«محاسبو إنجلترا» تطلق برامج مجاناً للإماراتيين

سيطرة شركات محدودة على سوق المحاسبة في الإمارات لا تثير القلق

قالت هيئة المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز، إن سيطرة عدد قليل من الشركات العالمية على سوق المحاسبة في الإمارات، لا يمثل ظاهرة تدعو إلى القلق، لافتة إلى أن مثل هذا الأمر موجود في قطاعات اقتصادية.

جاء ذلك في تصريحات للمدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في الهيئة، أماندا لاين على هامش إطلاق برنامج منح دراسية مجاناً للإماراتيين، لجذبهم إلى مهنة المحاسبة، وتخريج عدد من المتخصصين المؤهلين في القطاع المالي.

وبمقتضى البرنامج، سيتم منح خمسة مواطنين، منحة لدراسة مؤهل المحاسب القانوني المشارك A C A، وسيرتفع العدد إلى 15 منحة مجاناً في العام التالي.

وقال مشاركون خلال حفل إطلاق البرنامج في دبي، أمس، إن مهنة المحاسبة من المجالات المهمة لزيادة الثقة في النظام المالي، لافتين إلى أن الأزمة المالية العالمية أكدت أهميتها.

اكتساب المعرفة

وتفصيلاً، قال سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن «البرنامج يهدف إلى إكساب المواطنين المهارات والمعرفة وفقاً لمعايير عالمية، بما يتوافق مع رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي»، وأضاف أن «مستقبل الإمارات يعتمد على بناء قدرات أبناء الدولة، ومنحهم الفرصة للدراسة، ليكونوا مؤهلين للعمل، وقيادة الأعمال، خصوصاً في المجال الاقتصادي الذي يمثل أهمية كبرى للإمارات»، موضحاً أن مهنة المحاسبة من المجالات المهمة لزيادة الثقة في النظام المالي، ونجاح القطاعات الاقتصادية كافة.

من جانبه، قال رئيس هيئة المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز، غيرالد راسل، إن «إطلاق البرنامج جاء في أعقاب اتفاق وقع في وقت سابق، بين الهيئة وأربع من كبريات الشركات العالمية في قطاع المحاسبة، بهدف التعاون على استقطاب مزيد من الإماراتيين إلى مهنة المحاسبة». وأوضح أن «هيئة المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز، تعد واحدة من أبرز المؤسسات المنظمة والراعية لمهنة المحاسبة في العالم، إذ تقدم الدعم الإداري والعملي لأكثر من 136 ألف عضو لديها، موزعين في ما يزيد على 160 دولة حول العالم». بدورها، قالت المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط في هيئة المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز، أماندا لاين، إن «الإمارات تحتاج إلى مزيد من المتخصصين المؤهلين في القطاع المالي، لاسيما الإماراتيين منهم، ممن يتمتعون بأفضل المهارات الاحترافية وأرفع المؤهلات»، وأضافت أن «البرنامج يهدف إلى جذب مزيد من الإماراتيين إلى مهنة المحاسبة، للإسهام في جهود الإمارات لإعداد قاعدة كبيرة من قادة الأعمال المؤهلين لمواكبة التطور السريع للسوق».

وأشارت إلى أن «برنامج المنح الدراسية مفتوح أمام الطلاب الإماراتيين المتفوقين والعازمين على اتباع مسار مهني ناجح في مجال المالية أو المحاسبة أو الأعمال، إذ سينال المرشحون الناجحون، مقاعد لدراسة مؤهل المحاسب القانوني المشارك ACA إضافة إلى عقد تدريب مدفوع الأجر لمدة ثلاث سنوات في إحدى الشركات المحاسبية الأربع الكبرى المشاركة في البرنامج، وهي (ديلويت)، و(إرنست آند يونغ)، و(كي بي إم جي)، و(برايس ووترهاوس كوبرز)».

تراجع الثقة

ورداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، حول تراجع الثقة في مهنة المحاسبة بعد اكتشاف حالات تلاعب مكاتب تدقيق في الولايات المتحدة، وعدم تقديرها حجم المشكلات المالية الواضحة في الشركات والبنوك العالمية، والتي أدت الى إفلاسها بعد ظهور الأزمة المالية العالمية، قال لاين، إن «الأزمة أكدت أهمية مهنة المحاسبة، وضرورة اللجوء إلى الشركات العالمية التي لديها قدرة وكوادر مؤهلة، إضافة إلى اهتمام المستثمرين الأفراد وأصحاب الأعمال برفع مستوى وعيهم المالي، لضمان تفادي الخسائر المالية التي تعرضوا لها في ظل الأزمة، لعدم إلمامهم الصحيح بالأسس المالية، وأوضحت أن «سيطرة عدد قليل من الشركات العالمية على سوق المحاسبة في الإمارات، لا يمثل ظاهرة تدعو إلى القلق، أو يعني مواجهة الشركات الأخرى صعوبة في العمل أو زيادة حصتها السوقية»، عازية ذلك الى أن «مثل هذا الأمر موجود في دول مختلفة وفي القطاعات الاقتصادية كافة، ويأتي نتيجة الثقة بقدرات ومهارات العاملين في تلك الشركات، إضافة إلى الصدقية التي اكتسبتها بعد سنوات طويلة من العمل.

وفي السياق ذاته، لفت الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، هلال سعيد المري، إلى أهمية أن يعمل الشباب الإماراتي على تطوير مهاراته، ودور ذلك في تمكين الدولة من تحقيق طموحاتها في التوطين، وتوظيف عدد أكبر من الإماراتيين المؤهلين في المناصب العليا في القطاع الخاص.

تويتر