محمد بن راشد يوجّه بتطوير قطـاع السياحة في الدولة
أبدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ارتياحه لاستمرارية معرض سوق السفر العربي «الملتقى 2011» بهذا الزخم والتطور الكمي والنوعي، ما يبشر بصناعة سياحية مزدهرة على مستوى الإمارات والمنطقة.
ووجه سموه خلال زيارته المعرض، في يومه الثاني أمس، بضرورة التركيز على تطوير قطاع السياحة في دبي، والإمارات عموماً، داعياً الجهات المعنية على المستويين المحلي والاتحادي إلى تكثيف جهودها، وتسخير الإمكانات المتوافرة كافة، للنهوض بصناعة سياحية مزدهرة وذات مستقبل واعد.
خطة مصرية
وفي سياق المعرض، قال مساعد أول وزير السياحة المصري، هشام زعزوع، إن بلاده بدأت تنفيذ خطة من ثلاثة محاور لتعزيز السياحة عقب تراجعها بسبب أحداث ثورة 25 يناير. وأضاف أن «الخطة تتضمن تحفيز الطيران العارض (شارتر)، وتعزيز السياحة الداخلية والعربية عبر عروض خاصة وخفض الأسعار، والاستمرار في التسويق المشترك مع وكالات سياحة إقليمية». وأوضح أن «استراتيجية وزارة السياحة خلال الفترة المقبلة، ستركز على تنشيط الحركة السياحة الوافدة الى مصر من الدولة العربية، ومن الإمارات خصوصاً، وتحفيز الطيران العارض على الرحلات الجوية من الدول العربية الى مدن الغردقة، وشرم الشيخ، وطابا، ومرسى علم، والساحل الشمالي، وأسوان والأقصر». وأفاد بأن «عدد السياح الإماراتيين إلى مصر بلغ نحو 54 ألف سائح خلال العام الماضي، مقارنة بـ50 ألف سائح في عام 2009»، لافتاً إلى الحملة الإعلانية الترويجية «مصر بداية الحكاية» التي ستطلقها مصر اعتباراً من منتصف مايو الجاري في السعودية، والكويت، والامارات، وقطر. وذكر أن «السياحة العربية حققت نحو 14٪ من إجمالي الحركة السياحية الدولية الوافدة إلى مصر في ،2010 إذ بلغت 2.1 مليون سائح من إجمالي 14.7 مليون سائح، إضافة إلى تحقيقها 19.7٪ من إجمالي الليالي السياحية. |
إلى ذلك، قال مسؤولو سياحة من دول مشاركة في المعرض، إن هناك حاجة للعمل المشترك بين الدول العربية لإزالة المعوقات أمام تدفق السياح العرب، داعين إلى فتح المجال بشكل أوسع أمام تدفق شرائح السياح كافة.
وأكدوا أن اللاعبين الرئيسين في صناعة السياحة يعتزمون تنفيذ خطط لاستقطاب السياح ذوي الإنفاق المرتفع، والاستحواذ على نصيب أكبر من دول روسيا، والهند، والصين، والشرق الأوسط، لافتين إلى وجود تضخيم في ردود الفعل الغربية على الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية.
قاعدة صناعة سياحية
وتفصيلاً، بارك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الحملة الترويجية للسياحة التراثية في الإمارات التي أطلقها المجلس الوطني للسياحة والآثار، منوهاً بالمقومات المتنوعة التي تؤسس لقاعدة صناعة سياحية متميزة، وذلك في ضوء تفرد الإمارات بشواطئ خلابة، وشمس دافئة، وصحراء برمال وكثبان ذهبية، فضلاً عن بنية تحتية عالية المستوى، وكرم الضيافة العربية التي يتميز بها شعب الإمارات.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، تجولا في معرض سوق السفر العربي في يومه الثاني، والذي يقام في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة نحو 2000 شركة وجهة حكومية وخاصة من مختلف أنحاء العالم.
وشملت جولة سموه جناح شركة دبي القابضة، المطورة لمشروعات سياحية وترفيهية عدة مثل: مشروع «دبي لاند» ومشروع المدينة العربية، وأجنحة إيران، ومصر، والمغرب. كما اطلع على نماذج لمشروعات تطويرية وتنموية في جناح أبوظبي، ومنها مشروع السعد في شارع السلام، واستمع من المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، خالد بن سليم، إلى خطة الدائرة الحالية والمستقبلية بشأن تطوير قطاع السياحة في الإمارة.
ضرورة العمل المشترك
وفي سياق المعرض، قال وزير السياحة اللبناني، فادي عبود، إن «هناك حاجة للعمل المشترك بين الدول العربية لإزالة المعوقات أمام تدفق السياح العرب»، داعياً إلى صياغة تسهيلات لتعزيز السياحة العربية البينية، وفتح المجال بشكل أوسع أمام تفق شرائح السياح كافة، مع التركيز على منتجات تلبي احتياجات السائح العربي.
وأكد أن «مشروع إصدار تأشيرة (شنغن عربية) بين تركيا، والأردن، ولبنان، وسورية خطوة مهمة»، مضيفاً أن «هناك تضخيماً في ردود الفعل الغربية على الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية، والتي وصلت بعد الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، إلى مطالبة دول غربية لرعاياها بعدم السفر إلى الدول العربية».
وأوضح أن «الربع الأول من العام الجاري شهد تراجعاً في حركة السياحة إلى لبنان بنسبة 14٪، إلا أن المؤشرات تؤكد وجود آفاق للنمو في الشهور المقبلة»، كاشفاً أن بلاده سجلت خلال العام الماضي نحو 2.2 مليون سائح، أنفقوا ثمانية مليارات دولار، وهو معدل يعتبر الأعلى بين معدلات الانفاق للسائح في المنطقة.
وبيّن أن «متوسط انفاق السائح في لبنان يصل إلى 4000 دولار»، مشيراً إلى أنه عند المقارنة بين لبنان وتونس، فإن الأخيرة سجلت ثمانية ملايين سائح أنفقوا ثلاثة مليارات دولار، ما يعكس التوقعات المستقبلية الايجابية للسياحة اللبنانية.
وأكد عبود أن «الإمارات تأتي في قائمة الدول المصدرة للسياحة إلى لبنان، ومن هنا يأتي حرص لبنان على المشاركة الدائمة في سوق السفر العربي، لاتخاذه منصة ترويج سياحي، وفتح أسواق جديدة، فضلاً عن مخاطبة الأسواق التقليدية بمنتجات مبتكرة».
ترويج ماليزيا
إلى ذلك، قالت وزيرة السياحة الماليزية، الدكتورة نج ين ين، إن «أحد أبرز أهداف وزارة السياحة الماليزية في دبي يتمثل في ترويج ماليزيا، أول مقصد يجب أن تخطر في ذهن السياح، فضلاً عن تعزيز أنشطة التسويق والترويج، التي تضم لاعبين مثل وكالات السفر، والخطوط الجوية».
وأضافت أن «اللاعبين في مجال صناعة السياحة يعتزمون العمل بجهد أكبر لجذب حصة أكبر من السياح ذوي الإنفاق المرتفع، والاستحواذ على نصيب أكبر من البلاد ذات النمو المرتفع، خصوصاً روسيا، والهند، والصين، والشرق الأوسط».
وأوضحت أن بلادها بدأت خطة تهدف إلى تحسين مكانة ماليزيا، لتكون من بين الدول الـ10 الأوائل في العالم من حيث عائدات السياحة في عام ،2015 كما تسعى إلى زيادة مساهمات قطاع السياحة بمقدار 2.1 مرة، ليسهم بـ36 مليون دولار عائدات، إضافة إلى توفير 2.7 مليون فرصة عمل في مجال السياحة في عام .2015
وكشفت خلال مؤتمر صحافي على هامش المعرض أن «57٪ من السياح العرب يفضلون السياحة البيئية في ماليزيا، على التسوق، والمنتجعات، وبرامج الاستشفاء والغوص ولعب الغولف».
وأكدت أن «السياحة تأتي حالياً ثاني أكبر مصدر للنقد الأجنبي في ماليزيا، إذ تعد ماليزيا واحدة من أكثر المقاصد السياحية شهرة في منطقة دول رابطة (آسيان)»، لافتة إلى أن بلادها استقبلت نحو 320 مليوناً و373 ألف سائح دولي في عام ،2010 مقابل 284 مليوناً و890 ألف سائح في عام ،2009 بزيادة 12.5٪.
وفي سياق متصل، قالت رئيسة وكالة جورجيا السياحية الوطنية، مايا سيدامونايدز، إن «منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً دول الخليج أسهمت في رفع إجمالي نسبة الدخل السياحي فيها بنسبة 19٪ خلال الربع الأول من العام الجاري، بمقارنة مع الفترة نفسها من عام 2009».