلة عن (بلاك بيري)، وهي: (نوكيا)، و(آي فون)، و(سامسونغ)»، لافتاً إلى اتفاق على أنه إذا بلغت قيمة الجهاز الذي يريد المستخدم الحصول عليه 2000 درهم، فإنه لن يتحمل شيئاً، فيما إذا زاد المبلغ على ذلك، فسيدفع المتعامل الفارق المالي».
وكشف المصدر عن أن خسائر «اتصالات» في حال تعليق خدمات «بلاك بيري» ستجاوز المليار درهم، ستتحملها المؤسسة من ميزانيتها.
خريطة الحصص
من جانبه، قال المدير التقني لشركة «إتش.تي.سي» في الشرق الأوسط للهواتف المتحركة، رائف الفواعير، إن «تعليق خدمات (بلاك بيري) ستشعل منافسة في السوق بين الشركات لتوفير بدائل، ومحاولة سد الفراغ المنتظر في الأسواق، ما يغير خريطة الحصص السوقية للشركات المنتجة للهواتف الذكية»، موضحاً أن «لدى الشركة بدائل عدة، ومباحثات مع مشغلي الاتصالات في الدولة، لطرح باقات جديدة مبتكرة للأجهزة خلال الفترة المقبلة».
وأضاف أن «ارتفاع الطلب بمعدلات كبيرة على أجهزة الهواتف الذكية في المنطقة زاد من حدة التنافس بين الشركات، خصوصاً بعد تنامي مبيعاتها من نحو 61 ألف جهاز العام الماضي، إلى نحو 180 ألف جهاز حتى يونيو الماضي، وفقاً للدراسات السوقية الأخيرة».
بدوره، قال المدير الإقليمي للمبيعات في شركة «سامسونغ إليكترونيكس»، أشرف فواخرجي، إن «بدائل خدمات (بلاك بيري) متوافرة وجاهزة في الأسواق المحلية، عبر أجهزة متنوعة»، لافتاً إلى أن سيناريوهات الأزمة المختلفة تشترك في عامل واحد، هو تسليط الضوء على أجهزة تعمل بشكل منافس، وتوفر البدائل كافة، ما أتاح مزيداً من الدعم من المشغلين المحليين لخدمات الاتصالات لتلك الأجهزة، مقارنة بفترات ما قبل أزمة «بلاك بيري».
وبيّن أن «التعليق وفقاً للاحتمالات المطروحة، ستدفع نحو 500 ألف مستخدم لخدمات (بلاك بيري) في الدولة، للبحث عن وسائل مناسبة في الأسواق، سواء عبر باقات مع المشغلين أو في الأسواق».
وأشار إلى أنه «في حال التوصل إلى حل للأزمة، فإن شركات الهواتف الذكية، حصدت مكاسب تتمثل في فرص الحصول على دعم المشغلين، وإلقاء الضوء على منتجات منافسة تستطيع استقطاب المستهلكين»، مشيراً إلى أن الشركة لديها باقات جاهزة عبر منتجات «سامسونغ جالاكسي»، وغيرها من الهواتف الذكية الحديثة.
وفي السياق نفسه، قال المدير المسؤول في متجر «جاكيس» للإلكترونيات في مركز «مردف سيتي سنتر»، محمد شومان، إن «اقتراب موعد حسم مصير خدمات (بلاك بيري) لم يؤثر في عروض أسعار الجهاز في الأسواق»، مؤكداً أنه لم يتم فرض تخفيضات إضافية عليه أخيراً.
وأضاف أن «الطلب المحلي على الجهاز تراجع من قبل المقيمين لحساب أجهزة أخرى بديلة ذكية، ومنها هواتف (آي فون فور)، فيما استمر الطلب عليه من قبل السياح فقط».
بدائل «اتصالات»
وكان مصدر «اتصالات» أكد وجود خيارين يمكن للمشترك المفاضلة بينهما، الأول يتمثل في الحصول على هاتف ذكي متطور مع التوقيع على عقد مدته عام واحد لضمان الجدية، والثاني للراغب في الاحتفاظ بجهاز «بلاك بيري» الحالي، أو شراء هاتف ذكي بمعرفته، والحصول على جميع الخدمات البديلة، مع دقائق اتصال مجاناً تصل إلى 550 دقيقة شهرياً.
وأوضح أن «المؤسسة أوجدت بدائل أخرى للخدمات في حال تعليقها»، مبيناً أن خدمة «ماسنجر» تقابلها خدمات «إس.إم.إس»، بالنسبة للرسائل، أو «إم.إم.إس» للصور ورسائل الفيديو، وهي باقة كبيرة تفي بحاجة المشتركين، وتكفي لمراسلة 1000 شخص في الوقت نفسه.
وأضاف أنها أوجدت بديلاً للخدمة الثانية التي ستعلق، المتمثلة بالتصفح الدائم للإنترنت، إذ تم توفير خدمة «موبايل إنترنت» التي تسمح بالوصول إلى البريد الإلكتروني، مؤكداً أن البدائل ستفوق ما كان يحصل عليه المشترك من خدمات «بلاك بيري».