«باير»: «البناء الأخضر» يزيد كلفة الإنشاءات 7٪
قالت شركة «باير ماتيريال ساينس»، المتخصصة في مجال البوليميرات، إن «مراعاة معايير الأبنية الخضراء في الإنشاءات يرفع كلفة البناء بنحو 7٪، لكنه ضروري لخفض التكاليف على المدى البعيد مع تراجع استخدام الطاقة».
ورأى مسؤولو الشركة أن الإمارات قطعت شوطاً مهماً على مستوى تبني حلول التقنيات الخضراء ودعم الأبنية الخضراء، مشيرين إلى الأهمية التي تمثلها مدينة «مصدر» ودورها في دعم التنمية المستدامة، وزيادة الوعي بأهمية البناء الأخضر في الدولة.
وأطلقت الشركة أمس «برنامج البناء التجاري البيئي» في منطقة الشرق الأوسط، في إطار مشاركتها في «معرض الخمسة الكبار». ويتيح البرنامج الذي أطلق في أسواق رئيسة مثل أوروبا، والولايات المتحدة والصين، لصانعي القرار في القطاعين العام والخاص، تنفيذ مشروعات المباني منخفضة استهلاك الطاقة ومعدومة الانبعاثات، وتعزيز راحة المستخدمين وخفض تكاليف دورة الحياة في الوقت نفسه.
وتفصيلاً، قال مدير عام «باير الشرق الأوسط»، ستيفان روزنتال، إن «كفاءة الطاقة في المباني أحد أبرز العوامل الفعالة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وضمان تطبيق النماذج المستدامة في استهلاك الموارد القليلة مثل الوقود الأحفوري والمياه».
وأضاف في مؤتمر صحافي عقد أمس، أن «حلول البناء الخضراء واحدة من أهم الجوانب التي يركز عليها (برنامج باير للمناخ) الذي يمثل سياسة تنتهجها الشركة لتطوير الحلول المستدامة في جميع مجالات عملياتها»، مشيراً إلى أن المبادرة عنصر مكمل للجهود التي تبذلها الحكومات الإقليمية لنشر وتعزيز التنمية المستدامة، عبر التركيز على المباني ذات كفاءة استهلاك الطاقة.
ويشتمل برنامج البناء التجاري البيئي، الذي يمثل شبكة متعددة التخصصات من الشركات الأعضاء في مجال البناء المستدام، على منهجية تخطيط شاملة لتصاميم البناء واستخدام المواد المبتكرة والتقنيات الحديثة بدءاً من المراحل الأولى. وعوضاً عن تركيب أنظمة تكييف الهواء وتقنيات البناء في المباني الجاهزة، يبدأ البرنامج بتعديل شكل وقوام مواد كساء البناء، وفقاً لظروف المناخ المحلي، للحد من المعدلات الأولية لاستهلاك الطاقة.
وفي المرحلة الثانية، ترصد الشبكة الحلول المصممة خصيصاً لتوفير موارد توليد الطاقة المتجددة، مثل الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية الحرارية، لتقديم حلول مجمعة للتبريد والتسخين والطاقة، وبالتالي خفض الانبعاثات. كما تأتي مواد الأرضيات وامتصاص الصوت، لتسهم في تعزيز راحة وصحة المستخدم.
وقال روزنتال لـ«الإمارات اليوم» على هامش المؤتمر، إن «التحول نحو اتباع معايير البناء الأخضر يحتاج إلى مزيد من الدعم، وزيادة الوعي بأهمية هذا النوع من التشييد، وتأثيراته على المدى البعيد في الاقتصاد». مشيراً إلى أن حجم الاهتمام بالبناء الأخضر يتزايد باستمرار في الإمارات، إذ إنه يجب أن يتحول إلى التزام يشبه المسؤولية الاجتماعية للشركات.
من جهته، قال رئيس برنامج البناء التجاري البيئي في أوروبا والشرق الأوسط وافريقيا لدى «باير ماتيريال ساينس»، الدكتور توماس بريج، إن «المباني المستدامة تشكل محركاً للقيمة والشهرة الاقتصادية على حد سواء»، لافتاً إلى أن البرنامج يوفر حلاً لجميع الأطراف من خلال خفض تكاليف دورة حياة البناء من جهة، وترسيخ مكانة شركات منطقة الشرق الأوسط في سباق البحث عن نماذج مجدية للمدن الخضراء من جهة أخرى.
بدوره، قال رئيس برنامج البناء التجاري البيئي في منطقة الشرق الأوسط، بيجمان نوراستيفار، إن «التطبيق الواسع للمباني الخضراء ذات التكلفة الفعالة يشكل تحدياً رئيساً تواجهه حكومات المنطقة والقطاع الخاص أثناء شروعها في البرامج الطموحة لتطوير البنية التحتية»، مشيراً إلى أن «التوسع العمراني السريع المرتقب في المنطقة يعني وجود 86 مليون نسمة إضافية يتطلبون بنية تحتية عمرانية مستدامة خلال الأعوام العشرة المقبلة»، وفقاً لتقديرات البنك الدولي.
وتعد منطقة الشرق الأوسط إحدى الأسواق الرئيسة بالنسبة لـ«باير ماتيريال ساينس» التي شاركت «مدينة مصدر» في أبوظبي منذ يناير 2010 عبر الاتفاقية التي وقعتها مع شركة «مبادلة» للتنمية. وتركز الاتفاقية على تطوير «برنامج البناء التجاري البيئي» عبر إنشاء نموذج البناء التجاري البيئي في «مدينة مصدر»، إذ يطبق مختبر «الفلاح للخرسانة الجاهزة» حلول الشركة المخصصة للطاقة، ويعتمد جملة من المعايير الواضحة على صعيد حماية المناخ.