دول المنطقة تشكل تكــــــــتلاً لمــواجهة تحديات قطـــــــاع الطيران
اتفقت 15 دولة من دول الشرق الأوسط على إقامة أول تكتل إقليمي قوي بين دول المنطقة، من أجل مواجهة التحديات التي تواجه حركة الملاحة الجوية في المنطقة، وعلى رأسها المسائل الخاصة بالأمن والسلامة، وتطوير البنية التحتية الخاصة بالطيران، والحد من تلوث البيئة في دول المنطقة.
وطالب مديرو الطيران المدني في الشرق الأوسط، المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) بإيجاد آلية عاجلة للحد من التأثيرات السلبية للقرار الأوروبي الذي صدر أخيراً، ويبدأ تطبيقه العام المقبل، بشأن فرض ضرائب على الطائرات القادمة والمغادرة للمطارات الأوروبية، لتخفيف الآثار البيئية والانبعاثات الكربونية لحركة الطيران، ووضع معايير عالمية موحدة للتعامل مع القرار.
واعتبر مديرو الطيران المدني في ختام اجتماعاتهم، التي استضافتها أبوظبي على مدار الأيام الثلاثة الماضية، والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، أن «القرار الأوروبي يعد قراراً أحادياً سيؤثر سلباً في حركة النقل الجوي، وسيرفع من الكلفة التي تتحملها شركات الطيران، في وقت تمر حركة الملاحة الجوية بالكثير من التحديات».
تعاون
قال المدير العام لهيئة الطيران المدني في الدولة، سيف محمد السويدي، في تصريحات صحافية، إن «الدول الـ،15 (وهي: مصر، الأردن، لبنان، السودان، سورية، إيران، ليبيا، اليمن، فلسطين، البحرين، الكويت، ، سلطنة عمان، قطر، السعودية، إضافة إلى الإمارات)، اتفقت على التعاون لتطوير وتوسيع البنية التحتية في دول المنطقة، لتكون قادرة على استيعاب حركة الملاحة الجوية بشكل أفضل، فضلاً عن التعاون لتخفيف الازدحام في الأجواء».
وأوضح أن «العمل بشكل منفرد لم يعد صالحاً اليوم، وأن تشكيل إطار عام لدول الشرق الأوسط أصبح ضرورة حتمية للتعامل مع التكتلات الدولية في القطاع، أسوة بالتكتلات الموجودة في أوروبا والأميركتين وآسيا»، لافتاً إلى أنه «تم تشكيل لجان فنية لتطوير العمل في عدد من المجالات المتعلقة بقطاع الطيران المدني، ومنها الأمن وسلامة النقل والبيئة».
محاور الاجتماع
أشار السويدي إلى أنه «تمت مناقشة تعزيز إجراءات الأمن والسلامة في المطارات في دول المنطقة، وتأثير العقوبات الأميركية المفروضة على السودان غير المباشرة في سلامة الطيران، وأهمية إنشاء المجموعة الإقليمية لسلامة الطيران، وخطط الطوارئ، وتنظيم استخدام الأراضي حول المطارات، ودعم الرقابة البيئية وسلامة مدرجات الطيران، والشحن الآمن، ونظم إدارة مخاطر الملاحة الجوية».
وكان السويدي، الذي انتخب بالإجماع رئيساً للاجتماع، حذر في كلمته أمام المجتمعين من أنه «على الرغم من حقيقة نمو وتوسع صناعة الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة بشكل سريع، وتحقيق إنجازات مهمة في مجال التشغيل الآمن وكفاءة السلامة، إلا أن دول المنطقة جميعها لاتزال تواجه تحديات هائلة وواسعة النطاق، تتمثل في كيفية تعزيز مستوى الإدارة، وتدريب الموظفين الفنيين المتخصصين، وتعزيز القدرات لمواجهة مخاطر النقص في البنية التحتية، ما يتطلب اتخاذ موقف بعيد النظر، ووضع خطة استباقية للتعامل مع تلك الحالات».
تعزيز النقل الجوي
طالب السويدي بتعزيز قدرة وكفاءة وفعالية وسلامة نظام النقل الجوي، والعمل على تلبية الطلبات المتزايدة والتغيرات التشغيلية في القطاع للسنوات الـ20 أو الـ30 المقبلة، لجعل قدرات سلامة الطيران في المنطقة تصل إلى مستوى بلدان العالم المتقدمة في هذا المجال.
وذكر أن «المشاركين اتفقوا على 13 بنداً في مجال الملاحة، السلامة، الأمن، البنية التحتية، النقل الجوي، والبيئة، ما يمثل نجاحاً للاجتماع سيعزز قطاع الطيران المدني في دول المنطقة».
وتقرر في نهاية الاجتماع أن يتم اتخاذ إجراءات لتحسين كفاءة قاعدة المعلومات الخاصة بالطيران، بالتنسيق مع المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو)، من أجل تحسين الاستفادة من المعلومات، كما تم الاتفاق على أن يعقد الاجتماع المقبل في السعودية في عام .2013