«دبي سات ـ 1» أسهم في تخطيط مشروعات البنية التحتية الخاصة بالطرق في دبي. أرشيفية

«تنظيم الاتصالات»: 10 مليارات درهم كلفة مشروعات الإمارات الفضائية

أفادت مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة، بأن دبي ستطلق قمرها الاصطناعي الثاني (دبي سات ـ 2) خلال الربع الأخير من العام المقبل، مؤكدة أن القمر الثالث الذي سيطلق بحلول عام ،2015 سيكون من تصميم خبراء إماراتيين.

وكشفت على هامش فعاليات الدورة الثالثة للمنتدى العالمي لتكنولوجيا الفضاء والأقمار الاصطناعية ،2011 الذي يعقد في أبوظبي، عن وجود 14 مهندساً إماراتياً في كوريا الجنوبية حالياً، للمشاركة في تصنيع القمر، في الوقت الذي أكدت فيه الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات في الدولة، أن مشروعات الإمارات الفضائية كلفت حتى الآن أكثر من 2.75 مليار دولار (10.10 مليارات درهم).

وأعلن في المنتدى بدء تدشين الجيل الثاني من شبكة الإنترنت في الإمارات، المعروفة تقنياً باسم «العنكبوت»، والمختصة في البحث العلمي.

وكان الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي افتتح المنتدى بكلمة أكد فيها أهمية تقوية المشاركات العالمية في مجال الفضاء، وتشجيع الاستثمارات الخاصة في صناعات التكنولوجيا والفضاء. وقال إن «فوائد الاستثمار في مجال تكنولوجيا الفضاء في مختلف مناطق العالم، تدخل مباشرة في الحياة اليومية، وتؤثر في حياة جميع شرائح المجتمع».

أقمار اصطناعية

وتفصيلاً، قال المدير العام نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة، التابعة لحكومة دبي، أحمد عبيد المنصوري، إن «الإمارة ستطلق قمرها الاصطناعي الثاني (دبي سات ـ 2) خلال الربع الأخير من العام المقبل، فيما تستعد لإطلاق قمرها الاصطناعي الثالث بحلول عام ،2015 مؤكداً أن القمر الثالث سيصمم ويصنع بشكل كامل، للمرة الأولى، من جانب خبراء إماراتيين.

وأضاف أن «(دبي سات ـ 2)، الذي يبلغ وزنه 350 كيلوغراماً، قمر للتصوير، ومن نوعية أقمار الاستشعار عن بعد»، مشيراً إلى أن عملية تصنيعه بدأت فعلاً بالتعاون مع شركة «ساتريك» الكورية الجنوبية المتخصصة في الأقمار الاصطناعية.

وأوضح أن «نسبة المساهمة الإماراتية في صناعة القمر تبلغ نحو 50٪، بزيادة قدرها 20٪ على عمليات تصميم وتصنيع القمر الأول»، لافتاً إلى أن المؤسسة تعاقدت مع شركة «كوزمو تراست» الروسية لإطلاق القمر من محطة «يازيني» الروسية، فيما أطلق القمر الأول من كازاخستان تحت إدارة روسية.

وكشف عن وجود 14 مهندساً مواطناً من المؤسسة متخصصاً في الأقمار الاصطناعية في كوريا الجنوبية حالياً، للمشاركة في تصنيع القمر، بعد أن شاركت المؤسسة في تحديد المتطلبات والاحتياجات الخاصة بالقمر وتصميمه بشكل كامل، مؤكداً أن خطة المؤسسة خلال السنوات الـ10 المقبلة، تتضمن إطلاق بين ثلاثة وخمسة أقمار اصطناعية متخصصة في المناخ والبيئة.

ولفت المنصوري إلى ما حققه القمر الاصطناعي «دبي سات ـ 1»، الذي أطلقته الإمارات في منتصف عام ،2009 من تطبيقات تقنية في الإمارات وخارجها، ومنها برامج التخطيط الحضري لبلدية العين، وعمليات المراقبة ومسح المواقع في أبوظبي، إضافة إلى تخطيط مشروعات البنية التحتية الخاصة بالطرق في دبي، ونقل صور حية من مناطق تعرضت لـ«تسونامي» اليابان، وفيضانات باكستان.

قطاع الفضاء الإماراتي

من جانبه، قال المدير العام للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات في الدولة، محمد ناصر الغانم، إن «لدى الإمارات في الوقت الراهن أكبر قطاع فضائي فعال في منطقة الخليج والشرق الأوسط، إذ أطلقت خمسة أقمار اصطناعية بنجاح، من بينها أربعة أقمار اصطناعية تعمل حالياً بكفاءة، كما تستعد لإطلاق قمريين اصطناعيين، الأول في أبوظبي قبل نهاية العام الجاري، والثاني في دبي قبل نهاية العام المقبل».

وأضاف أن «الإمارات تستخدم أفضل التقنيات في خدمات الاتصالات الفضائية»، لافتاً إلى أن الأقمار الاصطناعية التي تعمل في مدارها حالياً متخصصة في ثلاث نوعيات أساسية، هي: الاتصالات المتحركة، والتصوير الفضائي، والبث التلفزيوني والإنترنت والاتصالات والإذاعة، إضافة إلى الأغراض العسكرية. وأوضح أن «مشروعات الإمارات الفضائية كلفت حتى الآن أكثر من 2.75 مليار دولار (10.10 مليارات درهم)، إذ كلف المشروع الفضائي الخاص بشركة (الثريا)، وتتضمن إطلاق قمرين اصطناعيين، مليار دولار، بينما كلف قمر شركة الاتصالات الفضائية (الياه سات) 1.7 مليار دولار، وكلف القمر الذي أطلقته دبي (دبي سات ـ 1) 50 مليون دولار».

شبكة العنكبوت

وفي سياق المنتدى، كشف المدير التنفيذي لصندوق دعم قطاع الاتصالات ونظم المعلومات، الدكتور عيسى بستكي، عن بدء تدشين الجيل الثاني من شبكة الإنترنت في الإمارات، وهي الشبكة المعروفة تقنياً باسم «العنكبوت»، وتختص في البحث العلمي، متوقعاً تشغيل الشبكة رسمياً خلال الفترة المقبلة.

وأوضح أن «مشروع شبكة (العنكبوت) يهدف إلى توفير تطبيقات الجيل الثاني من الإنترنت»، مشيراً إلى أن «الصندوق» يمول المشروع بالتعاون مع جامعة خليفة، وتبلغ قيمة مساهمته فيه 65 مليون درهم لمدة خمس سنوات مقبلة، من أصل 90 مليون درهم قيمة الاستثمارات في المشروع. وأفاد البستكي بأن ميزانية الصندوق للعام الجاري جاوزت 100 مليون درهم، ومن المنتظر أن ترتفع إلى 150 مليون درهم خلال العام المقبل، لدعم وتطوير المشروعات والأبحاث التي تمت في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مؤكداً أن «الصندوق» سيخصص جانباً من الميزانية لإنشاء مراكز أبحاث، خطوة إضافية لتدعيم البنية التحتية للتطوير والبحث العلمي التكنولوجي في الدولة. وذكر أن «حصة مشغلي الاتصالات في دعم «الصندوق» راوح بين 300 و350 مليون درهم، تمثل 1٪ من عائدات شركات الاتصالات في الدولة»، مشيراً إلى أن «الصندوق» رصد 57 مليون درهم لدعم الجامعات والمختبرات المتخصصة في قطاع الاتصالات، فضلاً عن طلاب مدارس مبدعين في الأبحاث المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات، فيما موّل البحث العلمي والتطوير بنحو 22 مليون درهم، والحضانات والشركات الصغيرة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إذ موّل 10 مبدعين يعملون في أربع حضانات بنحو 16 مليون درهم، من خلال التنسيق مع جامعة الإمارات، وواحة دبي للسيلكون، وشركة مصدر للطاقة النظيفة، ومجمع العلوم والتقنية التابع لـ«عالم المناطق الاقتصادية (تكنوبارك)».

الأكثر مشاركة